facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


ركن أخلاق المسلم


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-07-30, 02:22 PM   #1
hakimdima
مشرف الأقسام التعليمية


العضوية رقم : 10954
التسجيل : Jul 2016
العمر : 39
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 6,072
بمعدل : 1.99 يوميا
الوظيفة : متعاقد
نقاط التقييم : 10
hakimdima is on a distinguished road
hakimdima غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي من أخلاق المسلم التودد

التودد
معنى التَّودُّد لغةً واصطلاحًا
معنى التَّودُّد لغةً:
التَّودُّد من الوُدِّ، والوُدُّ: مصدر الموَدَّة: الوُدُّ: الحُبُّ يكون في جميع مداخل الخير، والتواد التحاب.
وتودَّدَ إليه: تَحَبَّبَ. وتَوَدَّدَه: اجْتَلَبَ وُدَّه
[857] ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سيده (9/369)، ((لسان العرب)) لابن منظور (3/453). .
معنى التَّودُّد اصطلاحًا:
التَّودُّد هو: (طلب مَوَدَّة الأكفاء بما يوجب ذلك)
[858] ((التعريفات)) للجرجاني (ص 71)، ((معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم)) للسيوطي (ص 208). .
وقال ابن حجر: (هو تقرُّب شخصٍ من آخر بما يحب)
[859] ((فتح الباري)) (10/439). .
وقال ابن أبي جمرة: (التَّوَادُد: التَّواصل الجالب للمحبَّة)
[860] ((فتح الباري)) (10/439). .
الفرق بين التودد وبعض الصفات

– الفرق بين التَّوَاد والتَّعاطف والتَّراحم:
قال ابن أبي جمرة: (الذي يظهر أنَّ التَّراحم والتَّوادُد والتَّعاطف، وإن كانت متقاربة في المعنى، لكن بينها فرق لطيف، فأمَّا التَّراحم، فالمراد به: أن يرحم بعضهم بعضًا بأخوة الإيمان، لا بسبب شيء آخر.
وأما التَّوادُد، فالمراد به: التَّواصل الجالب للمحبَّة، كالتَّزاور والتَّهادي.
وأما التَّعاطف، فالمراد به: إعانة بعضهم بعضًا، كما يعطف الثَّوب عليه ليقوِّيه)
[861] ((فتح الباري)) (10/439). .
– الفرق بين الحبِّ والوُدِّ:
الحب يكون فيما يوجبه ميل الطباع والحِكْمَة جميعًا، والوُدُّ ميل الطِّباع فقط؛ ألا ترى أنَّك تقول: أحبُّ فلانًا وأودُّه، وتقول: أحبُّ الصَّلاة، ولا تقول: أودُّ الصَّلاة. وتقول: أودُّ أنَّ ذاك كان لي، إذا تمنيت وِدَادَه
[862] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص 122). .
التَّرغيب في التَّودُّد
أولًا: في القرآن الكريم
– قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت: 34].
قيل لابن عقيل: أسمع وصية الله عزَّ وجلَّ يقول: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وأسمع النَّاس يعدُّون من يُظهر خلاف ما يبطن منافقًا، فكيف لي بطاعة الله تعالى، والتَّخلُّص من النِّفاق؟ فقال: النِّفاق هو: إظهار الجميل وإبطان القبيح، وإضمار الشَّر مع إظهار الخير لإيقاع الشَّر. والذي تضمنته الآية: إظهار الحسن في مقابلة القبيح لاستدعاء الحسن
[863] ((غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب)) للسفاريني (1/208-209). .
– وقال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم: 21].
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا يعني: المرأة هي من الرَّجل، لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا أي: تستأنسوا بها، وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً محبَّة، وَرَحْمَةً يعني: الولد
[864] ((تفسير القرآن العزيز)) لابن أبي زمنين (3/359). .
وقال الطبري: وقوله: وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً يقول: جعل بينكم بالمصاهرة والخُتُونة، مَوَدَّة تتوادُّون بها، وتتواصلون من أجلها، وَرَحْمَةً رحمكم بها، فعطف بعضكم بذلك على بعض إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
[865] ((جامع البيان)) للطبري (20/86). .
– وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [مريم: 96].
عن مجاهد، في قوله: سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا، قال: (يحبُّهم ويحبِّبُهم إلى المؤمنين)
[866] ((تفسير مجاهد)) (ص 459). .
