[frame="8 10"]سؤال : أين هو الله؟
إن المتأمل لبنية الكون والقوانين التي تسيره ، وجسد الإنسان والحقائق التي يحويها ، يدرك تماماً أن الكون قد تم بناءه على هيئة تجعله ملائماً تماماً لنشأة الحياة والبشر
إن وجود الكون على هذه الهيئة تتطلب ضبطاً دقيقاً لملايين من الثوابت والظواهر الكونية ، لأن أي خلل في أحد هذه الثوابت ما كان ليسمح باستقرار الكون أو نشأة الحياة فيه
كذلك فإن السمات الطبيعية لكوكب الأرض مضبوطة بدقة تتناسب مع متطلبات نشأة الحياة واستمرارها ونشأة الإنسان
إن بناء الكون وكوكب الأرض على هذه الهيئة ليكون ملائماً لنشأة الحياة ، ولوجود الإنسان يقتضى أن يكون هذا الإله ظاهراً بقيومية أفعاله وديمومية صفاته في كل ما نراه في أنفسنا أو فيما حولنا من إبداع صنع الله ، ودوام هذا الإبداع واستمرارية دوامه في هذه الحياة ، فالله موجود بصفات أفعاله وبحقائق قدرته وبإظهار مشيئته في كل ما نراه فينا أو حولنا سر قوله سبحانه {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} فصلت53
فإن قلت أين؟ فالسؤال للمكان وهو سبحانه عليٌّ عن المكان والإمكان لأنه خالق المكان
وإن قلت في؟ فهي للزمان وهو سبحانه وتعالى قبل الزمان وبعد الزمان ، لأنه خالق الزمان والمكان
وإن قلت قبل؟ فهو قبل القبل ولا شيء قبله
وإن قلت بعد؟ فهو بعد البعد ولا شيء بعده
فكل ما خطر ببالك فهو هالك ، والله تعالى لكماله بخــــلاف ذلك
[/frame]