السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.....
حديثي معكم اليوم حول الإجتياح العسكري الفرنسي الأول لبلدة العالية ، خلال شتاء سنة 1957 ، وكان اليوم يوم جمعة وكان الرجال كلهم في المسجد العتيق المحاذي لقصر سييدي اللقاني بلعلمي لأداء صلاة الجمعة ، وبينما هم كذلك وفجأة حضرة مئات السيارات من نوع جيب والكاط كاط والسيس سيس محملة بالعساكر المدججة بكل أنواع الأسلحة الخفيفة منها والثقيلة تحت غطاء جوي من الطائرات بقيادة الملازم - كريتسيس - دخل العساكر المسجد من كل جانب مكشرين عن أنيابهم شاهرين أسلحتهم متفوهين بكل لفظ قبيح ، عمدوا على إخراج المصلين من المسجد بالقوة مستعملين مؤخرات بنادقهم للضرب والركل وعمدوا على تصفيف الناس ثلاثة ثلاثة وفي كل مرة يوجهونهم الوجة التي يريدون ، كما عمدوا على إحضار الرجال من كافة أحياء البلدة البعيدة منها والقريبة ونكلوا بالمواطن سي إبراهيم حمزي أشد التنكيل حيث أنه لما إلتحق قال بصوت يسمعه من هم بالقرب منه : إصبروا ولا تقروا لهم بأعمالكم الثورية ، نطق الملازم كرتيس قائلا مستعملا اللهجة الدارجة العامية :: كلاب أولاد الكلاب جاوكم الفلاقة وما خبرتوش ، جاوكم في دار محمد بن العيد علاوي واعطيتوهم الإشتراكات في الثورة ضرك تشوفوا بلدة العالية هذه سأقوم بحرقها كاملة ::: هنا نطق المواطن سي محمد بلمشري بن تواتي قائلا :::: الله أحد ما شفنا حد::::: لطمه الملازم كريتيس على فمه بلكمة قوية كادت تسقطه أرضا ، وتوالت اللكمات والركلات والضرب بمؤخرات البنادق على ظهور الحاضرين الى أن سالت دماؤهم الزكية وسقت أرض الصحن الطاهرة ، ثم شرعوا في طلب بطاقات الهوية وكل من وجدوهم يحملون لقب علاوي يضعونهم في صف واحد وكانوا حوالي سبعة أفراد تقريبا نذكر من بينهم سي عبد المالك بن العيد وسي علي بن العيد والأخ محجوبي الذوادي أخذوهم الى دار سي محمد بن العيد علاوي وأشبعوهم ضربا وركلا ولطما مستعملين كل أنواع التعذيب ، بعد صلاة العشاء بكثير أطلقوا سراح المحجوزين في الصحن وأمروهم بأن يلتحقوا بمنازلهم جريا ولا يلتفتون وكل من إلتفت سوف يضرب بالنار، باتت تلك العساكر كلها ببلدة العالية وعثوا فيها فسادا ونهبا وسرقة ، وفي الصباح الباكر رحلوا وأخذوا معهم سي محمد بن محمد بن العيد علاوي الى السجن ، وللعلم فإن العساكر التي جاءت من مدينة - طزيوة - كان معهم رجلين معصوبي العيون ولربما هما أصحاب الوشاية بأن بلدة العالية تعتامل مع الثوار.
منقول