السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بسم الله الرحمان الرحيم
في القرن الخامس عشر شيد الإسبان ميناءً قديمًا سمّوه "بالوس دلا لا فرونتيرا" بمدينة ويلبا، وكان الهدف منه أن يكون نقطة محايدة من أجل العلاقات التجارية، فلفت انتباه التجار والبحارة من أجزاء مختلفة من العالم. لكن الميناء اختفى تماماً دون العثور على أثر له.
منذ ستة قرون، اختار كريستوفر كولومبوس و الملوك الكاثوليكيون هذا الميناء لتجهيز الحملة المتجهة آنذاك إلى العالم الجديد. ومنذ نهاية القرن التاسع عشر أصبح استعادة الحصن والميناء التاريخي حلماً يراود الباحثين، غير أن المعوقات البيروقراطية والاقتصادية منعت تحقيق ذلك.
وخلال شهر اكتوبر المنصرم ، تمكنت مجموعة من الخبراء الأثريين بجامعة ويلبا، وبتعاون من مجلس مدينة بالوس، من اكتشاف جزء كبير من البقايا الأثرية التي تشكّل الميناء الأصلي، حيث جهّز كولومبوس لمغامرته وأبحر.
الباحث الرئيسي بالمشروع خوان كامبوس أوضح كيف كان المكان يتمتع بمزايا تساعد على إرساء المراكب، وهي نظرية تدحض براهين سابقة كانت تؤكد أن المراكب تبقى في النهر دون أن تتوغل في الميناء، قال:"التحليلات الجيوتكنيكية أثبتت وجود عمق أكثر من اللازم لتتوغل السفن إلى الداخل. نحن أمام ميناء طبيعي محمي من الرياح ومن التيارات المائية، بالإضافة لكونه اقتصادي لأنه يسمح بمجهود أقل في تحميل وإنزال البضائع".
ومن بين الآثار المكتشفة وعاء من الفخار، مجموعة من الأفران التي كان يجفف بها الأوعية الفخارية، بوابة الأرجح أنها كانت للجمرك، وحانة و مخازن لحفظ المراكب الشراعية.
ورغم أهمية الاكتشاف الأثري في مجمله، إلا أن اكتشاف المكان الذي يضم المخزن والحانة هو الأهم بشكل خاص، بحسب كامبوس، الذي يعتقد أنه المكان الذي كان كولومبوس يجتمع فيه مع بحارته، وحيث أنهى الاتفاقات الضرورية لتجهيز الحملة المنطلقة إلى العالم الجديد.
غيثاء