ثانيًا: في السُّنَّة النَّبويَّة
– عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بمن يحرم على النَّار، وبمن تحرم النَّار عليه؟ على كلِّ هيِّن ليِّن قريب سهل))
[867] رواه الترمذي (2488)، وأبو يعلى (8/467) (5053)، وابن حبان (2/216) (470)، والطبراني (10/231) (10562) واللفظ له. قال الترمذي، والبغوي في ((شرح السنة)) (6/480): حسن غريب. وقال ابن عساكر في ((معجم الشيوخ)) (1/521): محفوظ من حديث موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو، تفرد به هشام بن عروة عنه، وجوَّد إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/26)، والبوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (3/285)، وقال: وله شاهد. وقال محمد المناوي في ((تخريج أحاديث المصابيح)) (4/343): رجاله رجال مسلم، إلا عبد الله بن عمرو الأودي فإنه لم يرو له إلا الترمذي، ولم أر من تكلم فيه بجرح. وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (2488). .
قال القاري: (… ((قريب)) أي: من النَّاس بمجالستهم في محافل الطَّاعة، وملاطفتهم قدر الطَّاعة. ((سهل)) أي: في قضاء حوائجهم، أو معناه: أنه سمح القضاء، سمح الاقتضاء، سمح البيع، سمح الشِّراء)
[868] ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (8/3179). .
وقال الصديقي: (… ((تحرم على كلِّ قريب)) أي: من النَّاس بحسن ملاطفته لهم، ((هيِّن ليِّن)) قال في ((النِّهاية)): ((المسلمون هَيْنُونَ لَيْنُون))، وهما بالتَّخفيف، قال ابن الأعرابي: العرب تمدح بِالْهَيْنِ اللَّيْن، مخفَّفيْن، وتذم بهما مُثَقَّلَيْن، وهيِّن: أي بالتَّشديد، فيعل من الهون، وهو السَّكينة والوقار والسُّهولة، فَعَيْنُه (واو)، وشيءٌ هَيْنٌ وهَيِّنٌ، أي: سَهْلٌ. ((سهل)). أي: يقضي حوائجهم ويسهل أمورهم)
[869] ((دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين)) للصديقي (5/98). .
– وعن النُّعمان بن بَشير رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى))
[870] رواه البخاري (6011)، ومسلم (2586) واللفظ له. .
ففي هذا الحديث: تعظيم حقوق المسلمين، والحضُّ على تعاونهم، وملاطفة بعضهم بعضًا
[871] ((تطريز رياض الصالحين)) للحريملي (ص 174). .
– وعن معقل بن يسار رضي الله عنه، قال: ((جاء رجل إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنِّي أصبت امرأة ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد، أفأتزوجها؟ قال: لا. ثم أتاه الثَّانية فنهاه، ثم أتاه الثَّالثة، فقال: تزوَّجوا الوَدُود الولود؛ فإنِّي مكاثر بكم الأمم))
[872] رواه أبو داود (2050)، والنسائي (6/65)، وابن حبان (9/363) (4056)، والطبراني (20/219) (508)، والحاكم (2/176)، والبيهقي (7/81) (13857). قال أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (3/72): غريب من حديث منصور، تفرد به المستلم بن سعيد. وصحح إسناده العراقي في ((تخريج الإحياء)) (2/53)، وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2050): حسن صحيح. وصححه الوادعي في ((الصحيح المسند)) (1143). .
الوَلُود: كثيرة الولد، والوَدُود: الموْدُودَة، لما هي عليه من حسن الخلق، والتَّوَدُّد إلى الزَّوج
[873] ((نيل الأوطار)) للشوكاني (6/104-105). .
– وعن أبي هريرة رضي الله عنه: ((أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله! إنَّ لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأَحْلُم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنَّما تُسِفُّهم الملَّ
[874] تطعمهم الرماد الحار ((شرح النووي على مسلم)) (16/115). ، ولا يزال معك من الله ظهير
[875] المعين والدافع لأذاهم ((شرح النووي على مسلم)) (16/115). عليهم ما دمت على ذلك))
[876] رواه مسلم (2558). .
فأيَّده النَّبي صلى الله عليه وسلم على تودُّدِه إليهم، وإن لم يجد منهم مقابلًا لما يقوم به، إلَّا الإساءة إليه.
– وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ((أنَّ رجلًا من الأعراب لقيه بطريق مكة، فسلم عليه عبد الله. وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه، فقيل له: أصلحك الله! إنَّهم الأعراب، وإنَّهم يرضون باليسير. فقال عبد الله: إنَّ أبا هذا كان وُدًّا لعمر بن الخطَّاب، وإنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ أبَرَّ البِرِّ: صِلَة الولد أهل وُدِّ أبيه))
[877] رواه مسلم (2552). .
