حكي أن أحمقين اصطحبا في طريق ، فقال أحدهما للآخر: تعال نتمنى على الله فإن الطريق تقطع بالحديث .
فقال أحدهما : أنا أتمنى قطائع غنم أنتفع بلبنها ولحمها وصوفها .
وقال الآخر : أنا أتمنى قطائع ذئاب أرسلها على غنمك حتى لا تترك منها شيئا . قال : ويحك أهذا من حق الصحبة وحرمة العشرة. فتصايحا وتخاصما، واشتدت الخصومة بينهما حتى تماسكا بالأطواق، ثم تراضيا من أن أول من يطلع عليهما يكون حكما بينهما ، فطلع عليهما شيخ بحمار عليه زقان من عسل ، فحدثاه بحديثهما ، فنزل بالزقين وفتحهما حتى سال العسل على التراب ، قال : صب الله دمي مثل هذا العسل إن لم تكونا أحمقين" [فكان أحمق الثلاثة] المستطرف في كل فن مستطرف (ص: 23)