«إيبوني».. مطعم سوداني بذائقة «دبي الذكية»
الآن يمكنك أن تدخل إلى مطعم في دبي، وتتناول الوجبة التي أقنعت شهيتك بها، دون أن تطلب من النادل شيئاً، ودون أن تنطق ولو بكلمة واحدة، لا عربية ولا إنجليزية أو سواهما.. ذلك ببساطة ممكن في مطعم «إيبوني» السوداني الأول في الفكرة والمذاق، فالفكرة إلكترونية والطلبات تتم بلمس الشاشة (الطاولة الذكية)، أو حتى بالإشارة إلى أطباق مصورة أمام ناظريك.. وبلا تردد يأتيك ما أردت سريعاً، أما المذاق فهو في المقام الأول سوداني، ثم عربي شرقي، وعالمي غربي، لذلك تجد هناك كل ما تشتهي النفس من طعام بأسلوب شيق وشهي وممتع في آن معاً.
في قلب دبي، وتحديداً مقابل محطة الخليج التجاري للمترو، نجحت سيدتان سودانيتان طموحتان، في إنجاز فكرة لم يسبقهما إليها أحد من العالم العربي أو الشرق الأوسط عموماً، ألا وهي مطعم ذكي وعالمي من وحي دبي. وخلال بضعة أسابيع مرت، وهي عمر المطعم، حرص أشخاص كثر من جنسيات مختلفة، على الظفر بتجربة غداء ممتعة في ظل الديكور المنتقى ذي الـ «5 نجوم»، ومن خلال ما يجود به مطعم «إيبوني» من أفكار إلكترونية تنعش العقل وتمتع العين، قبل أن تُملأ البطون بما تَشتهي.
العقل المدبر
زينب العاقب هي «العقل المدبر» للمشروع بالشراكة مع هويدا الأحمدي، وهنا تقول العاقب إن المطعم الجديد الذي افتتحته في قلب دبي، هو مطعم سوداني عربي عالمي، يعتمد على التكنولوجيا في تفاصيل كثيرة، وهو مزود بشبكات إنترنت فائقة الجودة، والطاولات الكثيرة فيه هي عبارة أجهزة إلكترونية وشاشات ذكية تعمل باللمس أو الإشارة، ومن خلالها يظفر الزبون بالطلب الذي يريد، مشيرة إلى أنها سعت من خلال مطعمها المبتكر إلى تقديم مطعم سوداني للعالم أجمع، خلافاً لما يتوفر من مطاعم سودانية تركز في مجملها على الجالية السودانية وحسب، لذلك تنوعت أطباق المطعم بين الأفريقية والشرقية والغربية، مع إضافة النكهة الإلكترونية، وهو ما يبدو ممتعاً وشهياً للجميع.
قائمة ذكية
وتوضح زينب العاقب أنها، ومن أجل تلبية طموحها الذكي، ورغم أنها متخصصة في الهندسة ونظم المعلومات، فقد قررت الاستعانة بشركات متخصصة وخبراء من أجل تقديم قائمة طعام ذكية تجذب الجنسيات المختلفة، وتم التواصل مع شركة أوروبية مختصة لإنجاز متطلبات الـ «سوفت وير»، ومن ثم تابعت السيدتان تصميم الأجزاء الأخرى من أجهزة وكابلات و«هارد وير» إلى أن اكتملت الفكرة على النحو الأفضل، مشيرة إلى أن التركيز ومنذ البداية، انصب على إيجاد مطعم متميز عالمياً، بإدخال التكنولوجيا فيه لأداء مختلف، وهو ما تم في نهاية المطاف.
صورة وكلمة
وتضيف زينب أن النظام الإلكتروني المعتمد في المطعم يعمل باختيار اللغة (عربية أو إنجليزية) أو عبر الكود الخاص بالموبايل، ثم تظهر قائمة الطعام في شريط يعرض الأصناف المتوفرة بالصورة والكلمة، من مقبلات وسلطات، وأطباق رئيسة وجانبية، وحلويات وعصائر ومشروبات، منوهة بأن الشخص يشير إلى ما يريد من طعام وشراب، وفي النهاية يؤكد الطلب، وعلى الفور يستقبل الشيف في المطبخ ورقة مطبوعة برقم الطاولة والطلب، فيجهّز المطلوب، وتحمل النادلة الأطباق إلى الطاولة بسلاسة غير تقليدية.
كاميرا المطبخ
ميزة أخرى ممتعة يوفرها مطعم «إيبوني» لزبائنه، فبعد إجراء الطلب، يمكن للزبون أن يتصفح الإنترنت ويطلع على الأخبار وما إلى ذلك، ويمكنه إن أراد أن يشير إلى خيار «الشيف كام»، فيتابع بالفيديو مباشرة، الشيف وهو يعد الوجبة المختارة من المطبخ. كما يمكن للزبون طلب النادل أو الفاتورة، وهذه الأمور أيضاً تتم إلكترونياً.
وتشير زينب العاقب إلى أن الفكرة وُجدت لترسم البهجة على وجوه السودانيين والعرب والأجانب، ممن يرتادون المطعم لتناول وجبة لا تنسى، بمذاق سوداني أصيل وعصري، وبفكر شرقي وأوروبي، ليكون «إيبوني» علامة فريدة في ما يقدمه للمجتمع.
مطعم مختلف
أما هويدا الأحمدي، شريكة زينب في الفكرة الذكية، فأضافت أن «إيبوني» هو في النهاية مجرد مطعم، لكنه مختلف من حيث التقنيات المتوفرة فيه، وفي الأفق العالمي في الوجبات المختارة، لافتة إلى أن الفكرة بدأت منذ عام ونصف تقريباً، وظلت تدور في حلقة تقديم مطعم بصورة مختلفة، إلى أن تمكنا من رسم هذا الإنجاز على أرض الواقع، هنا في دبي، لأنها رمز للعالمية بكل ثقة، وفي النهاية كان لنا ما أردنا، وحظينا بفرصة مثالية، على أرض دولة الإمارات التي تفردت عالمياً في احتضان العالم، وفي تقديم الإنجاز تلو الإنجاز.
غابة الأبنوس
لأن المطعم سوداني الفكرة والمذاق في المقام الأول، فقد اختارت زينب العاقب اسم «إيبوني» له، واستوحت المسمى من الديوان الشعري «غابة الأبنوس» لخالها الشاعر المتوفى صلاح أحمد إبراهيم، و«إيبوني» هي الكلمة الإنجليزية لـ «أبنوس»، وهو خشب أسود من شجر في غابات معروفة في أفريقيا، الذي يُطوّع في استخدامات عدة.. وقد ارتضت العاقب تسمية المطعم باللغة الإنجليزية من أجل هدفها العالمي «مطعم للجميع»، وتجسيداً لما يقدمه المطعم من قوائم وأطباق عربية وشرقية وأفريقية وغربية، وفي النهاية، يبقى الهدف محصوراً في أن يدرك الجميع أن الفكرة سودانية أفريقية بامتياز، والصدى عالمي بلا حدود.
.