قال النَّووي: (… ((إنَّ أبا هذا كان وُدًّا لعمر)). قال القاضي: رويناه بضم الواو وكسرها، أي: صديقًا من أهل مَوَدَّته، وهي محبَّته. وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أبَرَّ البِرِّ: صِلَة الولد أهل وُدِّ أبيه))
[878] رواه مسلم (2552) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ، وفي رواية: ((إنَّ من أبَرِّ البِرِّ صِلَة الرَّجل أهل وُدِّ أبيه بعد أنْ يُوَلِّيَ))، الوُدُّ هنا مضموم الواو، وفي هذا فضل صِلَة أصدقاء الأب، والإحسان إليهم وإكرامهم، وهو متضمِّن لبِرِّ الأب وإكرامه؛ لكونه بسببه. وتلتحق به أصدقاء الأم والأجداد والمشايخ، والزَّوج والزَّوجة)
[879] ((شرح النووي على مسلم)) (16/109-110). .
أقوال السَّلف والعلماء في التَّودُّد
– قال الحسن: (التَّقدير نصف الكسب، والتَّودُّد نصف العقل، وحسن طلب الحاجة نصف العلم)
[880] ((البيان والتبيين)) للجاحظ (2/65). .
– وسئل الحسن عن حسن الخلق، فقال: (الكرم، والبذلة، والتَّودُّد إلى النَّاس)
[881] ((الموشى)) للوشاء (ص 28). .
– وعن ميمون بن مهران قال: (المروءة: طلاقة الوجه، والتَّودُّد إلى النَّاس، وقضاء الحوائج)
[882] ((المروءة)) لابن الرزبان (ص 70). .
– وقال أبو حاتم: (الواجب على العاقل أنْ يتحبَّب إلى النَّاس بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق؛ لأنَّ الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشَّمس الجليد، وإن الخلق السَّيئ ليفسد العمل كما يفسد الخلُّ العسل، وقد تكون في الرَّجل أخلاق كثيرة صالحة كلُّها، وخلق سيئ، فيفسد الخلق السَّيئ الأخلاق الصَّالحة كلَّها)
[883] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)) لابن حبان البستي (ص 64). .
فوائد التَّودُّد إلى النَّاس:
1- التَّودُّد طريق موصل للحبِّ والألفة، مما يقوي روابط التَّقارب بين الأفراد، ويزيد اللُّحمة بينهم.
2- التَّودُّد وتقوية العلاقات بين النَّاس، أساس لبناء مجتمع قوي مبني على الولاء، والتَّناصر والتَّعاضد والتَّعاون.
3- التَّودُّد يعكس الجمال الرُّوحي، والجانب الأخلاقي الفاضل الذي جاء الإسلام لتكميله وتعزيزه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّما بعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق))
[884] رواه أحمد (2/381) (8939) بلفظ: ((صالح)) بدلا من ((مكارم))، والحاكم (2/670)، والبيهقي (10/191) (20571) واللفظ له. قال ابن رجب في ((لطائف المعارف)) (305): ذكره مالك في الموطأ بلاغا. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (9/18): رجاله رجال الصحيح‏ غير محمد بن رزق الله الكلوذاني وهو ثقة‏. وصححه الزرقاني في ((مختصر المقاصد)) (184)، وجود إسناده ابن باز في ((مجموع فتاوى ابن باز)) (2/215). .
4- التَّودُّد للنَّاس، وكسب محبتهم وثقتهم مدعاة لتقبل ما يطرح عليهم من أفكار أو ما يُدعون إليه بجهد أقل وبسهولة ويسر، ففرق بين التَّقبل من البشوش اللَّين المحبوب، ومن القاسي العابس الممقوت.
5- التَّودُّد والتَّحبُّب إلى الخلق وسيلة لكسب قلوبهم، وكسب القلوب مدعاة للثَّناء وحسن الذِّكر.
6- من فوائد التَّودُّد التَّراحم بين المسلمين، والتَّراحم موجب لرحمة الله سبحانه وتعالى لمن اتَّصف بهذه الصِّفة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرَّاحمون يرحمهم الرَّحمن))
[885] رواه أبو داود (4941)، والترمذي (1924)، والبيهقي (9/41) (17683)، وأحمد (2/160) (6494)، والحاكم (4/175)، والبيهقي (9/41) (18362)، قال الترمذي: حسن صحيح. وقال الذهبي في ((العلو)) (19): تفرد به سفيان. وصححه العراقي في ((الأربعون العشارية)) (125)، وحسنه ابن حجر في ((الإمتاع)) (1/62)، والسخاوي في ((البلدانيات)) (47)، وقال: بل صححه غير واحد. وقال الشوكاني في ((نيل الأوطار)) (4/152): ثابت. وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4941). .
7- التَّودُّد سبيل إلى زوال الخصومات والأحقاد، ويؤدِّي إلى تصفية القلوب، ونقائها من هذه الأدران النَّفسية، من الحسد والكره والتَّباغض.
أنواع التَّودُّد إلى النَّاس
التودد نوعان:
1- تودد محمود: وهو ما كان ناشئًا من محبة معتدلة لأهل الخير والصلاح.
