صَبَايَا الحُرُوْف
شعر/عيسى جرابا
14/3/1425هـ
أَفِرُّ إِلَيْكِ وَبَيْنَ يَدَيْـ
ـكِ تَرْتَاحُ أَزْمِنَتِي الـمُتْعَبَةْ
وَأَلْمَحُ فِي مُقْلَتَيْكِ الرَّبِيْـ
ـعَ صَبًّا مَشَاعِرُهُ مُعْشِبَةْ
وَأَرْشُفُ خَمْرَ الـمَفَاتِنِ يَا
لَقَلْبِي فَمِنْ قَبْلُ مَا جَرَّبَهْ!
أَتُوْقُ لِغَيْثِ اللِّقَاءِ كَمَا
تَتُوْقُ لِعِفَّتِهَا الـمُذْنِبَةْ
وَيُشْعِلُنِي الصَّمْتُ تَنْهِيْدَةً
وَيُنْشِبُ فِي أَضْلُعِي مِخْلَبَهْ
أُخَمِّشُ وَجْهَ الثَّرَى وَالـمُنَى
تَلُوْحُ كَسَارِيَةٍ مُجْدِبَةْ
تَجُوْعُ خُطَايَ فَأَمْشِي بِهَا
حَثِيْثاً وَلَكِنْ إِلَى مَسْغَبَةْ
أُفَتِّشُ فِي اللِّيْلِ عَنْ نَجْمَةٍ
فَتَرْمُقُنُي عَيْنُهُ الـمُرْعِبَةْ
أُصِرُّ فَأَلْمَحُهَا أَنْتَشِي
وَأَمْنَحُهَا كُلَّ شَيْءِ هِبَةْ
أَطِيْرُ إِلَيْهَا كَمَا كَوْكَبٍ
يُغَازِلُ مِنْ شُرْفَةٍ كَوْكَبَةْ
أُغَرِّدُ لَكِنْ بِلا رَوْضَةٍ
أُسَافِرُ لَكِنْ بِلا مَرْكَبَةْ
تَهُوْنُ الـمَسَافَاتُ أَنَّى تَكُوْ
نُ مُجْدِبَةَ النُّوْرِ أَمْ مُخْصِبَةْ؟
وَكَالـمُرِّ طَعْمُ الرَّحِيْلِ وَإِنْ
إِلَيْكِ الرَّحِيْلُ فَمَا أَطْيَبَهْ!
جَمَالُكِ يَنْسَابُ بَضَّ السَّنَا
وَمَشْرِقُهُ يَحْتَوِي مَغْرِبَهْ
وَلِلْقَلْبِ فِيْكِ رُؤَىً عَذْبَةٌ
وَآهَاتُهُ فِيْكِ مُسْتَعْذَبَةْ
وَمَازَالَ رَغْمَ انْكِفَاءِ الـمُنَى
يَذُوْبُ اشْتِيَاقاً لِمَنْ ذَوَّبَهْ
وَيَرْكُضُ فِي لَهْفَةٍ نَبْضُهُ
فَيَسْكُبُهُ لَثْغَةً مُعْرَبَةْ
أَغَانِيْهِ ذَوْبٌ تَسَاقَى هَوَىً
خُذِيْهَا وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مُطْرِبَةْ
فَكَفَّاكِ كَمْ دَثَّرَتْهُ العَذَا
بَ هَجْراً بِنَفْسِيَ مَنْ عَذَّبَهْ!
وَدَمْعُ الـحُرُوْفِ عَلَى وَجْنَةِ الـ
ـبَيَاضِ يَسِحُّ وَمَا أَعْذَبَهْ!
أَفِرُّ إِلَيْكِ فَفِرِّيْ إِلَـ
ـيَّ بَيْنِي وَبَيْنَكِ كُلُّ الشَّبَهْ
صَبَايَا الـحُرُوْفِ أَبُوْهَا أَنَا
فَلا غَرْوَ إِنْ أَصْبَحَتْ مُعْجَبَةْ