لم تكن هذه الاحداث الاولي في هذا العام فقد سبقها مظاهرات محدودة في السنوات التي سبقتها الا ان أحداث أكتوبر يمكن أن توصف بأنها الربيع الجزائري , البعض صنفها أنها امتداد لسقوط نظام سيطرة الحزب الواحد علي الحكم في أوروبا الشرقية والعالم .
بداية الاحداث:
أراد الشاذلي أن يفتح اقتصاد السوق ولكن هذا فتح المجال لسيادة رجال الأعمال على حساب الطبقة المتوسطة , في يوم 25 سبتمبر بدأت ملامح ثورة شعبية وعمالية تلوح في الأفق , حيث ندد العمال، أول مرة، بالفساد وببعض رموز الدولة ,بسبب الوضع الاقتصادي المتردي.
شهدت هذه الاحداث مواجهة بين عناصر الجيش والشباب في شوارع العاصمة وتحولت العاصمة، بأكملها الي مظاهرات عارمة,ومحاولة اقتحام منازل عدد من الشخصيات التي كانت ترمز لنظام الحكم في الجزائر آنذاك ,واوقفت الدراسة وانتهت هذه المظاهرات بقتل 500 شاب واعتقال الكثيرين.
يوم 7 اكتوبر 1988 حاول كل من أحمد سحنون ونحناح وعباسي مدني التوجه إلى رئاسة الجمهورية لدعوة الرئيس الشاذلي بن جديد لوقف إطلاق الرصاص على المتظاهرين وإطلاق سراح الموقوفين من المتظاهرين، لكن الأمن منعهم من الوصول إلى مقر الرئاسة , اما الرئيس الشاذلي كان رده انه فرض حالة الطوارئ علي البلاد وبدء حظر التجول وانتشر الجيش في كل مكان .
في هذا الوقت تسرب اخبار عن المعتقلين السياسيين والتعذيب في المعتقلات فبدا التحركات من اجل الافراج عنهم من قبل الناشطين في حقوق الانسان وطلبة الجامعات .
نتائجها :
يوم 10 اكتوبر ظهر الشاذلي في خطابه ووعد الجزائريين بغد افضل وبناء علي ذلك كانت نتائج هذه المظاهرات الناجحة :
1-أقر الشاذلي دستورا جديدا للبلاد 1989 .
2-أقر التعددية السياسية لكل التيارات السياسية ب
صرف النظر عن انتمائها.
3-أقر حرية التعبير والاعلام
3-فتح المجال الاقتصادي للقطاع الخاص .
ظهور الحركة الاسلامية:
بعد هذه النتائج وعلي هذا الأساس بدأت المجموعات الإسلامية التي كانت قد تبلورت خلال الثمانينات تتقدم الواحدة تلو الأخري بطلبات الترخيص لها كأحزاب سياسية .
وهكذا ظهر أول حزب سياسي إسلامي رسمي فى الجزائر 1989– وفى بلاد المغرب العربي كلها – ممثلا فى " الجبهة الإسلامية للإنقاذ " عرفت اختصار باسم (الفيس face ), تراسها في ذلك
الوقت الدكتور عباس مدني والنائب عنه الشيخ علي بلحاج ,انتهجت الجبهة سياسة الاصلاح ببرنامج يركز علي الاصلاح ومحاربة الفساد , وكان اول بيان لها هو بناء دولة ديمقراطية علي اسس اسلامية .
وراي فيها الجزائريون الامل والمستقبل ولقت صدي وقبول واسع بين الناس , وبهذا بدا صعود جبهة الانقاذ الاسلامية علي الساحة بشكل كبير جدا وتعددت الاحزاب الاسلامية بعد ظهورها .