2- تودد مذموم: وهو التودد إلى الكفار والظالمين وفسقة الناس.
موانع اكتساب التَّودُّد إلى النَّاس:
1- الكبر والخيلاء فهما من الصِّفات المنافية للتَّودُّد.
2- العبوس في وجوه النَّاس، فهو مانع لكسب وُدِّهم.
3- الغلظة في الكلام، وفظاظة العبارات، وفحش الألفاظ.
4- الشُّحُّ والبخل، مدعاة لمقت صاحبها، وتتنافى مع التَّودُّد للخَلْق.
5- غلظة الطَّبع، والشِّدة في التَّعامل.
6- الجفاء وترك التَّواصل بين النَّاس مع بعضهم، فهو سبب يحول دون استدامة الوُدِّ، وازدياده في القلوب.
7- الخصومات والنزاعات، وكثرة الخلاف.
وسائل معينة على التَّودُّد إلى النَّاس
وسائل التَّودُّد إلى الخلق كثيرة جدًّا، وتختلف باختلاف الأشخاص والأوقات والأحوال، ولكن نعدد بعضًا من أهم هذه الوسائل، فمنها:
1- حسن الخلق مع البشْر فهو مفتاح قلوبهم، والباعث على مَوَدَّة صاحبه، وممهد له في قلوب النَّاس مكانًا.
قال أبو حاتم: (حسن الخلق بَذْر اكتساب المحبَّة، كما أنَّ سوء الخلق بَذْر استجلاب البغْضَة. ومن حَسُن خلقه صان عرضه، ومن ساء خلقه هتك عرضه؛ لأنَّ سوء الخلق يورث الضَّغائن، والضَّغائن إذا تمكَّنت في القلوب أورثت العداوة، والعداوة إذا ظهرت من غير صاحب الدِّين، أهوت صاحبها إلى النَّار، إلا أن يتداركه المولى بتفضُّلٍ منه وعفو)
[886] ((روضة العقلاء)) (ص 65). .
2- التَّغافل عن الزلَّات، وعدم التَّوقف عند كلِّ خطأ أو كبوة يقع فيها الرَّفيق.
قال بعض الحكماء: (وجدت أكثر أمور الدُّنيا لا تجوز إلا بالتَّغافل)
[887] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 180). .
3- البشَاشَة وطلاقة الوجه، والتَّبسُّم في وجوه النَّاس، مما يقذف الوُدَّ في قلوب البَشَر لصاحبها.
4- الرِّفق ولين الجانب، والأخذ باليُسر والسُّهولة في معاملة النَّاس.
5- التَّواضع، وخفض الجناح، وعدم التَّعالي والتَّكبر عليهم.
قال أبو حاتم: (ولكن من أسباب المؤاخاة التي يجب على المرء لزومها: مشي القصد، وخفض الصوت، وقلَّة الإعجاب، ولزوم التَّواضع، وترك الخلاف)
[888] ((روضة العقلاء)) (ص 88). .
6- عدم إكثار المؤونات والتَّثقيل عليهم، فالبَشَر مجبولون على كراهية من يكلِّفهم المؤونة، ويشق أو يثقل عليهم.
قال أبو حاتم: (ولا يجب للمرء أن يكثر على إخوانه المؤونات، فيبرمهم؛ لأنَّ المرضع إذا كثر مصُّه، ربَّما ضجرت أمه فتلقيه)
[889] ((روضة العقلاء)) (ص 88). .
وقال أكثم بن صيفي: (تباعدوا في الدِّيار، تقاربوا في الموَدَّة)
[890] ((البيان والتبيين)) للجاحظ (2/46). .
7- تفريج كرب الإخوان، والوقوف إلى جانبهم في الملمَّات والأحزان، ومواساتهم والإحسان لهم.
فعن سليمان مولى عبد الصَّمد بن علي: أنَّ المنصور -أمير المؤمنين- قال لابنه المهدي: (اعلم أنَّ رضاء النَّاس غاية لا تُدرك، فتحبَّبْ إليهم بالإحسان جهدك، وتودَّد إليهم بالإفضال، واقصد بإفضالك موضع الحاجة منهم)
[891] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 235). .
8- الزِّيارة والتَّواصل، والسُّؤال عن الإخوان، وتجنُّب الجفاء بين المتودِّد وبين من يطلب وُدَّه.
قال أديب: (الموَدَّة روح، والزِّيارة شخصها)
[892] ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التوحيدي (3/57). .
