facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


ركن القصص القصيرة والطويلة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-06-18, 09:01 AM   #1
kamilia


العضوية رقم : 1225
التسجيل : May 2013
العمر : 30
الإقامة : algerie
المشاركات : 77
بمعدل : 0.02 يوميا
الوظيفة : student
نقاط التقييم : 108
kamilia will become famous soon enoughkamilia will become famous soon enough
kamilia غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
1_1569 ▓░♥قوة الدموع بقلمي ♥▓░

عزيزي القارئ ،لك سلام مني ومحبة،قد لا تجد هاته القصة تستحق الاهتمام ولا محط إعجاب ،ولكن إني لأناشدك أن تقرأنها كاملة ،كل كلمة وكل حرف،فبعض الأحيان تكون الكلمات دليلا فقط،لا مدلولا ،وإنك قد لا تجد علاقة ما بين المضمون ولهذا فإني أحثك على أن تكون نبيها ،ذي بصيرا ،فما أقرب العنوان للمضمون ،وما النهاية إلا أخت توأم للبداية .



(( كثيرون من يتساءلون عن نهاية الرجال العظماء،إلا أنني سأقص عليكم بدايةمن بداياتهم . ))




قوة الدموع


كادت الشمس أن تتوسط السماء، مغطية تلك المراعي الخضراء المزهوة بخضرتها، اليانعة بالحياة، كان يسمع خرير، نعم خرير، لجدول صغير يخترق تلك الحقول، ويحقق تلك الحكمة الإلهية العظيمة، المتعلقة بعنصر محايد تماما في الطبيعة، لا لون ولا طعم ولا رائحة. ألف البعيد خلو المجرى من الحياة، ولم يكن هذا البعيد بعيد بصر بل بعيد بصيرة، لأن النبيه لا يرى مرجا أخضر تذروه الرياح، بل يرى قدرة القوي، في زقزقة العصفور، في رقص الجندب بل في اهتزاز شبكة العنكبوت. ولم يكن هذا النبيه ببعيد، فرغم صغر سنه ،إلا أن عليا تميز بحدة بصر وذكاء فائقين وتقدير كبير للطبيعة ففيها تربى ومن ثمرها يتغذى.واضعا يديه تحت مؤخرة رأسه كمن يستعد ليسلم نفسه مستلقيا فوق كومة من الحشائش الخضراء الزاهية رغم ملابسه الرثة والمتسخة ،إلا أن عينيه المغمضتين وابتسامته تجعل الميت يرى الحياة مجددا من خلال عيني "طفل".مرت الساعات كأنها دقائق ،لدرجة أنه لم يلاحظ أن الشمس كانت على وشك المغيب ،ومن هذا الذي يخرج بإرادته الحرة من وسط هذا النعيم ؟ لابد أنه إما مجنون أو آلة؟حمل منجله الصغير ،وهب عائدا إلى كوخهم الصغير ،قبيل حلول الظلام،ولم تمض سوى نصف ساعة،إلا وقد كان واقفا أمام قم الدجاج ،يتأمل دجاجته سعيدة وصديقاتها ،الواتي لازلت محظوظات لبقائهن على قيد الحياة ،فقد حرم الجميع من الماء ،لكي تتغذى المستوطنات التي تبعد أميالا عن مزرعتهم الصغيرة. بعد عدة دقائق من الإنتظار أمام باب الكوخ ،فتحت أمه الباب ،يكاد يغمى عليها،وبعينين مثخنتين بالدموع ،والدم ،فقد كانت الكدمات تملأ وجهها ،ابتسمت لتختفي الجراح تحت طبقة من الليونة،لم تمحها بل أخفتها للحاضر فقط.أمسك بيديها ،وعلامات الدهشة تجلت على وجهه والتي ما فتئت تحولت إلى غضب. ولم يتجاوز عتبة الباب حتى صرخ : '' ماذا حدث ؟من الذي سبب كل هذا ؟ ''اختفت تلك الإبتسامة ومر بريق من الحزن في عينيها ،لترسم تعبيرا حزينا على وجنتيها الحمراوتين ،كانت ممثلة بارعة ،بارعة جدا ،ولفظت تلك الكلمة التي لم يتوقعها أحد : " أبوك ".عانقها بحرارة لتعود مشاهد الدهشة تحتل محياه ،''أبي ،هذا غير معقول ،لطالما كانا على وفاق ،هل هذا ممكن ؟ '' ،وأجلسها فوق تلك الحصيرة المتأكلة ،يرجو عطفها ،يمسح دموعها ويواسي آلامها ، لتختم هذا اللقاء بابتسامة حزينة ،نعم كانت حزينة ،لكن بنيت على سعادة ،وما أجمل سعادة الحزن وإن لم يعرفها إلا القليل،ولم تمض إلا ثوان حتى نامت في حضنه ،فهو بعد كل شيء ،فلذة كبدها ،امتداد لوجودها وإكمال لها انتهز فرصة نومها ليضمد جراحها ويدعو لها بالشفاء .