قال وزير الخارجية رمطان لعمامرة، الأحد بمقر الوزارة، بمناسبة إحياء احتفالية يوم المجاهد أن الرسالة التي بعث بها الرئيس بوتفليقة، للعاهل المغربي " كانت واضحة في الرغبة بالتعاون مع المغرب في جميع المجالات".
وكان لافتا في الفترة الأخيرة، أن الملك محمد السادس، قد أوفد مبعوثا خاصا باسمه هو الوزير المنتدب للشؤون الخارجية ناصر بوريطة ومدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات-المخابرات الخارجية- ياسين المنصوري، وتناول اللقاء بحسب الحكومة "العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول التحديات التي تواجهها إفريقيا والعالم العربي، والتركيز على الأمن الإقليمي لا سيما مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية المنظمة والمسائل المتعلقة بالهجرة وإشكالية التنمية".
وقال العاهل المغربي الملك محمد السادس، إن المغرب والجزائر مطالبتان بالعمل سويا بصدق وحسن نية، من أجل خدمة القضايا المغاربية والعربية ورفع التحديات التي تواجه القارة الإفريقية.
حسن محمد السادس، من خطابه اتجاه الجزائر، عندما حرص في خطابه الذي ألقاه مساء السبت، ذكرى 20 أوت (يسميها المغاربة ثورة الملك والشعب، وهي ذكرى نفي الاستعمار الفرنسي للملك الراحل محمد الخامس سنة 1953) عندما رافع لضرورة العمل والتعاون بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة لهما، وذكر الملك في خطابه الذي دام 19 دقيقة وجلس إلى جانبه ابنه، وشقيقه رشيد "ما أحوجنا اليوم وفي ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الشعوب العربية المنطقة الإفريقية، إلى روح التضامن، لمواجهة التحديات الأمنية والتنموية".
وظهر الملك في خطابه، مخالفا تماما للخطاب الذي ألقاه شهر جويلية الماضي، في ذكرى توليه الملكية خلفا لوالده الحسن الثاني، حينما وظف عبارات "حرب" اتجاه الجزائر ومنها توصيفها بـ"الخصم والعدو"، حيث قال في خطابه أول أمس"نتطلع لتجديد الالتزام بتلك الروح التضامنية لرفع التحديات الأمنية والتنموية.. نتطلع لتجديد الالتزام والتضامن الصادق الذي يجمع الشعبين لمواصلة العمل سويا بصدق وحسن نية لخدم القضايا المغاربية ورفع التحديات لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة المغاربية والقارة الإفريقية".
واستحضر الملك المغربي في خطابه، ما سماه "بالتنسيق والتضامن، بين قيادات المقاومة المغربية، وجبهة التحرير الجزائرية" ضد الإستعمار الفرنسي، وقال إن "ذلك التضامن، ساهم في إعادة الروح للثورة الجزائرية. كما كان للبلدين دور كبير، في تحرير واستقلال إفريقيا".
وقبل ساعات من خطاب محمد السادس، كان الرئيس بوتفليقة قد وجه له رسالة تهنئة، حملت نفس "الأماني"، وكتب بوتفليقة "وأغتنم هذه السانحة الطيبة لأجدد لكم حرصنا الدائم وعزمنا الثابت على العمل مع جلالتكم من أجل تعزيز علاقات الأخوة والتضامن الثابتة التي تربط شعبينا الشقيقين بما يستجيب لتطلعاتهما في التقدم والرقي والازدهار".
ويعتقد أستاذ العلاقات الدولية، عبد العزيز جراد، الخطاب الملكي وما حمله اتجاه الجزائر ما هو سوى"خطاب دبلوماسي محض، في ظل وجود مشكل حقيقي كبير بين البلدين"، ويذكر جراد الذي تولى منصب الأمين العام لوزارة الخارجية والمستشار الدبلوماسي للرئيس زروال، عن خطاب محمد السادس للشروق" الخطاب يذكر بالدعم الذي لقيه الملك محمد الخامس من دعم جزائري بع نفيه الى مدغشقر، لكن لا يعبّر عما يجري من أزمة في العلاقات بين المغرب والجزائر"، ويؤكد محدثنا "الخطاب مجاملة وهو ما لمسناه من الطرفين".
وإن كانت زيارة الوفد المغربي الأخيرة إلى الجزائر، من شانها أن تكون نقطة تحول في العلاقات الثنائية بين البلدين، يقول الأكاديمي" نتمنى تكثيف العلاقات، وزيارات الوفود إلى البلدين مهمة جدا، فخلالها يتم تبادل الأفكار ويقلص هامش سوء الفهم، ومن شان الزيارات كذلك أن تكون همزة وصل بين الطرفين، لكنها تبقى في الجانب الدبلوماسي فقط، ولا تتطرق إلى الواقع الميداني لحل المشاكل...على الحدود هنالك إشكالات كبيرة هنالك كميات كبيرة من المخدرات تصل الجزائر، هنالك عمليات تهريب كبيرة، وتبقى الحدود مغلقة".
منقول