وقال أبو حاتم: (العاقل يتفقَّد ترك الجفاء مع الإخوان، ويراعي محوها إن بدت منه، ولا يجب أن يستضعف الجفوة اليسيرة؛ لأنَّ من استصغر الصغير يوشك أن يجمع إليه صغيرًا، فإذا الصغير كبير، بل يبلغ مجهوده في محوها؛ لأنه لا خير في الصِّدق إلا مع الوفاء، كما لا خير في الفقه إلا مع الورع، وإنَّ من أخرق الخرق التماس المرء الإخوان بغير وفاء، وطلب الأجر بالرياء، ولا شيء أضيع من مَوَدَّة تُمنح من لا وفاء له)
[893] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 89). .
9- عدم مقابلة الإساءة منهم بالمثْل، بل من أراد التَّودُّد للبَشَر فليعف وليصفح، وليقابل الإساءة بنقيضها.
قال السلمي: (وقابل القطيعة بالصِلَة، والإساءة بالإحسان، والظلم بالصَّبر والغفران)
[894] ((وصية الشيخ السلمي)) (ص 49). ، فعن عقبة بن عامر قال: ((لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا عقبة بن عامر! صِل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك))
[895] رواه أحمد (4/158) (17488)، والطبراني (17/269) (739)، والحاكم (4/178) والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (6/222) (7959). قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/310): رواة أحد إسنادي أحمد ثقات. وجود إسناده الدمياطي في ((المتجر الرابح)) (253)، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (8/191): أحد إسنادي أحمد رجاله ثقات‏. وصحح إسناده الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (6/859)، وحسن إسناده شعيب الأرناؤوط في تحقيق ((مسند أحمد)) (4/158). .
10- إدخال السُّرور في قلوب النَّاس، والانبساط معهم والمزاح.
قال الماوردي: (العاقل يتوخَّى بمزاحه أحد حالين، لا ثالث لهما: أحدهما: إيناس المصاحبين، والتَّودُّد إلى المخالطين، كما قال حكيم لابنه: يا بني اقتصد في مزاحك؛ فإنَّ الإفراط فيه يذهب البهاء، ويجرِّئ السُّفهاء، والتَّقصير فيه نقص بالمؤانسين، وتوحش بالمخاطبين. والثَّاني: أن ينفي من المزاح ما طرأ عليه، وحدث به من هم)
[896] ((بريقة محمودية)) لأبي سعيد الخادمي (4/16). .
11- أن يوقر المشايخ ويرحم الصِّبيان، وفي الحديث قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس منَّا من لم يرحم صغيرنا، ويوقِّر كبيرنا))
[897] رواه بألفاظ متقاربة أبو داود (4943)، والترمذي (1920)، وأحمد (2/207) (6937) من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما. قال الترمذي والنووي في ((الترخيص بالقيام)) (57): حسن صحيح، وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيق ((مسند أحمد)) (11/143)، وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4943)، والوادعي في ((الصحيح المسند)) (788). ورواه البزار (7/157) (2718)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (3/365) (1328)، والحاكم (1/211) من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه. حسن إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (1/90)، وابن كثير في ((جامع المسانيد والسنن)) (5865)، والهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (8/17)، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (5443). .
12- أن يبدأ من يلقى بالسَّلام قبل الكلام.
قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أَوَلَا أدلكم على عمل إذا عملتموه تحاببتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: أفشوا السَّلام بينكم))
[898] رواه مسلم (54) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. .
13- الكلمة الطَّيبة، فهي تقود القلوب إلى محبَّة صاحبها.
فقد قال بعضهم ناصحًا: (ولا تمتنع أن تتكلم بما يطيِّب قلوب العامَّة؛ فإنَّ النَّاس ينقادون للكلام أكثر من انقيادهم بالبطش)
[899] ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (1/51). .
14- الهديَّة، وهي وسيلة ذات أثر كبير على القلوب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابوا))
[900] رواه البخاري في ((الأدب المفرد)) (594)، وأبو يعلى (11/9) (6148)، والبيهقي (6/169) (12297). جود إسناده العراقي في ((تخريج الإحياء)) (2/53)، وحسن إسناده ابن حجر في ((التلخيص الحبير)) (3/1047)، وحسن الحديث الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (462). .
نماذج من حياة النَّبي صلى الله عليه وسلم

كان هذا الخُلَق واقعًا ملموسًا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتوَدَّد إلى أصحابه، ومن هم حوله، فمن ذلك:
– ما روته عائشة رضي الله عنها، من أنَّ رجلًا استأذن على النَّبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: ((بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة. فلما جلس تطلَّق النَّبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرَّجل. قالت له عائشة: يا رسول الله! حين رأيت الرَّجل، قلت له كذا وكذا، ثم تطلَّقت في وجهه، وانبسطت إليه. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، متى عهدتني فحاشًا؟ إنَّ شر النَّاس عند الله منزلة يوم القيامة، من تركه النَّاس اتقاء شرِّه))
[901] رواه البخاري (6032)، ومسلم (2591). .