مسحت يد ناعمة جبهته بحنان ليس له مثيل ،ليستيقظ وكله شعور بالخجل ،فكيف لا يخجل وقد سهرت عليه عندما نام ،كانت تبدو أحسن حالا ولكنها قلقة ،قلقة جدا، جمعت أغراضه في سلة مصنوعة من القش ، وقالت : " عليك الذهاب "فوجئ من هذا التغير المفاجئ في الملامح ،والكلمات ،بالكاد تحسنت والآن تدعوه للمغادرة ،وإلى أين؟،ولماذا ؟ وهذا ما فعله سألها لماذا ؟ ،وعليه البقاء لرعايتها وأين أباه على كل حال ،أليس من واجبه مصالحتهما والتكلم مع أباه ،لم تشبع فضوله بل فجرت ينابيع الأسئلة بقولها :"ألست أمك؟،ألست أغلى شخص عندك ؟كم ثمن رضاي عنك ؟"كانت هذه هي الكلمة المفتاح ،رضاها ،فقد لعبت تربيته الوثيقة العلاقة بالدين دورا في فيما سيقوله :"" كل شيء ""ابتسمت برضا : " كل شيء،إذن ما رأيك بعقد صفقة ؟"صفقة ؟ تعجب من الكلمة وطلب منها أن تتابع ،لتقول : " غادر المزرعة ولا تعد إلى هنا أبدا ،إذهب فعمك ينتظر في القرية إنها تبعد مسيرة يوم فقط ، إفعل هذا ،ولك رضاي أمام رب العالمين"اعترض لتقول : هذه أعز رغبة لي ،وأنت أغلى مالدي ،فهل تظن أني سأضرك ،بالإضافة إن بقيت هنا معي فرغم كل شيء ،ستتحول إلى ولد عاق ،لعدم امتثالك لكلام أمك "طال الجدال ليمتثل في النهاية لرغبتها ،حمل أغراضه ،بعد البيض والخبز ،ودريهمات شك بأنها كل ما لدى أمه من مال ،كره نفسه ،وقراره ،غادر تلك المزرعة عازما على العودة ،كيف يمتثل لذلك الطلب الغريب ،فرغم أنها أغرته برضاها إلا أن هذا جنون ،كان متأكدا لدرجة أنه عندما قبل جبهتها ،أقسم سرا على أن يعود ولو لأتفه الأسباب عملا بمبدأ " أرضيها الآن إلى أن تتغير الأحوال " .كان يوما شاقا وعصيبا إلا أنه في النهاية وصل القرية،فقد وصل إلى سن البلوغ وهو رجل الآن وكانت هذه المرة الأولى التي يفعلها فيها لذا ملئه الإفتخار ،وماإن غربت الشمس حتى كان أمام باب منزل عمه ،وياللعجب ،هناك نواح يصدر من الداخل ،فتح قريبه الباب ،وهو يبكي،لم يعرف السبب ،بل دخل ،وهو يكاد يقسم أنه قد ضل الطريق .أما عندما دخل إلى الغرفة ،فقد تأكدت شكوكه وزالت في نفس الوقت ،فهذا الرجل هو عمه ،وهاته زوجته ،وكل من في الصالة يعرفه،إلا أن الجميع يبكي باسثناء عمه ،الذي كانت علامات اليأس بادية على محياه ،ماذا حدث ؟ ،تساءل بابتسامة الجاهل الذي لا يعرف أي شيء،نهض عمه من مقامه ،لم يعنفه أو يطلب منه مشاركتهم النواح،بل أخذه إلى الغرفة المجاورة ،وحادثه قائلا :"سأقول لك ما حدث"وزم على شفتيه كمن يستعد لاتخاذ قرار الحرب ثم استأنف :"لقد مات أبوك،وأمك كذلك "قهقه مرتين ،وظن أن عمه يهذي ،إلا أن الرجل أشفق على ابن أخيه وأكمل ( لقد أرسلت إلي أمك ،أمس ،أن وفدا قد جاء إلى مزرعتك مكونا من عدة جنود ورجل دولة ،نعم كانوا اليهود )) ولعنهم ،لعن هؤلاء الغاصبين الكفرة ،الذي يقتلون بضمير بارد،ودون أدنى إحساس وتجمدت عروق بطلنا من الخوف من الآتي لقد كلمات ولكن أحد من السيوف ،لم تمزق جسده ،وياليتها فعلت ،بل مزقت روحه وقطعتها إلى أشلاء.(( حاولوا طرد أبيك من المزرعة ولكنه رفض ،لينهالوا عليه ضربا ،في النهاية بضربة حظ ،قتل أحدهم ،ليقتلوه ،ويتوعدوا أمك بالقتل ،لقد أقسموا على قتل أصحاب تلك المزرعة ،الذي تجرؤوا على مهاجمتهم ،فضربوها حتى أغمي عليها ،ورحلوا مقسمين على العودة في الغد من أجل اعتقالها،" زوجة أحد المقاومين.



