كان الوجيه بن الدهَّان أعمى قد أتقن العربية، وحفظ شيئًا كثيرًا من أشعار العرب، وسمع الحديث، كان حنبليًّا ثم انتقل إلى مذهب أبي حنيفة، ثم إلى مذهب الشافعي، وكان يحفظ الكثير من الحكايات والملح والأمثال، ويعرف العربية والتركية والعجمية والرومية والحبشية والزنجية، وكان له يدٌ طولى في نظم الشعر.وكان لا يغضب، وتراهن اثنان على إغضابه، فصار أحدهما يسأله ويسيء إليه، فتبسَّم ضاحكًا وقال: إن كنتَ راهنتَ فقد غُلبت، وإنما مَثَلُك مثل البعوضة، سقطت على ظهر الفيل، فلما أرادتْ أن تطير، قالت له: استمسك؛ فإني أحب أن أطير، فقال لها الفيل: ما أحسستُ بكِ حين سقطتِ، فما أحتاج أن أستمسك إذا طرتِ.