كيف نربي أولادنا تربية إسلامية صحيحة ؟

[أمواج الحنين]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نربي أولادنا تربية إسلامية صحيحة ؟

1- اجعل ولدك وقفاً لله عزوجل
نريد منك أيها الوالد الكريم أن تربي ولدك لله (عزوجل ) بأن تجعله وقفاً لله كما قالت إمرأة عمران ( رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم )
فبعض الآباء يربون أولادهم من أجل أن يقال : هذا ابن فلان أو من أجل أن يرتاح من مشاكل الأولاد ..أما نحن فلا تربية إلا لله

2- الإكثار من الدعاء بصلاح الذرية
إننا ينبغي أن نحرص كل الحرص على الإكثار من الدعاء لأولادنا بالصلاح والتقوى وأن نتوجه إلى الله تعالى باالدعاء بأن يبارك في أولادنا
وأن يحفظهم من كل مكروه وأن يصنعهم على عينه وأن يستعملهم في طاعته وفي نصرة دينه . ولذلك كان من دعاء عباد الرحمن ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً ) سورة الفررقان آية 74

3- إستغفر لولدك
ينبغي أن يكثر الوالد من الإستغفار لولده ليغفر الله ذنبه الذي اقترفه في حق نفسه أو في حق والده وليجمعه الله بولده في الجنة ... فهذا نبي الله
يعقوب عليه السلام يستغفر لبنيه ويقول ( سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم ) سورة يوسف آية 98

4- لقنوا أولادكم الخير والصلاح
قال الإمام الغزالي ( والصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة فإإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة )

5- لا تكلف أولادك فوق طاقتهم
ينبغي أن لا تكلف ولدك شيئاً فوق طاقته حتى لا يشعر باالعجز والفشل فيؤثر ذلك في نفسه ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي هذا الأمر جداً في أبناء الصحابة .... فهذا ابن عمر ( رضى الله عنهما ) يعرض نفسه للجهاد في غزوة أحد فيرده النبي صلى الله عليه وسلم ثم يعرض نفسه عليه مرة أخرى في يوم الأحزاب فيقبله وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن لا يكلفه فوق طاقته فلما كبر بعض الشئ أجازه .
بل قال صلى الله عليه وسلم - كما عند مسلم - ( إذا أم أحدكم االناس فليخفف فإن منهم الصغير والكبير والضعيف المريض فإذا صلى وحده فليصلها كيف يشاء ) وذلك من أجل ألا يكلف الناس فوق طاقتهم .

6- شجع أولادك على قيام الليل
فإنه وقت نزول الحق (جل وعلا ) إلى سماء الدنيا وهو وقت نزول الرحمات وقضاء الحاجات ومغفرة الذنوب والزلات .

7- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الصغار
فإنه يستحب للوالدين تقبيا أبنائهما وبناتهما وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل إبنته فاطمة رضى الله عنها
وفي الصحيحين أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تقبلون الصبيان فما نقبلهم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة "

8- عليك بإشباع عواطف أولادك
فتجعلهم يشعرون بالعطف والحنان والرحمة فإن ذلك له أثر طيب في سلامة قلوبهم ونفوسهم .. واحررص على أن تصطحب أولادك أحياناً وتتحدث معهم ... وعندما تدخل البيت فعليك أن تخص كل واحد منهم بالتحية .

9- احرص على ألا تتكلم إلا بالكلام الطيب
وهذا يؤثر في سلوك أولادك ، فالولد عندما يسمع والده دائماً يقول ...ما شاء الله ... سبحان الله .. الله أكبر .. يتعلق لسان الولد بذكر الله ويبتعد عن الكلام الفاحش البذئ

10_ الحرص على تحفيظ الأولاد كتاب الله
وهذا من أفضل ما تتقرب به إلى الله ( أيها الوالد الكريم ) فالاشتغال بحفظ كتاب الله الكريم إشتغال بأعلى المطالب ، وفي هذا العمل الطيب حماية لهم من الضياع والإنحراف وروضة لهم ولآبائهم في الدنيا والآخرة

11- لاتبغض ولدك لدمامته
واحذر أيها الأخ الحبيب أن تبغض ولدك لدمامته وأن تحب غيره لجمال خلقته فالولد ليس له أي ذنب في دمامته .. وقد يكون دميم الخلقة لكنه عند الله عظيم القدر كما قال تعالى : ( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم ) البقرة آية 221

12- مجموعة من النصائح تتعلق بالمعاقبة
أيها الوالد الكريم : أسوق إليك جملة من النصائح الغالية التي تتعلق بالمعاقبة
إعلم أيها الوالد أن الضرب ليس هو الوسيلة الوحيدة للعقاب بل من الممكن أن تعاقب ولدك بحرمانه من المصروف أو من نزهة جميلة
احرص على أن تلتزم بالقانون العمري : شدة في غير عنف ولين في غير ضعف فأجعل ولدك يخافك وفي نفس الوقت يحبك ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " علقوا السوط يكفى ولسنا بحاجة إلى الضرب بالسوط .
لا تضرب ولدك على وجهه فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، ولا تضربه أمام من يحبه .
وإذا ضربته فلا تذكره بذنبه بعد ذلك بل تناسى هذا الذنب .
إعلم أن بعض الأطفال يكفيه أن تعاقبه بمجرد النظرة فلا تغلظ عليه .
عندما تحدث مشاجرة بين أولادك فلا تتدخل إلا بتوجيه وتجنب الغضب .

13- وصية غالية للوالدين
أيها الأب الكريم : لاتهن الأم أمام أبنائها وبناتها إذا أردت أن ترشدها إلى شئ فليكن ذلك فيما بينها وبينك كي لا تسقط كرامتها ولا تذهب هيبتها أمام أبنائها فمن ثم لا يطيعوا أوامرها في غيابك ، ويفشل البيت في غيابك ، وفضلاً عن ذلك ففي إسرارك بحديثك مع زوجتك وعقابك لها فيما بينك وبينها ستر عليها
وأنت أيها الأم الفاضلة : لا تنشزي على زوجك ولا تخالفيه وتعصي أمره ، فتتعلم منك بناتك النشوز على الأزواج وعصيان أوامرهم ، فتفشل حينئذ حياتك مع زوجك وحياة بناتك فيما بعد مع الأزواج .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو كنت آمراً أحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها .

14- لا تنشغل بهموم الدنيا عن أولادك وصدق من قال :

ليس اليتيم من إنتهى أبواه من ××× هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيـــم هو الذي تلقى له ××× أماً تخلت و أباً مشغولا

كتاب : كيف نربي أولادنا تربية صحيحة إسلامية
المؤلف : محمود المصري ( أبو عمار )