القوامة ../ وعمل الزوجين ..!

[الأفق البعيد]

أولا : القوامة في الأسرة المسلمة ..



القوامة : الدور القيادي الذي يقوم به أحد الزوجين أكثر من الآخر ..


- توجهات فكرية في موضوع القوامة :
1-المساواة التامة :
المساواة التامة في السلطة القيادية بين الزوجين فتكون القوامة للزوجين معا دون ترجيح لأحدهما ..(وهذا ما تقوم عليه معظم المجتمعات ..)

2-القوامة للأكفأ : فتعطى القوامة للطرف الأكفأ الذي يستطيع الانفاق واتخاذ القرارات بكفاءة .

- القوامة في الأسرة المسلمة :
يعطي الإسلام القوامة للرجل في الأسرة (أسرة أبوية )..

قال تعالى : ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)) . النساء /34 .

(ولا يعني بالقوامة بأن الرجل هو السيد فقط ، ولا يقصد بالقوامة القيادة الأسرية دون مشاورة أو التفرد والتعنت دون مشاورة في اتخاذ القرارات الأسرية )!!

كما أن قوامة الرجل لا تنقص من قدر المرأة وحقوقها المدنية كالقدرة على التملك والتعاقد والتجارة وغيرها ..كما لا ينقص من شخصيتها ولا حتى اسمها (كما نرى في الغرب من تغيير اسم المرأة الى اسم الرجل بعد زواجها).


ثانيا : العمل لكسب الرزق:

-عمل الزوجين من حيث الجانب الشرعي والنفسي :
1-عمل الزوج :
شرعا : واجب على الزوج
نفسيا : يعزز العمل جانب الرجولة عند الرجل ويشعره بأنه يستحق القوامة التي أوتيت له .( بخلاف العاطل عن العمل ..فله آثار مدمرة نفسيا عند الزوج حتى في المجتمعات الغربية ..)

2-عمل الزوجة :
شرعا : الشرع لا يمنع عمل الزوجة وفق ضوابطه خاصة لوجود ضرورة ..على أن لايتعارض عملها مع أدوارها الأخرى ( تجاه الزوج – البيت – الأولاد ).

نفسيا : تشير الدارسات أن المرأة مهيأة نفسيا وفطريا واجتماعيا لتفضيل زوجها وأولادها على العمل .
فهناك دراسة أشارت أن 77% من الكويتيين اتفقوا أن عمل المرأة يأتي في المرتبة الثانية بعد أولادها وزوجها ، ودراسة أخرى أشارت أن 67% من طالبات الجامعات الأمريكية يرون أن وظيفة المرأة الأساسية هي الزوجة والأم قبل أن تكون شيئا آخر ..

عمل الزوج:

1-تأثير مدى رضى الزوج عن عمله :

إذا كان الزوج راض عن عمله ، يعطيه هذا الرضى الشعور بالكفاءة والثقة ..وهذا يؤدي احساسه بكفاءته وإقباله على رعاية الأسرة ..

أما إذا كان الزوج غير راض عن عمله فهذا يؤدي إلى إحساسه بالنقص وعدم الكفاءة وهذا بدوره قد يؤدي إلى التقصير والمشاكل الأسرية .

2-مؤثرات سلبية لطبيعة عمل الزوج :

أ-على الزوج : إذا كانت طبيعة العمل مرهقة للزوج جسديا ونفسيا ، (كالعمل في دوام متغير ..مرة ثلاث أيام ..ومرة يومان كاملان .../ أو كالذي يعمل في المباحث ../ أو العمل الذي يتطلب منه سفرا والابتعاد عن أسرته ..الخ ..)

هذا قد يؤدي إلى صعوبات في القيام بدوره كزوج وأب ..كما أشارت إلى ذلك دراسة أجريت على ضباط شرطة ..إلى أن طبيعة العمل تجعل الزوج متوتر وسريع الغضب وهذا قد يؤدي إلى مشاكل أسرية.

ب-على الزوجة:

تشير الدراسات إلى وجود ارتباط سلبي بين عدد الساعات التي يقضيها الزوج في العمل ..وبين رضى الزوجة عن هذا الزواج ...

ج- على الأبناء : تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة ارتباطية بين عدد ساعات عمل الأب ..وبين مشكلات التوافق عند الأطفال في البيت والمدرسة ..( فمثلا ..كلما زادت ساعات عمل الأب ..أدى ذلك إلى زيادة الاكتئاب عند بعض الابناء...كما قد يؤدي إلى الضعف في التحصيل الدراسي عند البنات خاصة ..وقد يؤدي أيضا إلى اتباع سلوك العدوان عند الأولاد خاصة ...