(( قد تكون الدموع سمة ضعف ،ولكنها تخلق الرجال .))






هاته القصة مهداة إلى إخواننا الفلسطينيين ،ألمكم هو ألمنا ومهما طال الدهر أو قصر ،فإنا معكم ،وقد تمنعني الظروف من حمل السيف أو الجهاد ،إلا أنني سأحارب بالكلمات ،والقلم أحد من السيف كما تعلمون .


توقيع : kamilia
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

التعديل الأخير تم بواسطة kamilia ; 2013-06-18 الساعة 10:26 AM سبب آخر: العنوان
kamilia غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ▓░♥قوة الدموع بقلمي ♥▓░
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
▓░♥ روايــــــة تؤام ولكن اغراب!.في جامعة امريـــكية ♥▓░ ě๓Oxằ ḿaḒřidṧTắ قسم القصص والروايات 53 2015-03-31 08:49 PM
▓░♥رۅآآآيــــ ڃـــــڪآآآيــة نښـــــمــــة ــــــــــــ’ــة ♥▓░ TAHAZIZO قسم القصص والروايات 108 2014-12-04 04:58 PM
▓░♥أحببناهم فرحلوا..بقلمي ♥▓░ kamilia ركن القصص القصيرة والطويلة 0 2013-06-25 07:50 PM
▓░♥صندوق أحلامي ,, بقلمي ♥▓░ kamilia ركن القصص القصيرة والطويلة 4 2013-06-09 01:57 PM
▓░♥شاب تزوج فتاة ثم اكتشف انها ليست عذراء ♥▓░ anssar ركن القصص القصيرة والطويلة 2 2013-04-05 02:45 PM


الساعة الآن 09:37 AM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML