facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


ركن القصص القصيرة والطويلة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-19, 10:42 PM   #1
محمد88


العضوية رقم : 427
التسجيل : Dec 2012
العمر : 36
المشاركات : 136
بمعدل : 0.03 يوميا
نقاط التقييم : 164
محمد88 has a spectacular aura aboutمحمد88 has a spectacular aura about
محمد88 غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي ▓░♥"انشطــــــآآآآر" ♥▓░

عبد الرحيم جيران
(هذه القصة القصيرة مأخوذة من المجموعة القصصية "ليل غرناطة" التي ستصدر قريبا عن دار الأمان)
كنت أتابع من خلال زجاج النافذة حركة المسافرين وهم يتسابقون بمحاذاة القطار، لكي يأخذوا أماكنهم به، حين ولجتْ المقصورة، صعقتُ لمنظرها، كأنّها هي، لم أتحكّم في حركات عينيَّ، وهما تتفرَّسانها، وتخت***ن أدقّ التفاصيل في وجهها، وجسدها، وضعتْ حقيبتها "Gsacetul" في المكان المخصّص للأمتعة بعد أن ألقت تحية الصباح بصوت خفيض، وجلست قبالتي ملتصقة بزجاج النافذة، لم تُخْفِ تأفَّفها من الحرارة، بدا ذلك من حركة يدها التي اشتغلت في هيئة مروحة، كانت المقصورة خالية إلّا منّي، لم أقو على غضّ بصري، أكيد أنها لاحظت مقدار الدهشة على وجهي وأنا أختلس النظر إليها، كلّ شيء فيها يُشبهكِ، لكنّني كنتُ متأكِّدا من أنّها ليست أنتِ، على الرغم من أنّ لها التفاتاتكِ الحيرى، وبسمتكِ المليئة بالضوء، وصوتكِ المرشوش بنغم من يستفيق من النوم، بل حتّى أناملها- وهي تُقلِّب صفحات الكتاب الذي بين يديها- تكاد تكون شبيهة بأناملك الخجولة، وهي تربّت على سطح المائدة محاولةً بعث الإيقاع في خشبها، انطلق القطار، أحسست تُجاهها بشعور غامض مضطرب، كنت راغبًا في البقاء داخل المقصورة حتى أتملّاها، وفي الوقت ذاته كان التمزّع الذي في داخلي يدفعني إلى التفكير في مغادرتها، والفكاك من مشهد يبعث فيّ كل الأسى، لم تدم حيرتي طويلًا، شيء ما أقوى منّي جعلني لا أقوى على ترك المكان، أمّا هي فيظهر أنّها لم تبالِ بدهشتي، ولا بفضول عينيّ، بدا ذلك من استغراقها التامّ في القراءة، وحتّى لا أُوقظ ظنونها، وأخفي اهتمامي بها، أفردتُ الجريدة، وتصنّعت تصفّحها، بينما لم أكن في الواقع أقرأ أيّ سطر، لم يكفّ تفكيري عن محاولة فهم حقيقتها، أكيد أنها ليست أنتِ، لكنها تُشبهك حدّ أنّني شككت في أن تكونيها، فجأة، وعلى نحو أقرب إلى التخمين، لمحت شيئًا ما شبيها بالحزن في محيّاها، تماما كما كان يبدو عليك الحزن لمّا أخيِّب انتظاراتك، فتساءلتُ عمّا إذا كانت مثلي، لم يُودِّعها أحد في المحطّة، وهي تهمّ بركوب القطار، ربّما جاءت وحيدة كما جئتُ، وقد قرّرتْ السفر إلى مكان بعيد حتّى تنفرد بنفسها، وتنفلت من ضغوط لحظة ملتبسة، غير مفهومة، ثمّ ما لبثتُ أن قلت في نفسي ربّما كانت لا تعرف لماذا هي تسافر هكذا من دون قصد، فقط تفعل ذلك حبًّا في أن تغيِّر مجرى حياة لم تكن كما أرادت، تمامًا كما فعلتِ أنتِ حين قررت السفر إلى مكان لم تعودي منه أبدًا، تاركة لي بعض ذكريات وأسئلة لا أستطيع الإجابة عنها البتّة، آه لو كان سفرك كما سفرها هي..! صحيح.. إنها تبدو غامضة- وهي تُشبهكِ-، لكنّها هي الآن أمامي امرأةٌ تسافر كما البشر، وتترك في نفوس من يحبّونها إمكان أن تعود، أمّا أنتِ فأغلقت كل الأبواب أمام مثل هذا الإمكان، وضعتْ الكتاب فوق اللوح السند المدّد فوق المكيّف، وسرحتْ بعينيها إلى ما وراء النافذة، تركتهما تتوهان في المناظر التي كانت تسيل مثل شريط سينمائي، صرفت نظري أيضا إلى الخارج لا خشية من أن تضبطني وأنا أتلصّص عليها، وإنما هربًا منكِ وأنتِ تتلعين من عينيها، بينما كنت منشغلًا بكِ فيها وهي تُنزل ستار النافذة اتّقاء لأشعة الشمس التي بدأت تتسلّل إلى داخل المقصورة، دخل رجل وامرأة، كان عمرهما يسبقهما في هيئة نظرات متعبة، ساعد الرجل المرأة على القعود، ثم ساعد جسده هو كي يأخذ مكانه إلى جانبها، بدا من خلال معاملته لها أنها زوجته، كانت هي تتابع مشهد جلوسهما، وكنت أتابع في عينيها المشهد ذاته، رأيت في الرجل- الذي أخرج بيد معروقة مرتعشة المنديل من جيب سترته كي يمسح حبّات عرق تتسايل على جبينه- نفسي وقد خانني هيكلي العظمي فانثنى، لكن هل رأت هي في المرأة الزوجة نفسها وقد عبث بها الزمن فتشقّقت قشرة الجمال في وجهها؟ كنتُ أحسّ ذاتي وكأنّي أهرب منّي حين رأيت المرأة الزوجة تنهض من مكانها محاولة الاقتراب من المرأة التي تجلس أمامي، لم أكد أتبيّن معنى الحركة التي هي في طور تركيبها حتى رأيتها تصرخ "بنتي.. بنتي حيّة.. واللي دْفَنْتْ ...؟!"، ثم هوتْ بعد ذلك أرضًا قبل أن تُعيد الجملة ذاتها مرّة ثانية على نحو مكتمل، فقدت وعيها، لم يزد الرجل الزوج عن أن ظلّت عيناه تنوسان مثل كرة مضرب بين المرأتين، بين التي هي قرب زجاجة النافذة بعينين مبحلقتين غير مصدّقتين ما يجري، والتي هي مسجّاة فوق أرضيّة المقصورة، في حالة غيبوبة يرتجّ لها جسدها مثل ديك مذبوح، مددتُ يدي إلى قنينة الماء المعدنيّ التي كانت معي موضوعة فوق اللوح السند جنب كتاب المرأة المقابلة لي، ورششتُ الماء على وجه المرأة الممدّدة، ما أن أحسّتْ ببرودة الماء حتى أفاقت، مخطوفة العينين، كأنّها تعود من عالم آخر، كأنّ وجهها يرتدي رعب طفل أخافه الظلام وقد تحرك في هيئة شبح، قال الرجل بعد أن اطمأنّ إلى أن زوجته عادت إليها دورة الحياة، "سبحان الله، يَخْلَقْ من الشبه أربعين، اللّي شافها يقول غير بنتي دُنْيا الله يرحمها.."، قال ذلك وهو يحاول انتزاع نظراته من عيني المرأة التي تجلس قبالتي، لم أُعقِّب، كما أن المرأة المقصودة بالكلام لم تنبس بكلمة، وإن كانت تتكلّم بطريقة أخرى، كان فمها الفاغر، يقول أشياء كثيرة، من بينها التطيّر من أن تُشبهها امرأة ميّتة، ويُقال ذلك في وجهها، لكن المرأة التي استفاقت من غيبوبتها، واستعادت وعيها بالتدريج، لم توافق زوجها، لم تقبل أن تكون المرأة التي رأتها مجرّد شبيهة بابنتها، أصرّت جازمة بأنها هي، ونهضت من مكانها مرّة أخرى محاولة احتضان المرأة التي تجلس قبالتي، لم يترك الزوج زوجته تُكمِل ما أزمعت عليه، أمسكها من يدها، وجرّها إلى خارج المقصورة، فعل ذلك وهو يلتفت نحوي مبديًا حركة من عينيه تدلّ على الأسف ممّا وقع، فهمتُ أنّه يُحاول إبعاد زوجته، والذهابَ بها إلى مقصورة أخرى حيث لا توجد امرأة تُشبه ابنته المتوفّاة، بقيت لوحدي في مواجهة المرأة الشبه، كان من المفروض في وضع مثل هذا أن أغتنم الفرصة لمحادثتها، كأن أُكوِّن عبارة أستغرب فيها ممّا حدث، لكنّني لم أفعل، كنتِ أنتِ ما يحول بيني وذلك، رأيتكِ فيها تنسحبين من عينيها، وتتبعين الرجل وزوجته إلى خارج المقصورة، لم أدر كيف تخيَّلتُ أنهما والداك؟ راودني أنا أيضا شعور بأن أخلع عن عينيَّ وجه المرأة التي قبالتي، وأن أغادر مكاني متتبّعا خطواتك وراء الرجل وزوجته، لكن لم أكن أمتلك القدرة الكافية للحسم في الأمر، ظللت في مكاني صامتًا مثل الحجر، مثلما تعوّدت معك، حين تشلّني نظراتك، وهما تسبحان في مياه الحيرة التي تصيبني من جرّاء عدم القدرة على إيجاد الكلمات التي أردّ بها على مغازلاتكِ الكثيرة لي، حميتك منذ أن عرفتك من لوثتي المستبدّة، من أن أفشي أسراري بسرعة، كنتِ سرّا جميلا، لكنّني عرفت كيف أخبِّئك عن الجميع، حتّى عن نفسي، اليوم ترغمينني مرّة أخرى على أن أُخبّئك، ألّا أفضح غيابك النهائيّ، حتّى عن هذه المرأة التي تُشبهك، وتقول عيناها أنّك تختبئين وراءهما، وصل القطار محطّة الوصول، غادرت المرأة المقصورة، تركتْ الكتاب فوق اللوح السند، كان عنوانه "الوهم والحقيقة"، حملته وعدوت خلفها، أكيد أنها نسيته، لم تظهر في الممرّ، نزلتُ من القطار، توجَّهتُ نحو بهو الانتظار، لمحتُها تعانق رجلًا كان ينتظرها، لم يكن شبيها بي، ثم ما لبثتْ أن توجهت صحبته نحو الباب، ظل الكتاب في يدي، لم أعرف ما أفعل به، خشيت إن لحقت بهما وسلّمته لها أن يظنّ الرجل بي الظنون، في طريقي إلى بيتي- وأنا في سيّارة الأجرة- تصفّحت الكتاب، وجدت وسطه صورة فوتوغرافية لكِ، وأنت في سنّ الواحدة والعشرين.