عمل الزوجة :

دوافع عمل الزوجة :

1-ضرورة عند تدني دخل الأسرة..(والعبء المادي الكبير على على الزوج ..).

2-تحسين مستوى الأسرة المادي .

3-إشباع حاجات نفسية لدى المرأة ..(من مثل تحقيق الذات/ الشعور بالإنجاز / تكوين علاقات صداقة خارج الأسرة فتشعر أنها غير معزولة عن المجتمع ..)

4-سد حاجة المجتمع..(من مثل ممرضات / طبيبات ../ معلمات ..الخ )

إيجابيات عمل الزوجة :

1-تنمية شخصية الزوجة..(تشعر بالكفاءة والاستقلالية وعدم الاتكالية ..).

2-كفاءة تفاعل المرأة مع زوجها..(بمعنى أنها تعرف كيف تشاركه هموم العمل حيث أنها تعمل كذلك ..).

3-زيادة كفاءة المرأة أو قدرتها على القيام بدور الزوج عند الحاجة ..(أي مثلا عند عدم وجود الزوج لسفر أو طلاق أو حالة وفاة ..فهنا تستطيع أن تسد مكان الزوج بكفاءة أكثر في أسرتها وأولادها .

4-رفع طموحات الأبناء للإنجاز ..(حيث تشير دراسات إلى أن أبناء العاملات لهم طموحا أكثر من أبناء غير العاملات ..خاصة البنات ..).

5-إقبال الزوجة وحرصها على أبنائها..(فهي في فترة عملها ..تشعر بالتقصير تجاه أبنائها ..لذلك تحرص على أن تعوضهم ..فتُقبل عليهم وتحرص علي قضاء وقت ما معهم ...).

6-تحسين مستوى أسرتها المادي ..(إذا كان دخل الأسرة متدني ..).

7-سد حاجة المجتمع من بعض التخصصات.

سلبيات عمل المرأة :

1-زيادة الضغوط النفسية على الزوجة ..

(لكثرة المسؤوليات فيحدث عندها"صراع الأدوار " ..بين كونها زوجة وكونها أم وكونها عاملة ..)

2-إضطراب العلاقة بالزوج ..

(صراع بين الزوج وبين متطلبات العمل أو الأمور المادية في الأسرة ..كأن يطالبها بان تساهم في كذا وكذا من أمور البيت ...الخ ..).

3-التقصير في رعاية الأبناء...

(تشير بعض الدراسات أن المرأة العاملة هي أكثر اعتمادا على الخدم ..وأنها تتخذ البيت غالبا للراحة والنوم فقط ..)

4-تقليل الرغبة في الإنجاب عند الزوجة..

(تشير الدراسات أن معدلات الإنجاب عند الزوجة العاملة أقل منها عند غير العاملة ..وأن هذه المعدلات تقل عند الزوجات العاملات في وظائف عليا ..مقارنة بالعاملات في الوظائف الدُنيا .." أي كلما ارتفعت مكانة عملها ..قلَّت رغبتها في الإنجاب لانشغالها .."..).

5-زيادة معدلات الطلاق..

(تشير دراسة أن معدلات الطلاق في المدن أكثر منها في الريف ..والذي فسرها ...أن العاملات أغلبهن في المدن ...

وكذلك تشير الدراسات أن المرأة العاملة تغضب من زوجها بسرعة ..وأنها أقل اكتراثا لمسألة الطلاق ..وتسعى لفصل العلاقة الزوجية دون تردد أكثر من غير العاملة ...ذلك لأنها تقر في ذاتها أنها تستطيع الاعتماد على نفسها ..).

6-التقصير في العمل من جانب الزوجة.

(حيث أن مشاكل البيت قد تنعكس سلبا على أدائها في العمل ..من مثل كثرة التغيب ...الاستئذان المبكر ..، كذلك إجازات الحمل والولادة ..مما يجعلها تترك العمل فجأة ...إلى غير ذلك من مثل هذه الأمور ...)

متى ينجح عمل الزوجة ..؟!

1-بـ نضج الزوجة ..(فتعطي الأولوية لزوجها وأبنائها ..ولا تنقل متاعب العمل إلى البيت قدر الإمكان ..)

2-نضج الزوج ..(حيث يُشجع زوجته ..يقف معها ..يواسيها ..يقدر ظروفها ..ويتفهم التقصير المعقول منها ...).

3-اتفاق الزوجين والتنسيق بينهما في توزيع الأدوار الأسرية.

4-مناسبة طبيعة العمل لظروف الزوجة..(حيث يجب عليها أن تعمل عمل يناسب ظروفها الأسرية ..).

(المصدر : مذكرة التربية الأسرية / د. حمود المقاطع ..)^ ^

ودمتم في أمان الله وحفظه ...