أقلام تمجّد إسرائيل في الجزائر
اشترت إحدى العائلات لابنتها أقلاما ملونة، إلا أنها فوجئت بعلامة غريبة فوق الأقلام،
كتبت عليها بالأحرف ورمز المحبة ''القلب'' جملة ''أنا أحب إسرائيل''، الأمر الذي أثار
تخوفات العائلة التي رأت في دخول هذه السلع إلى البلاد هجوما صهيونيا غير مباشر
على فكر وعقيدة الأطفال ومحاولة للتأثير على أفكارهم وقناعاتهم.
أصيبت العائلات بحالة هلع كبيرة بعد تناقل خبر وجود هذا النوع من الأقلام الملونة في
محيط المدرسة التي تتردد عليها الابنة، حيث استنكرت ضعف الرقابة من طرف الجهات
المعنية وأكدت خطورة دخول مثل هذه السلع على عقول الأطفال، خاصة أنها منتجات
إسرائيلية تخاطب الطفل بأسلوب لبق وجميل، حتى تتمكن من الوصول إلى قلوبهم
وتعويدهم على ''التطبيع''.
''الخبر'' قامت بجولة إلى محلات بيع الأدوات المدرسية والمكتبات وكذا الأسواق
الشعبية المتواجدة في العاصمة وعلى وجه الخصوص بلدية الحراش، بعدما أكدت
العائلة، في تصريحاتها، شراء الأقلام الملونة من المنطقة. وبعد رحلة تمشيط واسعة
لمكتبات المنطقة، وقفت ''الخبر'' على وجود هذا النوع من الأقلام الملونة لدى أحد
التجار غير الشرعيين، الذي كان يعرض سلعته على طاولة بسوق بومعطي، إضافة إلى
مجموعة أقلام من ماركات أخرى وطنية وأجنبية، هذا الأخير الذي لمسنا فيه الحذر في
التعامل مع زبائنه، بعد الموقف الذي صادفناه، رفض بيعنا الأقلام وأكد أنها ''ليست
للبيع'' بمجرد محاولتنا معرفة الجهة التي تزوّده بها، ورغم أن البائع كان مرحبا في
البداية وحدد سعر الأقلام بـ85 دج، إلا أنه رفض البيع، واكتفى بعد الإصرار عليه
بالتأكيد أن تاجرا من سوق الجملة في ''السمار'' يزوّده بهذه الأدوات، كما تحدث عن
ورود معلومات تفيد بأن هذه السلع تدخل من طرف مستورد مستقر في ولاية باتنة.
ولا يعدّ دخول أقلام ملونة من هذا النوع إلى السوق الوطنية مصادفة أو حالة شاذة،
حيث سبق أن عثر في السوق الوطنية على أدوية وألبسة وأحذية ومستلزمات إسرائيلية
الصنع، دون أن تتمكن مختلف أوجه الرقابة في بلادنا من وضع حد لتسربها إلى
الأسواق الوطنية. وانطلاقا من فضيحة البيان الذي نشره اتحاد الصناعيين الإسرائيليين
في 2009، والذي كشف أن صادرات هذه الأخيرة إلى بلادنا بلغت 319 ألف دولار
آنذاك، وقيام المخبر الهندي ''سان فارما'' باستيراد أدوية مضادة للسرطان من المخبر
الأم الكائن مقره بالهند، اشتبه في كونها من إنتاج المصنع الإسرائيلي ''تارو''، أثيرت
العديد من التساؤلات حول كيفية وصول هذه السلع إلى بلادنا، بالنظر إلى عدم وجود
علاقات بين الجزائر والكيان الصهيوني، من الناحيتين الدبلوماسية والتجارية.
وبالعثور، نهاية السنة الماضية، على ملابس تحمل عبارات ''سلام من إسرائيل''
بالعبرية في أسواق باتنة وملابس عسكرية وألبسة رياضية تابعة للفيدرالية الإسرائيلية
للعبة ''البيسبول'' لا يتعدى سعرها 500 دج وأدوات مدرسية وأقلام تمجد حب إسرائيل
تباع في الأسواق، تكون الأجهزة الرقابية في بلادنا بحاجة إلى التدقيق أكثر في السلع
الموجهة للأسواق الجزائرية.
بقلم: مريم شرايطية
المصدر: صحيفة الخبر الجزائرية