إنطلقت في الساعة منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة، أولى الرحلات إلى البقاع المقدسة من مطار قسنطينة، ولفت الانتباه في رحلة ضمّت حوالي 260 حاج وحاجة، الغياب الكامل للشباب، أو حتى للذين يقلّ سنهم عن الستين عاما، وهو ما ميّز الرحلة التي صارت للأكثر مشاركة في القرعة، وهم في الغالب من قارب سنهم السبعين وأكثر من ذلك، ومنهم الحاج محمد، القادم من بلدية بوحمامة بولاية خنشلة، الذي كان مرفوقا بأبنائه الأربعة وقد بلغوا سن الشيخوخة أيضا وبأحفاده الخمسة والعشرين الذين جاءوا منذ مغرب الخميس إلى قسنطينة ليشيّعوا الحاج محمد الذي امتهن الفلاحة، في رحلة العمر التي كانت حلما بالنسبة إليه منذ أن باشر الرهان على القرعة منذ سنوات طويلة لم يعد يذكر عددها، قبل أن يبتسم له الحظ ويظفر برحلة العمر.
لحاج محمد قال للشروق اليومي بأنه حقق حلما يعود إلى عقود، عندما قارب سنه المائة، فهو من مواليد عام 1913، ولكنه مصرّ على أن شرط الاستطاعة متوفر فيه، وهو الصحة الجيدة والاطمئنان على أهله.
وبدا الحاج محمد وهو يتحدث للشروق، بأنه أصغر من سنه، فقد ظلّ يجوب الخيمة الكبيرة، التي وفرتها السلطات للحجيج، حتى لا يختلطوا مع بقية المسافرين في مطار قسنطينة الدولي، بل ويعرض على زوار بيت الله الحرام مساعدتهم، الحاج محمد قال بأنه منذ أن سمع إسمه ضمن المتوجين برحلة الحج بعد عملية القرعة في بلديته الصغيرة، حتى شحن معنوياته واستعاد شبابه، ومنح لأولاده وأحفاده الإطمئنان، حيث شيّعوه إلى مطار قسنطينة وهم غير خائفين على رجل بدأ حلمه في زيارة بيت الله الحرام في عام 1940 لأول مرة، وتحقق في عام 2016.
يذكر أن أولى رحلات الحج من مطار قسنطينة ضمت حجيج ولايتي خنشلة وأم البواقي بمختلف بلدياتهما، وهي أولى الرحلات ضمن 17 رحلة حج، من أكبر مطارات شرق البلاد، مع تسجيل التواجد القوي للأمن والجمارك والأطباء والنفسانيين الذين قدموا كل حسب اختصاصه نصائحهم للحاج محمد ومرافقيه.
منقول