ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والسيارات بداية من جانفي..!
يعيش المستوردون الجزائريون، وحتى الأجانب، حالة هلع وترقب جراء الارتفاع
المتزايد لقيمة صرف الدولار، والتي انتقلت من 70 إلى 85 دينارا مقابل دولار 01
في البنوك، الأسبوع الماضي. ويؤكد المختصون أن أسعار الدولار ستواصل في
ارتفاعها لتستقر عند معدل 95 دينارا شهر جانفي القادم. وهذا ما يرشح ارتفاع
أسعار جميع المواد الاستهلاكية المستوردة إلى الجزائر، والتي يدفع المستوردون
ثمنها بالعملة الصعبة، ما يجعل الجزائريين أمام موجة جديدة في الزيادة في الأسعار.
وهذا ما يعرض الحكومة لهزة اجتماعية جديدة، حيث تبقى الزيادات في الأجور السبيل
الوحيدة لإنقاذ المواطنين من الزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية.
حذر الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي، في تصريح لـ "الشروق"، من ارتفاع غير
مسبوق في أسعار جميع المواد الاستهلاكية المستوردة في مقدمتها الغذائية
والكهرومنزلية والسيارات.. "بسبب التدني المستمر لقيمة الدينار مقارنة بالدولار الذي
عرف أعلى مستوى له منذ سنوات الأسبوع الماضي بتجاوزه سقف 85 دينارا مقابل
دينار واحد . وتشير المعطيات أن أسعاره ستواصل ارتفاعها، ما يجعل المستوردين
الجزائريين في مواجهة أزمة جديدة تفرضها تقلبات أسعار الصرف".
وأضاف سراي أن ارتفاع أسعار الدولار ستجبر المستوردين الجزائريين على تخفيض
حصصهم من الاستيراد والزيادة في الأسعار، وهذا ما يجعل المستهلك الجزائري أمام
موجة جديدة من الزيادة في الأسعار، ستنسف مصداقية وقيمة الزيادات الأخيرة في
الأجور.
وأردف سراي قائلا: "ارتفاع أسعار الدولار سيزيد من نسبة التضخم في الجزائر، لكثرة
السيولة المالية التي يفرضها ارتفاع أسعار الصرف، وهذا ما يجعل المستهلك الجزائري
يخسر مرتين، الخسارة الأولى تتعلق بالزيادة في الأسعار، والخسارة الثانية هي ارتفاع
نسبة التضخم ما يجعل مصداقية الدينار تنزل إلى أدنى مستوى لها.."
زبدي: أسعار الفواكه و الخضر والفواكه سترتفع أيضا..!
ومن جهته، أكد رئيس جمعية حماية المستهلكين، مصطفى زبدي، أن الزيادة لن تمس
المنتجات المستوردة فقط، بل ستشمل أيضا المنتجات الوطنية، "لأن أغلب المنتجين
الجزائريين يعتمدون على مواد أولية مستوردة بمن فيهم الفلاحون الذين يعتمدون على
بذور مستوردة من الخارج"
وأضاف زبدي أن الجزائر تستورد 80 بالمائة من غذائها، ما يجعل أسعار المواد
الاستهلاكية مرتبطة بقيمة صرف العملات الأجنبية، "وأمام الأرتفاع المتزايد لأسعار
صرف الدولار مقارنة مع الدينار، فإن جميع المواد المستوردة وحتى الوطنية ستشملها
الزيادة في الأسعار، وهذا ما يجعل المستهلك الجزائري أمام واقع مر لأسعار ملتهبة
تحرق جيوبه".
ويقول محدثنا إن العديد من المستوردين اغتنموا ارتفاع أسعار الدولار للزيادة العشوائية
في الأسعار والتي يشهدها المواطن يوميا من دون مبرر، وقال زبدي إن الحل الوحيد هو
تطوير الصناعة والفلاحة الجزائرية، وعدم التبعية للخارج.
ارتفاع مرتقب لأسعار السيارات
الزيادة في الأسعار لن تمس فقط المواد الغذائية، بل ستتعدى ذلك إلى السيارات
والأجهزة الإلكترونية والكهرومنزلية، وفي هذا الإطار أبدى المدير العام لتويوتا الجزائر
حسايم نور الدين، تخوفه الكبير لارتفاع أسعار صرف الدولار، وقال إن تويوتا الجزائر
ومختلف الوكلاء يعملون على مقاومة هذا الزيادات، وكشف أن أسعار الصرف إذا
واصلت ارتفاعها فإنه لا مفر من ارتفاع أسعار السيارات، لتدني قيمة الدينار.
الشروق اون لاين