شهود عيان يكشفون كيف صمد أبطال رابعة وكيف اقتحم الأمن الميدان
مفكرة الإسلام : قال شاهد عيان على مجزرة ميدان رابعة العدوية: إنه اتصل على أحد
المسؤولين عن أمن الميدان للاطمئنان عليه، فوجده مصابًا بعدة إصابات.
وأضاف قائلاً: "بعد السؤال عنه سألته سؤالاً أعتقد أنه دار في كل الرؤوس؛ وهو كيف
استطعتم الصمود لفترة تجاوزت العشر ساعات ثم اقتحموا الميدان في دقائق بسيطة في
النهاية؟".
وتابع قائلاً: "فقال لي بالنص: إن إخوانك استمروا في الدفاع عن المداخل لمسافة
أكثر من اثنين كيلوا، وكان ضباط الشرطة عند قسم مدينة نصر، واستمرت المقاومة
بالصدور لفترة ست ساعات حتى نفذت ذخيرة الشرطة، وجاءت قوات من الجيش لإمداد
الشرطة بالذخائر، وظل الأبطال يدافعون ويقفون حائط سد يمنع وصول الذخائر، فبدأ
الجيش بالضرب بشكل هيستيري، فتراجع الإخوة قليلاً، فمرت السيارات التابعة للجيش
وبها الذخائر، وبعدها فوجئوا برصاص يضرب عليهم (من الرصاص الذي لا تستخدمه
الشرطة) الرصاص الذي يستقر في مكان الهدف ثم ينفجر، وبدأ طيران الشرطة يلقي
عليهم قنابل حارقة طالت المستشفى الميداني وغازات سامة مثيرة للأعصاب".
وزاد بقوله: "حينما قلت له: دخلوا إزاي؟ رد عليَّ بردٍّ أبكاني، وقال: والله لم يدخلوا إلا
حينما قتلوا إخوانك المكلفين بالأمن جميعًا، ولم يتبق إلا عشرات، فقلنا: نتجمع وننقذ من
في المستشفى الميداني، فقتل أغلب من أسرع إلى المستشفى، وكانت الجرافات والقوات
قد وصلت إلى المستشفى، وانهرت حينما قال لي: مازلت أسمع صراخ الجرحى الأحياء
وهم يتألمون من النار التي أذابت لحومهم، ولم يكتفوا بذلك، بل أحرقوا الجثث التي كانت
بداخل مسجد رابعة وحُرق المسجد بالكامل".
وختم بقوله: "أقسم بالله طالما أن لدينا شبابًا قاوم الهجوم برًّا وجوًّا وقناصة وقنابل
حارقة وغازًا سامًّا؛ فهؤلاء هم خير أجناد الأرض إن شاء الله، وسينصر الله دينه بإذنه
تعالى.. تحية إجلال وتقدير لشهدائنا العظام الذين كتب لهم الله الشهادة والنعيم المقيم،
وكتب لقاتلهم ومن فوضه غمًّا وهمًّا في الدنيا وعذابًا مقيمًا وخلودًا في جهنم يوم
الفصل، وتحية لمن تكلمت معه اليوم، ودعواتكم له بالشفاء إذ كان حزينًا لعدم
استشهاده".