توقيع : محمد88
مــا لــي افـتـش فـــي الآفـــاق عـــن لـغــةٍوبـيــت شـعــر قـبـيـل الــيــوم مــــا طــرقــا
ومــــا وجــــدت ســـــوى لــغـــوٍ وقـولــبــةويـرســل الـشـعــر هــــذرا كـيـفـمـا اتّـفـقــا
شـــطّ الـشـقـي ومـــا أُنْـصِـفـتِ يـــا لـغـتــيأنغمض العين عن تبرٍ إذا سُرقا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
محمد88 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ▓░♥"انشطــــــآآآآر" ♥▓░
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
▓░♥رۅآآآيــــ ڃـــــڪآآآيــة نښـــــمــــة ــــــــــــ’ــة ♥▓░ TAHAZIZO قسم القصص والروايات 108 2014-12-04 04:58 PM
▓░♥"وقولوا للناس حسناً." ♥▓░ غيثاء ركن القصص القصيرة والطويلة 12 2013-05-04 04:43 PM
▓░♥شاب تزوج فتاة ثم اكتشف انها ليست عذراء ♥▓░ anssar ركن القصص القصيرة والطويلة 2 2013-04-05 02:45 PM
▓░♥قصـــــــــــة "فــــــآآزليــــــن" ♥▓░ MàhbOùlLà Le Màx ركن القصص القصيرة والطويلة 3 2013-03-20 08:10 PM
▓░♥أغرب اسم مسجد في العالم ... "كأنني أكلت" في تركيا ♥▓░ سيف الدين ركن القصص القصيرة والطويلة 12 2012-10-21 01:40 PM


الساعة الآن 08:52 AM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML