هل يحق للزوج الإطلاع على البريد الإلكتروني للزوجة؟
عادة ما يطلب الزوج من زوجته كلمة السر الخاصة ببريدها الالكتروني، للإطلاع على رسائلها
الالكترونية أو استعماله شخصيا، وذلك إما عن حسن نية أو بدافع التجسس على ما تخفيه من
أسرار.
وقد أثير هذا الموضوع بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول أحقية الزوج في ذلك أم أن
للزوجة أسرار يجوز لها الاحتفاظ بها لنفسها قد تتعلق بخصوصيات أسرتها وصديقاتها وألبومات
الصور والذكريات، وقد شارك في هذا الموضوع الكثير من الأشخاص بين مؤيد ورافض بمن فيهم
رجال الدين الذين أفتوا في الموضوع، لكن الأغلبية الساحقة خاصة من النساء عبرت عن رفضها
القاطع التدخل في خصوصيات الزوجة.
واعتبر هؤلاء أنه من غير اللائق أخلاقيا وحضاريا أن يطلب الزوج كلمة السر ليفتش ويطلع على
أسرار زوجته، وقد خلق "الباسوورد" أو كلمة المرور فتنة وخلافات حادة بين الأزواج ،خاصة إذا
كان كل طرف يستخدم كلمة سر سواء في الهاتف النقال أو جهاز الكمبيوتر، والدليل على انعدام
الثقة هي محاولة الزوج معرفة كلمة السر بطريقته الخاصة دون علم الزوجة من خلال تجريب
بعض الأرقام المتعلقة إما بتاريخ الميلاد أو أسماء الأولاد وغيرها، وهنا دليل واضح على سوء
النية علما أن التجسس على الطرف الأخر أمر طبيعي بين الأزواج.
وتقول إحدى السيدات التي ردت على هذا الموضوع بأنه ليس من الداعي أن يطلب الرقم السري
لأنه دليل على عدم الثقة والتدخل في خصوصية الغير حتى إن كانت الزوجة.
ولو فرضنا جدلا أن الزوج يخطئ في طلبه كلمة المرور للحساب الالكتروني الخاص بزوجته فمن
الخطأ أيضا أن تعانده الزوجة فقط لأن بريدها يحتوي على أسرار تخص صديقاتها وأخواتها وهذه
الدائرة من المعلومات لا يحق للزوج الإطلاع عليها..
ويقول آخرون أن هذه الخلافات والتفرقة التي تحدث بين الأزواج بسبب الاستعمال الخاطئ للأشياء
الحضارية والتكنولوجية التي خلفت الكثير من المشاكل، والأساس أن الزوج لا يطلب من زوجته
معرفة أسرارها الخاصة وإن حدث فإنه من الخطأ أن ترفض لان الأمر سيتحول إلى شكوك وفتنة.
وقال رجال الدين أن الثقة أساس كل شيء فالزوج لا يحق له إجبار زوجته على إعطائه كلمة
المرور لبريدها الخاص ومسألة القوامة ليس لها علاقة بالموضوع هذا لأن القوامة هي وجوب
تأمين المعيشة والأمن للزوجة وهي تطيعه بالمقابل في أمور الأسرة والبيت أما البريد الالكتروني
فليس من أمر البيت.
وأجمع المشاركون في النقاش على ضرورة احتفاظ كل طرف بخصوصيته دون تجاوز الحدود
المثيرة للشكوك، وأن الزواج لا يعني تملك للطرف الآخر.
ومن واجب الزوجة عدم التحفظ بشدة على بريدها الالكتروني إلى درجة تثير القلق لدى الزوج
وعليها أن تخبره فقط أنها تحتفظ بصور ورسائل خاصة لا يجوز له أن يطلع عليها.
echoroukonline