قصيده كيف انسي للبابا شنوده
سوف أنسى الأمـس و اليوم و قد أنسى غـداً
و سأنسى فترة فى العمـر قـد ضاعت سـدى
غيـر أنى سـوف لا أنسـى سـؤالاً واحـداً
حيـن قال القلب يوماً فى ارتبـاك : كيف أنسى
كيـف أنسـى فتـرة الطيـش و آثـام الصبا
حيـن كان القلـب رخـواً كلمـا قـام كبــا
أسكـرته خمـرة الإثـم فـنـادى طـالـبـاً
كلمـا يشـرب كأسـاً يمـلأ الشيطـان كأسـاً
كـم دعانى الرب يوماً فأشحـت الوجـه عنه
وأرانى قلبـه الحانـى أنـا الهـارب منــه
قـال كن صدراً لقلبـى غيـر أنى لـم أكنـه
كان قلبى فى صدرى مثل صخر ، كان أقسـى
قال هل تحضر يا صاحب عرسى ، فاعتـذرت
فأعاد القـول فى رفـق و عطف ، فضجـرت
فتـولى بعـد أن قال انتظرنى ، ما انتظـرت
لم تكن فى القلب أشـواق لكى احضر عرسـاً
كجحيـم ذلك المـاضـى ، كشيطـان مريـع
قائـم ضدى فى صحوى و أيضاً فى هجوعـى
كـم مضى الليل و قد بللت فراشـى بدموعـى
ايه يا ظلمة نفسـى ، هل ترى أبصر شمسـاً
قـرأ الكاهـن حلاً فـوق رأسى ، فاسترحـت
قـال لى هيا اصطلح بالرب هيا ، فاصطلحـت
قلت انسى الأمس لكن صرخ العقـل فصحـت
حسن يا قلب أن انسى و لكـن ، كيف أنسـى