حذّر رئيس عمادة الأطباء الجزائريين محمد بقاط، وزير الصحة وإصلاح المستشفيات
عبد العزيز زياري، أمس، من تبعات المشروع الخاص بإنشاء مخابر أمريكية للدواء
في الجزائر، مضيفا بأن ''الجزائريين ليسوا فئران تجارب حتى يتم تجريب الأدوية
التي تسعى هذه المخابر إلى اكتشافها عليهم''.
ووصف بقاط، في تصريح لـ''الخبر''، المشروع الذي برز في الأشهر الأخيرة من
عهدة وزير الصحة السابق جمال ولد عباس، والرامي إلى تثبيت مخابر أمريكية كبيرة
للدواء في الجزائر، بـ''المهزلة''، داعيا السلطات الوصية وعلى رأسها المسؤول
الأول على الوزارة، إلى اتخاذ الحيطة والحذر اللازمين لتجنب كارثة حقيقية
''باعتبار أن القصد الأساسي من المشروع هو إجراء تجارب كلينيكية من قبل شركات
ومخابر متخصصة لاختراع أدوية جديدة، بعد تجريبها على الجزائريين، وهو أمر غاية
في الخطورة''.
وطالب المتحدث يإيلاء الاهتمام اللازم لانعكاسات هذا المشروع الذي تُدعم الغرفة
الجزائرية الأمريكية للتجارة والصناعة تنفيذه، من خلال إسناد الأمر إلى خبراء
حقيقيين تجنبا لأي مفاجآت قد تكون عواقبها وخيمة، مضيفا بالقول ''لا نؤمن على
الإطلاق بأن هذه المخابر العملاقة للدواء ستأتي إلى الجزائر في مهمة خيرية''.
وفي أعقاب حملة التخويف الأخيرة المتعلقة بانتشار مرض ''سارس'' من جديد
ساند ذات المتحدث إلى حد ما تصريحات وزير الصحة، التي اتهم فيها بعض المخابر
الأجنبية بالوقوف وراء الموضوع، مضيفا بأن ''المخابر تعتمد على تجارة الضغط
لتسويق منتجاتها من اللقاحات، ومن ثمة تحقيق أرباح كبيرة، الأمر الذي يستدعي
الوزارة الوصية لاعتماد اليقظة والحذر وعدم الانسياق وراء حملات التهويل الوهمية
على غرار ما تم قبل سنوات مع مرض أنفلونزا الخنازير، الذي كبّد الخزينة العمومية
خسائر مالية كبيرة''.
وعلى صعيد آخر، شدّد بقاط على ضرورة ***** دور الوكالة الوطنية للدواء، من
خلال استعجال سن المرسوم التنفيذي الذي يسمح لها بمباشرة مهامها بصفة حقيقية
لضبط سوق الدواء، سواء من حيث الإنتاج أو الاستيراد، مادام أن الإطار القانوني
جاهز منذ ,2008 مضيفا بأن هذه الهيئة في حال إعطائها الصلاحيات اللازمة
ستسمح بالقضاء نهائيا على الندرة ومشاكل الدواء بصفة جذرية.
المصدر: موقع صحيفة الخبر الجزائرية