تحولت مراكز إيواء اللاجئين الأفارقة في الولايات الجنوبية والحُدودية إلى بؤر قابلة للانفجار في أي لحظة، فمن جِهة لا يجد ساكنوها أدنى شُروط الإقامة الإنسانية من حيث التغذية والعلاج والمراقبة المستمرة، ومن جهة أخرى لا يأمن سكان المناطق المجاورة لها مما يمكن أن تُفرزه من ظواهر اجتماعية كالاعتداءات والمخدرات وانتشار الأمراض المعدية، كما انتقد حقوقيون ومتابعون “تعفن” الأوضاع على مستواها تحت أعين السُلطات التي لا تحرك ساكنا.
حريق مهول يأتي على مركز الإيواء
اللاجئون الأفارقة في ورڤلة ينجون من الكارثة
نجا اللاجئون الأفارقة بورڤلة من الكارثة، حيث شبّ أول أمس حريق بمركز الإيواء أحدث العديد من الخسائر المادية، غير أن ترحيل قاطنيه قبل مدة جنب وقوع ضحايا ووفيات، فيما فتحت مصالح الشرطة القضائية تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادثة الغامضة التي تأتي بعد سلسلة من الحوادث المشابهة.
امتدت ألسنة النيران إلى الأكواخ وكذا عدد من أشجار النخيل، قبل أن تتدخل مصالح الحماية المدينة التي وجدت صُعوبات في إخماد الحريق بسبب سُرعة انتشار النيران التي انتقلت من بعض الأكواخ إلى أشجار النخيل الموجودة داخل المركز.
وقال شهود عيان إن أعوان الحماية المدنية وجدوا صُعوبات بالغة في إطفاء الحريق، قبل أن يتمكنوا بعد حوالي ساعتين من السيطرة على النيران التي امتدت ألسنتها بسرعة إلى مجموعة من أشجار النخيل. وحسب مصادر متطابقة، فإن أسباب الحريق تعود إلى وقوع شرارة كهربائية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة التي تعرفها ولايات الجنوب هذه الأيام، خاصة أن مركز الإيواء يحتوي على خردوات والكثير من قطع الزجاج، في الوقت الذي فتحت مصالح الشرطة القضائية تحقيقا لتحديد ملابسات الحادث.
ويأتي هذا الحادث بعد أقل من 10 أشهر من الحادث الذي وقع بالمركز نفسه في نوفمبر من سنة 2015، الذي تسبب في وفاة 18 رعية إفريقية من جنسيات مختلفة ونحو ثلاثين جريحا، حيث خلف استياء كبيرا لدى السكان والمواطنين والحقوقيين الذين وجهوا أصابع الاتهام إلى السلطات المعنية، خاصة بعدما أكد الناجون غياب الماء في المخيم ما صعب مهمة إخماد النيران في الوقت المناسب. غير أن الحادثة لم تكن معزولة، وتبعتها حوادث أخرى أكد المتابعون أنها نتيجة حتمية لـ”إهمال” السُلطات لتلك المراكز. ففي شهر جويلية المنصرم تعرّض الرعايا الأفارقة إلى تسمم غذائي رافقته حالة إرهاق كبيرة، نقلوا إثره إلى مستشفى العربي خروف بوسط مدينة عنابة، وهناك اكتشفت بينهم حالتا إصابة بداء المثقبيات الإفريقي أو ما يعرف بمرض النوم الذي تسببه ذبابة “تسي تسي”. وبالموازاة مع ذلك تحولت تلك المراكز إلى مصدر قلق لدى سكان المناطق المجاورة لها، فبتاريخ 25 مارس من السنة الجارية شهدت عاصمة الولاية بشار احتجاجات واضطرابات عبر مختلف الأحياء الشعبية التابعة لتجمعات بشار الجديد، وهذا بعد أن احتج المئات من المواطنين مطالبين برحيل 200 رعية إفريقية ينحدرون من جنسيات إفريقية مختلفة، وهذا بعد أن حاول بعض الشباب المقيم هناك، حسبهم، الاعتداء على طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات، وتطوّر سير الاحتجاجات إلى تراشق بالحجارة بين المواطنين والرعايا الأفارقة، ما أدّى إلى إصابة 4 أشخاص بجروح متفاوتة. والسيناريو نفسه تكرّر في جوان المنصرم، حيث وقعت اشتباكات بين مواطنين ولاجئين أفارقة بتمنراست، اضطرت قوات مكافحة الشغب للتدخل، ما أسفر عن جرح 6 أشخاص من جزائريين وأفارقة تم نقلهم على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي الاستعجالات اللازمة.
منقول