قال ابن الجوزي: (هذا إنَّما فعله رسول الله على وجه المداراة، فسَنَّ ذلك لأمَّته، فيجوز أن يُستعمل مثل هذا في حق الشِّرِّير والظَّالم)
[902] ((كشف المشكل من حديث الصحيحين)) (4/348). .
وقال ابن بطال: (المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للنَّاس، ولين الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة وسلِّ السَّخيمة)
[903] ((شرح صحيح البخاري)) (9/305). .
– ومن ذلك توَدُّده صلى الله عليه وسلم لمن حوله، بتبسُّمه في وجوه أصحابه، ودعائه لهم، فعن جرير رضي الله عنه، قال: ((ما حجبني النَّبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسَّم في وجهي، ولقد شكوت إليه أنِّي لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري، وقال: اللهمَّ ثبِّته، واجعله هاديًا مهديًّا))
[904] رواه البخاري (3035، 3036)، ومسلم (2475). .
– ومِنْ توَدُّده صلى الله عليه وسلم أنَّه ((كان يمرُّ بالصِّبيان فيسلم عليهم))
[905] رواه البخاري (6247)، ومسلم (2168). .
– وكان ((إذا لقيه أحد من أصحابه، قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرَّجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده، ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرَّجل هو الذي ينزع يده منه، وإذا لقي أحدًا من أصحابه فتناول أذنه، ناوله إياها ثم لم ينزعها حتى يكون الرَّجل هو الذي ينزعها عنه))
[906] رواه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (1/378)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (3/367) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (4780). .
– ومِنْ توَدُّده صلى الله عليه وسلم لأصحابه أنَّه: ((كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم))
[907] رواه الحاكم (2/506)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7/4) (9246). وصحح إسناده البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (5/495). .
نماذج من حياة الصَّحابة رضي الله عنهم
– عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه قال: ((كانت بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما محاورة، فأغضب أبو بكر عمر، فانصرف عنه عمر مغضبًا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه. فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدَّرداء: ونحن عنده، وفي رواية: أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه، حتى أبدى عن ركبته، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم فقد غامر. فسلَّم وقال: يا رسول الله! إنِّي كان بيني وبين ابن الخطَّاب شيء، فأسرعت إليه ثمَّ ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي، فأقبلت إليك. فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر (ثلاثًا)، ثمَّ إنَّ عمر ندم على ما كان منه، فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثمَّ أبا بكر؟ فقالوا: لا. فأتى إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم، فجعل وجه النَّبي صلى الله عليه وسلم يتمعَّر؛ حتى أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه، وقال: يا رسول الله! والله أنا كنت أظلم (مرتين). فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت. وقال أبو بكر: صدقت. وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ (مرتين)، فما أوذي بعدها))
[908] رواه البخاري (4640). .
ففي الحديث، السعي إلى استجلاب الوُدِّ من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وطلبه لإزالة الشَّحناء من قلب عمر تجاهه، رضوان الله عليهم أجمعين.
– أيضًا كان الصَّحابة رضي الله عنهم، حريصين على أن يتَّصفوا بهذه الصِّفة، فهذا أبو هريرة رضي الله عنه يأتي النَّبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له أن يحبِّبَه هو وأمَّه إلى المؤمنين، ويحبِّب المؤمنين إليهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: ((يا رسول الله! ادع الله أن يحبِّبني أنا وأمِّي إلى عباده المؤمنين، ويحبِّبهم إلينا. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهمَّ حبِّب عُبَيدك هذا -يعني أبا هريرة- وأمَّه إلى عبادك المؤمنين، وحبِّب إليهم المؤمنين. فما خُلِقَ مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبَّني))
[909] رواه مسلم (2491).
نماذج من العلماء والسَّلف
– ابن قيِّم الجوزيَّة، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر:
قال ابن كثير في ترجمته: (وكان حَسن القراءة والخُلُق، كثير التَّوَدُّد، لا يحسد أحدًا، ولا يؤذيه، ولا يستعيبه، ولا يحقد على أحد)
[910] ((البداية والنهاية)) (14/270). .
– ابن مالك، إمام العربية، أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الطَّائي الجياني:
قيل في ترجمته: (وتقدَّم وساد في علم النَّحو والقراءات، ورَبَا على كثير ممَّن تقدَّمه في هذا الشَّأن، مع الدِّين والصِّدق، وحسن السَّمت، وكثرة النَّوافل، وكمال العقل والوقار، والـتَّوَدُّد، وانتفع به الطلبة)
[911] ((مرآة الجنان وعبرة اليقظان)) لليافعي (4/131). .
