هكذا استفز سفاحا قسنطينة هيئة المحكمة وأهالي الضحايا :
مامين قال للقاضي: "افعل ما تريد" و"كاتستروف" ظل يترحم على ضحيتيه؟
إذا كانت مصالح الأمن، قد نجحت في تأمين عملية نقل السفاحين "مامين" و"كاتاستروف"، مقترفي جريمة الموسم في حق الطفلين إبراهيم وهارون، من سجن بوالصوف بقسنطينة إلى مقر المجلس في وسط المدينة لأجل محاكمتهما يوم الأحد الماضي في حدود السادسة صباحا، في السر والكتمان، فإنها عجزت عن إعادتهما إلى سجنهما بسهولة، عندما تعرّف عليهما بعض المواطنين فأمطروهما بالحجارة وبمختلف جمل اللعن ودعاء التعزير والسبّ، فبقدر ما حمل الجزائريون لهذين السفاحين طوال الأربعة أشهر الأخيرة كل أحاسيس المقت، بقدر ما تضاعف الغضب خلال المحاكمة وما بعدها، بعد أن سقطت حجة المرض النفسي، فقد كانت القاعة مزدحمة بقرابة ثلاث مئة شخص من بينهم خمسون محامياً جرّهم الفضول، عندما تم عرض السفاح "كاتاستروف" البالغ من العمر 21 سنة وكان يرتدي قميصا صيفيا أسود اللون وسروال جينز، بينما ارتدى السفاح "مامين" قميصا صيفيا رياضيا بلونين مزيج بين الأسود والأحمر، وسروال جينز، وارتدى المتهم الثالث البياض الصيفي.
"كاتاستروف" استفز الحضور، وكاد أن يُثوّرهم عندما كان قبل كل تدخل يقسم بالله العلي العظيم ويقول لرئيس الجلسة "سيدي الرايس"، ما جعل القاضي يُذكّره بأن كل حلاف كذاب، وطالبه بأن لا يقسم بالله مرة أخرى، وتجاوز استفزازه الحدود، عندما قال للقاضي وهو يواجهه بجرائمه "حسبي الله ونعم الوكيل؟"، وهنا لم يتمالك الحضور أعصابهم وردّوا بحركات غضب، كادت تنسف هدوء القاعة، أما ما أغضب أم إبراهيم فهو أن هذا الجاني القصير القامة الذي ظلّ يقول إنه مدمن مخدرات، كان كلما ذكر إبراهيم وهارون إلا وترحّم عليهما، حيث ردّد من بداية المحاكمة في حدود العاشرة إلى الرابعة عصراً جملة "لوليدات ربي يرحمهم"، أما "مامين" البالغ من العمر 38 سنة، فكان الإجماع داخل القاعة أن وقاحته تضاهي شرّه، ووصفه الحضور بـ"صحيح الوجه"، فعندما حاصره القاضي بالأدلة التي تدينه وقال له الأحسن لك أن تعترف ردّ بالقول: "أنا صافي مع ربي وأنت دير واش تحبّ؟"، وعكس "كاتاستروف" الذي رفع بين الحين والآخر يديه حتى أمره القاضي بوضعهما إلى الخلف، فإن "مامين" ظل يردّ، باستعلاء "ماعلاباليش مانيش أنا"، وعندما قرأ القاضي الحكم المسلّط على الجناة، التفت "مامين" و"كتاستروف" مباشرة نحو الحضور، بينما أمسك الجاني الثالث بلال برأسه، ولم يحضر من أهل المتهمين رغم أن حضورهم مسموح، إلا أحد إخوة "مامين"، وظل ثابتا في مكانه، وغادر في صمت.
القضية التي هزت الجزائر، قدّمت إعلاميا لأول مرة أسماء وألقاب الجناة من دون حروف استدلالية وأكثر من ذلك قدّمت صور الجانيين، منذ أن كانا متهمين في سابقة هي الأولى في تاريخ الإعلام الجزائري في مثل هذه القضايا، رغم أن التصوير كان ممنوعا داخل القاعة.