الما خامر هذا السؤال ذهني و أنا أبحث في أغوار نفوسنا و عقولنا و تاريخنا عن سبب تخلفنا على جميع الأصعدة. هل فهمنا المشوه للإسلام هو الذي جعل منا أمة تكاد تكون معاقة؟ كلما أردنا التفكير في موضوع ما إلا وجدنا من يقف أمامنا هاتفا أن ديننا لم يترك لنا مسألة إلا و كفانا عناء إعمال العقل فيها. إذا كان الإسلام كذلك فعلا فكيف سبقنا من لا يملكون ما نملك, بمجرد الإنطلاق من الصفر, و التعويل على جهد عقولهم؟ بما أن الخطأ لا يمكن أن يكون في دين الله, فلا بد أن يكون العيب فينا و بالأحرى في فهمنا لهذا الدين. و ما خيل لنا أنها حلول جاهزة مدنا الله بها, ليست إلا وهما أوهمنا به نفوسنا لنركن إلى الكسل الفكري, و نعطي لعقولنا إجازة مطولة نعيش كل تجلياتها في واقعنا التعيس.أليس فهمنا الخاطئ لهذا الدين هو الذي جعلنا ننتج جبالا من الكتب في الحديث عن جزئيات الجزئيات في الفقه و العبادات, و لا نكاد نرى لدينا بحثا علميا جادا و لا سبقا تكنولوجيا يرفع من مكانتنا أمام أنفسنا قبل الآخر.
إن واقع المسلمين في جميع أنحاء البسيطة قذف بهذا التساؤل في عقلي. و المنطق عندي يقول أن اشتراك هذه الملايين من المسلمين في حالة البؤس و التخلف لا بد أن يدفعنا إلى التساؤل حول العامل المشترك بيننا جميعا...فهل لكم أن تنيروني و ترفعوا جزءا من هذه الحيرة عندي