"رائحة"العنوسة الجزائرية تصل إلى أمريكا!
لم يكد الصحفيون والباحثون من إنهاء الحديث عن مشكلة العنوسة في الجزائر التي
كشّرت عن أنيابها لنحو 11 مليون امرأة حسب الإحصائيات المتداولة، حتى التقط
موقع"هافينغتون بوست"الأمريكي في نسخته العربية، صيحة الخطر وأطلقها في
الولايات المتحدة.
صيحة اشترك فيها الأئمة والجمعيات الدينية والإجتماعية استجابة لإحصائيات المعهد
الوطني للإحصاء لعامي 2013 و2014 والذي أكد أن النساء اللواتي وصلن سن الزوج
ولم يتزوجن في كافة ولايات الوطن، وصل إلى 11 مليون و300 ألف عانس، منهن 5
ملايين امرأة تجاوزن سن ال35، ومن المتوقع أن يبلغ عدد العوانس في الجزائر في
بداية العام القادم، 12 مليون عانس، أي بزيادة سنوية تقدر ب 200 ألف امرأة تدخل
دائرة العنوسة.
وقد صرّحت الباحثة الجزائرية آمال عيسي لموقع"هافينغتون بوست"، أن المتعلمات
وبنات الحضر، يعتبرن من أكثر الفئات عرضة للظاهرة، على اعتبار أنهن يسعين
للحصول على الشهادات العليا والوظيفة والتمتع بهامش من الحرية، الأمر الذي يشغلهن
عن الزواج ويجعلهن على مشارف العنوسة.
وقد توصلت الباحثة من خلال رسالة الماجستير التي تتمحور حول"ظاهرة العنوسة في
الجزائر"، إلى أن 80" بالمائة من العوانس من بين سكان المدن الكبرى، حيث تتوافر
ظروف العمل والدراسة بعد التخرج، فيما تعيش نسبة 15 بالمائة من العوانس بالمراكز
الحضرية"، مضيفة أن 5 بالمائة فقط من بنات المناطق الريفية هن المعنيات بالظاهرة.
واعتبرت آمال عيسى في حديثها للموقع الأمريكي، أن القبائليات هن الأوفر حظا من
الجزائريات الأخريات، إذ أنهن أغلقن الطريق على العنوسة، على اعتبار أنهن يخضعن
لتقاليد المنطقة التي تقضي بتزويج الفتاة في سن مبكرة لاتتعدى أحيانا 14 سنة.
وعزا الدكتور بودوخة، إمام بمسجد العتيق بسطيف، انخفاض العنوسة في منطقة القبائل،
إلى تدني المهور والتي تصل أحيانا إلى 1000 دينار جزائري، الأمر الذي دفع بالشباب
المقبل على الزواج، سواء من القبائل أو العرب إلى الزواج من هذه المنطقة، ودعا
بودوخة أولياء الأمور إلى عدم فرض مهور غالية حتى يتسنى للشباب الزواج.
كما أرجع باحثون آخرون استجوبهم الموقع،أسباب العنوسة، إلى هجرة الشباب إلى
الخارج هروبا من تداعيات العشرية الحمراء التي سلبت الجزائريين الأمن النفسي
والأمان الإقتصادي، الأمر الذي ضيّع عليهم، وعلى بنات الجزائر فرصة الزواج، فيما لم
يتوان شباب آخرون على الإرتباط من الأجنبيات لضمان المستقبل.
واعتبرت محامية في ال39 من عمرها، أن"عقد الزواج هو الشهادة الأغلى التي يجب
على الفتاة التفكير فيها"متسائلة"ما قيمة شهادتي العليا وأنا عاجزة عن تكوين
أسرة"معترفة أنها ضيعت على نفسها فرصة الزواج أثناء دراستها الجامعية حيث تلقت
عروضا كثيرة، إلاّ أنها رفضتها بدعوى إكمال دراستها.
فيما حمّلت فتاة أخرى في ال 34 والدها مسؤولية بقائها دون زواج حتى هذا السن، لأنه
كان يشترط على المتقدمين لها قبل سنوات سكنا خاصا وسيارة.
وأشار موقع "هافينغتون بوست عربي" في ختام الموضوع، إلى الجهود المبذولة من
قبل جمعية الإرشاد الإصلاح التي ساهمت في تزويج 400 شاب خلال سنة 2015، وذلك
بتوفير جهاز العروس، والتكفل بنفقات العرس، مستعينة في ذلك بتبرعات المحسنين.
الشروق اون لاين