هكذا قضى الجزائريون 24 ساعة التي سبقت الرئاسيات
استنفرت الانتخابات الرئاسية آلاف المواطنين يوما قبل الموعد الانتخابي، حيث اكتسح الجزائريون خلال 24 ساعة الأخيرة المحلات والأسواق
ومراكز البريد ومحطات الوقود لتوفير "المؤونة"، خوفا مما سيؤول إليه الوضع بعد 18 أفريل، عقب حرب التصريحات الدائرة بين مديرية حملة
الرئيس المترشح ومنافسه بن فليس.
حالة طوارئ تلك التي عاشتها المدن الكبرى قبل يوم فقط من الموعد الانتخابي، حيث هرع آلاف الجزائريين نحو مراكز البريد والبنوك والأسواق منذ الساعات
الأولى لاقتناء جميع الاحتياجات وتوفير المؤونة لأقصى مدة ممكنة خوفا من وقوع انزلاقات بعد الإفراج عن نتائج الانتخابات الرئاسية، على خلفية
التصريحات الصادرة من طرف المتنافسين على كرسي المرادية.
من باب الوادي إلى حسين وداي.. ومن بوزريعة مرورا بالأبيار وصولا إلى الجزائر الوسطى، هكذا كانت العاصمة طيلة أمس طرقات مختنقة، وازدحام مروري شديد
بسبب إنزال ملحوظ للجزائريين.
أما الطوابير فلم تقتصر على البنوك ومراكز البريد التي تهافت عليها الجزائريون بشكل لافت لسحب أموالهم، فحتى محطات الوقود التي مررنا بها في كل من شارع سويداني
بوجمعة بالمرادية، مرورا بساحة أول ماي، إلى جانب محطات بيع الوقود الواقعة في ديدوش مراد، أين لمسنا سلاسل للسيارات بمحاذاتها بعد ما عرفت مختلف مراكز تعبئة
البنزين إنزالا منقطع النظير ودامت إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، رغم التطمينات المقدمة من قبل شركة نفطال بتوفير البنزين طيلة يوم الانتخاب، حيث
سعى لتعبئة خزانات السيارات بالوقود.
اقتربنا من أحد المواطنين للاستفسار عن دواعي اكتساحهم لها، فأجاب محمد "كما تعلمون، الحملة الانتخابية لم تجر في شكل هادئ بسبب العنف الذي طبعها، كما غذت
المخاوف التصريحات الأخيرة والاتهامات المتبادلة بين المترشحين والتي ولدت رعبا حقيقيا من خطر حدوث انزلاقات وعمليات تخريب، ما جعلني أسارع إلى محطة البنزين"،
ويضيف: "منذ ساعة وأنا انتظر دوري، لكن الطوابير الطويلة حالت دن قضاء حاجتي مثل باقي الأيام"، أما جمال فقال "أود توفير كافة الحاجيات حتى أتجنب الخروج إلى
الشارع بداية من الغد، لأنني شخصيا لا أدري كيف ستؤول إليه الأوضاع بعد الإعلان عن النتائج".
الشروق