- قال ابن رجب: العلم قسمان:
- أحدهما: ما كان ثمرتُه في قلبِ الإنسان، وهو العلمُ بالله تعالى، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله المقتضي لخشيتِهِ، ومهابتِه، وإجلالِه، والخضوع له، ولمحبَّتِه، ورجائهِ، ودعائه، والتوكُّل عليه، ونحو ذلك، فهذا هو العلمُ النافع.
- كما قال ابنُ مسعود: إنَّ أقواماً يقرءون القرآن لا يُجاوُزِ تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب، فرسخ فيه، نفع.
- وقال الحسنُ: العلم علمان: علمٌ على اللسان، فذاك حُجَّة الله على ابن آدم، وعلم في القلب، فذاك العلم النافع.
- والقسم الثاني: العلمُ الذي على اللِّسَانِ، وهو حجَّةُ الله كما في الحديث: (القرآن حجة لك أو عليك).
- فأوَّلُ ما يُرفعُ مِنَ العلم: العلمُ النَّافع، وهو العلم الباطنُ الذي يُخالِطُ القلوبَ ويُصلحها.
- ويبقى علمُ اللِّسان حجَّةً، فيتهاونُ الناسُ به، ولا يعملون بمقتضاه، لا حملتُه ولا غيرهم، ثم يذهبُ هذا العلم بذهاب حَمَلتِه، فلا يبقى إلا القرآن في المصاحف، وليس ثَمَّ من يعلمُ معانيه، ولا حدوده، ولا أحكامه، ثمَّ يسرى به في آخر الزمان، فلا يبقى في المصاحف ولا في القُلوب منه شيءٌ بالكلِّيَّةِ.
- وبعد ذلك تقومُ السَّاعة، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقومُ السَّاعة إلاَّ على شرارِ الناس). رواه مسلم.
- قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تعلموا العلم لثلاث:
1 - لتماروا به السفهاء.
2 - أو لتجادلوا به الفقهاء.
3 - أو لتصرفوا به وجوه الناس إليكم.
وابتغوا بقولكم وفعلكم ماعند الله، فإنه يبقى ويذهب ما سواه.
- وهذه بعض آفات التعلم في زماننا:
وهي كون هم المتعلم صرف وجوه الناس إليه وهذا أمر خطير ومرض في القلب شره مستطير وعليه:
فلا يكن همك أن يجتمع عليك الناس.
وأن تسلّط عليك الأضواء وتلتقي بهم في برنامج على الهواء.
وأن تذكر في المجالس بالحفظ والفهم والمنطق.
- هل كلما ازدت علما ازدت عملا؟:
- قال ابن القيم: وكل علم وعمل لا يزيد الايمان واليقين قوة فمدخول وكل ايمان لا يبعث على العمل فمدخول. الدخل - العيب والخلل والنقص-
ونحن في زماننا هذا علمنا مدخول وعملنا غير مانقول ومهما كبر الرجل وعلا كعبه في العلم إلا أنك تتفاجئ بمواقفه وأحواله التي تناقض علمه الجم وفقهه الواسع ونظره الثاقب وتحليلالته للواقع والعيب والخلل يكمن فيما قاله ابن القيم بأن علمه مدخول
وقال الفضيل بن عياض: رهبة المرء من الله تعالى على قدر علمه بالله تعالى.