– القاضي علاء الدين أبو الحسن علي التَّنوخي الدمشقي الحنبلي:
قيل في ترجمته: (كان رجلًا وافر العقل، حَسن الخلق، كثير التَّوَدُّد)
[912] ((العبر في خبر من غبر)) للذهبي (4/155). .
– القاضي محمد بن إبراهيم بن إسحاق السلمي المناوي، ثم القاهري
[913] (((إنباء الغمر بأبناء العمر)) لابن حجر (2/181). :
قيل في ترجمته: (كان كثير التَّودُّد إلى النَّاس، مُعَظَّمًا عند الخاص والعام، ومُحَبَّبًا إليهم).
– الفقيه الحنبلي المقرئ المحدِّث، أمين الدِّين أبو عبد الله محمَّد البعلي:
قال البرزالي عنه: (كان شيخًا جليلًا، حَسن الوجه، بَهي المنظر، له سمت حسن، وعليه سكينة، ولديه فضل كثير، فصيح العبارة، حَسِن الكلام، له قبول من النَّاس، وهو كثير التَّوَدُّد إليهم، قاض للحقوق)
[914] ((شذرات الذهب)) لابن العماد (8/7-8). .
– شمس الدِّين أبو عبد الله محمَّد بن أبي بكر، المعروف بابن المهيني:
جاء في ترجمته: (كان بشوش الوجه، حَسن الشكل، كثير التَّوَدُّد للنَّاس)
[915] ((شذرات الذهب)) لابن العماد (8/306). .
– الشيخ الفرضي المحدِّث، عماد الدين أبو عبد الله الدمياطي:
جاء في ترجمته: (كان حلو المحادثة، كثير التَّوَدُّد، غزير المحاسن)
[916] ((أعيان العصر وأعوان النصر)) للصفدي (4/660).
أقوالٌ وأمثالٌ في التَّودُّد:
– قيل لعبد الملك بن مروان: (ما أفدت في ملكك هذا؟ قال: مَوَدَّة الرِّجال)
[917] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 181). .
– وقال بعض الحكماء: (من علامة الإقبال اصطناع الرِّجال)
[918] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 181). .
– وقال بعض البلغاء: (من استصلح عدوه، زاد في عدده، ومن استفسد صديقه، نقص من عدده)
[919] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 181). .
– وروي عن لُقْمان أنَّه قال لابنه: (يا بنيَّ تَوَدَّدْ إلى النَّاس، فإنَّ التَّوَدُّد إليهم أمنٌ، ومعاداتهم خوفٌ)
[920] ((نثر الدر في المحاضرات)) للآبي (7/11). .
– وقال المنصور: (إذا أحببت المحمدة من النَّاس بلا مؤونة، فالْقَهم ببِشْر حَسَن)
[921] ((الموشى = الظرف والظرفاء)) للوشاء (ص 29). .
– وقال بعض الظُّرفاء عن الظُّرف: (التَّوَدُّد إلى الإخوان، وكفُّ الأذى عن الجيران)
[922] ((الموشى = الظرف والظرفاء)) للوشاء (ص 52). .
– وقال أبو شروان لوزيره بزرجمهر: (ما الشيء الذي يعز به السُّلطان؟ قال الطَّاعة، قال: فما سبب الطَّاعة، قال التَّوَدُّد إلى الخاصَّة والعامَّة)
[923] ((مفيد العلوم ومبيد الهموم)) للخوارزمي (416، 417). .
– ويقال: (الأناة حُسْنٌ، والتَّودُّد يُمْنٌ)
[924] ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (1/68). .
– وقيل: (استدم مَوَدَّة أخيك بترك الخلاف عليه، ما لم تكن عليه منقة أو غضاضة)
[925] ((روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار)) للأماسي (ص 263). .
– وقيل: (بإحياء الملاطفة، تستمال القلوب العارفة)
[926] ((روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار)) للأماسي (ص 263). .
– وقال الحسن بن وهب: (من حقوق الموَدَّة، أخذ عفو الإخوان، والإغضاء عن تقصيرٍ إن كان)
[927] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 174). .
– وقالت الحكماء: (دواء الموَدَّة كثرة التَّعاهد)
[928] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص340). .
– ولبعض الحكماء من السَّلف: (عاشروا النَّاس، فإن عشتم حنُّوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم)
[929] ((آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة)) لأبي البركات الغزي (ص 32). .
– وقال بعض الحكماء: (من جاد لك بمودَّته، فقد جعلك عديل نفسه)
[930] ((غاية المنوة في آداب الصحبة وحقوق الأخوة)) لحازم خنفر (ص 36). .
– ومن كلام العرب: (خطب وُدَّ فلان)، أي: أرضاه، تودَّد إليه، طلب صداقته
[931] ((معجم اللغة العربية المعاصرة)) لأحمد مختار (1/659). .
