مئات الأطفال في سلسلة بشرية بغزة دعماً للأسرى
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
لليوم الثامن والأربعين على التوالي، يواصل الأسرى في سجون الاحتلال إضرابهم
المفتوح عن الطعام، ورغم محاولة ما يُسمى بـ"الكنيست" الصهيوني استصدار قانون
يجبر الأسرى على كسر إضرابهم بإطعامهم عنوة، تتزايد الفعاليات التضامنية معهم يوماً
بعد يوماً.
هذه المرة كان المبادر بمؤازرتهم أطفال مخيمات "مشاعل التحرير"، التي تنظّمها
مساجد القطاع، والذين تتراوح أعمارهم ما بين (9-15) عاما، والذين زاد عددهم عن
المئات، في سلسلة بشرية امتدّت من مفترق السرايا وصولا لميدان فلسطين في مدينة
غزة.
السبيل الوحيد
لم يعر الأطفال أشعة الشمس الحارقة أي اهتمام، فاصطفوا حاملين صورا للأسرى
واللافتات المنددة بسياسة الاعتقال الإداري، ومردّدين الشعارات التضامنية معهم، في
وقفة هي أقل القليل لما يمكن من خلاله دعم صمود الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية
التي يخوضونها، كما يقول محمد أهل أحد إداريي مخيمات مشاعل التحرير في منطقة
جنوب الصبرة في غزة.
يقول أهل لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "إننا مع إخواننا الأسرى قلبا وقالبا،
ولن نرضى لهم أن يبقوا في السجون، وكما حررنا أسرانا في صفقة وفاء الأحرار
سنحررهم إن شاء الله في الأيام القادمة، وما ذلك على الله ببعيد".
السبيل الوحيد لتحرير الأسرى في نظر أهل، هو المقاومة وتربية الأشبال الصغار على
تلك الفكرة، وغرسها في عقولهم.
ويضيف: "سنحرر أسرانا ليس بالمفاوضات، بل بالمقاومة وبسواعد الرجال وهؤلاء
الأشبال الذين نربّيهم على هذه الفكرة يعلمون سابقا بأن تحرير الأسرى هو أمانة في
أعناقهم، عندما يكبرون يجب حملها".
رسالة للحكومة
ويبدو من خلال كلام الطفل أمير الهليس (13 عاما)، بأن فكرة المقاومة قد تأصلت
في عقله، إذ يرى بأسر الجنود الصهاينة، هو الحل الأكيد لتحرير الأسرى.
ويقول أمير لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، عن وقوفه ضمن السلسلة البشرية:
"أنا في المخيمات طالع تضامنا مع الأسرى، رافعين شعار مي وملح، لأن أسرانا يعذبون
ويجوعون ونحن نأكل ونشرب، هم يضحون من أجلنا ومن أجل فلسطين، ونحن نقول
لهم إحنا صامدين معكم، وأنتم كإخوتنا، ولن يهدأ لنا بال حتى تكونوا بيننا".
ويرسل أمير رسالته للحكومة بأن تضحّي بكل شيء من أجل الأسرى، فهم قدّموا لنا
الكثير، وآن الأوان لنقدم لهم كل ما نستطيع. كما يقول.
الوحدة أولاً
الطفل حسن الهجين (14 عاما)، يرى بالوحدة الفلسطينية أهم ما يجب العمل عليه من
أجل تحرير الأسرى، والمقاومة برأيه لن يكون لها دور طالما بقيت الفرقة بيننا.
يقول حسن: "لازم نتوحّد أول شيء، يد واحدة لا تصفق، وبوحدة الصف نستطيع أن
نعمل كل شيء، وإذا ضلينا متفرّقين سنكون لقمة سهلة لليهود، والمقاومة لن تنفعنا
وقتها".
أسامة الهواري أحد المشرفين على مخيمات مشاعل التحرير في منطقة الزيتون، يجد
نفسه مقصرا بحق الأسرى، وإن كان يفعل كل ما يستطيع ليوصل رسالتهم للعالم، كما
يقول.
يقول أسامة لمراسلنا: "جئنا لنقول بأن الأسرى في قلوبنا في كل الأوقات، وسننتصر
لهم بالدعاء والجهاد وكل ما نملك، وهذا جزء بسيط لرفع معنويات الأسرى وخصوصا
الإداريّين منهم، وهذا أقل شيء نقدّمه للأسرى".
الدعاء سلاح المتيقن، وهذا ما ينطبق على حال محمد دلول (15 عاما)، الذي وجّه
تحيته للأسرى في السجون على صمودهم وثباتهم، داعيا الله عز أن يفرج كرب
الأسرى، وأن يصبرهم على إضرابهم عن الطعام.
يقول محمد: "أحيي كل الأسرى في السجون، وندعم صمودهم الأسطوري، في وجه
الاحتلال الغاصب، ونقول لهم اصبروا إن شاء الله الحرية قريبة، ندعوا لكم في كل
صلاة، وفي السر والعلن".