اشعر وكان قلبي الذي كان ينبض حبا وشوقا و حنيني لم يعد ينبض بعد الان لقد اصبح قطغة بلا روح في جسدي جسدي الذي ارهقته هموم الحياة ووضعته طريحا على فراش الماسي ولم تسقه الا المر ولم تطعمه الا سموما فتكت به وجعلته كاشجار الخريف تسقط عنها اوراقها الواحدة تلو الاخرى وهي تناجي ولكن الذي ذهب لايعود عندما نسقط في هذه الحياة او نبتلى باحد مصائبها يتركنا الاشخاص الذين كانوا حولنا كما تترك الاوراق الشجر في فصل الخريف ونبقى نحن دائما في صراعات مع انفسنا و مع العالم الخارجي الذي نعيش فيه وكلما نحاول ان نقف على ارجلنا ان نستوعب الامور من حولنا فتاتينا المصائب من كل جانب لتوقعنا من جديد في دوامة لا مخارج لها فنتوه في هذه الحياة ولا يبقى لنا الا امال نتشبث بها لعلها تطير بنا لتخرجنا من هذه المتاهات لقد قتل قلبنا وماتت معه مشاعرنا واحاسيسنا ولم يبقى لنا سوى جسد يمشي في ذلك الطريق المظلم ليستقبل كل يوم طعنات غادرة لكنه مع ذلك ورغم تلك الالام يستمر في المسير لعله يجد ايادي تكون مرهما لجراحه العميقة كل يوم تثقل خطواته وتنزف جراحة وتبكي عيونه لكنه يكمل المسير متاملا ومؤمنا انه سيلقى في نهاية ذلك الطريق اللعين المليء بالاشواك الغادرة ايادي ستنهضه من جديد لكنها ربما ستبقى مجرد اماني يقولها في قلبه لاسكات موجات الغضب التي تزيد يوما بعد يوم لقد اقتربت النهاية ولم تبقى الا خطوات قليلة ويرفع الستار عن المجهول في مسرحية البحث عن الذات ونكتشف انه لم يكن الا اختبارا من اختبارات هذه الحياة نجتازه لنتعلم او بالاحرى لنتذكر ان هذه الدنيا لازالت وستزال قاسية معنا لا لشيء ولكن لتذكرنا من نحن ومن نكون فقط لتذكرنا من نكون
مما فاض به قلمي
عاشقة الليل