– ومن كلام العرب (تغازل الصَّديقان): أي: تودَّد كلٌّ منهما إلى الآخر في محادثته
[932] ((معجم اللغة العربية المعاصرة)) لأحمد مختار (1/1616). .
التَّوَدُّد في واحة الشِّعر

أنشد البغدادي:
خالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسن
لا تكنْ كلبًا على النَّاس يَهِر
[933] ينبح ويكشر عن أنيابه ((لسان العرب)) لابن منظور (5/261).
والْقَهُمْ منك ببِشْر ثمَّ صنْ
عنهم عرضَك عن كلِّ قَذِر
[934] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 64).
وأنشد محمَّد بن إبراهيم اليعمري:
حافظْ على الخلقِ الجميلِ ومزْ به
ما بالجميلِ وبالقبيحِ خفاءُ
إن ضاق مالُك عن صديقِك فالقَه
بالبِشْرِ منك إذا يحين لقاءُ
[935] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 64).
وأنشد علي بن محمَّد البسامي:
أعاشرُ معشري في كلِّ أمرٍ
بأحسنِ ما أريتُ وما رأيتُ
وأجتنبُ المقابحَ حيث كانت
وأتركُ ما هويتُ وما فريتُ
[936] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 66).
وقال ابن الرُّومي:
فكثِّرْ مِن الإخوانِ ما اسطعتَ إنَّهمُ
بطونٌ إذا استنجدتهم وظهورُ
وليس كثيرًا ألفُ خلٍّ وصاحبٍ
وإنَّ عدوًّا واحدًا لكثيرُ
[937] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 181).
وقال أبو العتاهية:
إنَّ في صحةِ الإخاءِ من النَّاسِ
وفي خلةِ الوفاءِ لقلَّه
فالبس النَّاسَ ما استطعتَ على
النَّقصِ وإلَّا لم تستقمْ لك خلَّه
عِشْ وحيدًا إن كنتَ لا تقبلُ العذرَ
وإن كنتَ لا تجاوزُ زلَّه
من أب واحد وأم خلقنا
غير أنا في المال أولاد علَّه
[938] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 180).
وأنشد أبو علي العنزي:
القَ بالبِشْر من لقيتَ من النَّاس
جميعًا، ولاقِهم بالطلاقهْ
تجنِ منهم به جنيَ ثمارٍ
طيِّب طعمُه، لذيذ المذاقهْ
ودعِ التِّيه والعُبُوس عن النَّاس
فإنَّ العُبُوس رأسُ الحماقهْ
كلَّما شئتَ أن تعادي عاديت
صديقًا، وقد تَعِزُّ الصَّداقهْ
[939] ((الموشى)) للوشاء (ص 29).
وقال الشَّاعر:
فإذا القرابةُ لا تقرِّب قاطعًا
وإذا الموَدَّةُ أقربُ الأنسابِ
[940] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (3/103).
وقال الخوارزمي في كتابه ((مفيد العلوم)): وإن جفاك إخوانك وكفروا نعمتك، وأنكروا صنعك، ورأيت ممَّن أحسنت له سيِّئة، أو مرضت فلم يعدك، أو قدمت فلم يزرك، أو تشفَّعت فلم يقبلوا، فلا تغتمَّ، وتسَلَّ بهذه الأبيات التي لأبي بكر الصديق رضي الله عنه:
تغيَّرتِ الأحبةُ والإخاءُ
وقلَّ الصِّدقُ وانقطع الرَّجاءُ
وأسلمني الزَّمانُ إلى صديقٍ
كثيرِ الغدرِ ليس له وفاءُ
يديمون الموَدَّةَ ما رأوني
ويبقوا الوُدَّ ما بقي اللِّقاءُ
وكلُّ مَوَدَّةٍ للهِ تصفو
ولا يصفو على الخلقِ الإخاءُ
وكلُّ جراحةٍ فلها دواءٌ
وخُلُقُ السُّوءِ ليس له دواءُ
[941] ((مفيد العلوم ومبيد الهموم)) للخوارزمي (269-270).
منقول


hakimdima غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أخلاق, المسلم, التوحد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من أخلاق المسلم التودد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أخلاق المسلم الاعتدال hakimdima ركن أخلاق المسلم 0 2016-07-28 07:33 PM
من أخلاق المسلم العدل hakimdima ركن أخلاق المسلم 0 2016-07-24 03:01 AM
من أخلاق المسلم الكرم hakimdima ركن أخلاق المسلم 0 2016-07-24 03:00 AM
من أخلاق المسلم الزهد hakimdima ركن أخلاق المسلم 0 2016-07-24 03:00 AM
من أخلاق المسلم islam ركن أخلاق المسلم 2 2012-11-29 12:26 PM


الساعة الآن 07:59 PM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML