زوجة سيدنا يوسف، وسُّميت باسم راعيل بنت رماييل، ولقبها زليخا أو زليخاء .
كانت زليخا من الجميلات الحسناوات، وهي من أجمل فتيات مصر، وكانت متكبرة بسبب جمالها وأناقتها، وكانت زليخا هي زوجة عزيز مصر بوتيفار، في عهد الملك أمنحوتب الثالث، الذي يُعد من أهم وأعظم وأقوى الملوك التي حكمت مصر حتى الآن، وبعد قيام إخوة يوسف برميه في البئر ليتخلصوا منه، وجده تاجر عربي اسمه مالك، وقام ببيعه بسوق النخاسة لعزيز مصر بوتيفار .
وبعد قيام عزيز مصر بأخذ يوسف -عليه السلام- قام بتربيته في قصره بين زوجته وبينه، واعتبره ابنه ؛ لأنه أحس بأنه ذو رأي سديد وفطنة كبيرة، وقال تعالى: "وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً وكذلك مكنّا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" سورة يوسف (آية 21) .
وكبُر يوسف بين العزيز وزوجته لمدة أحد عشر عاماً، فأصبح شاباً جميل الوجه، كلامه حلو ومنمق، وقوياً شجاعاً لا يخاف في الله لومة لائم، وكان صاحب علم وثقافة كبيرة .
وبعدما كبر زاد حُبّ زليخا وهيامها بيوسف، حتى قامت بمراودته عن نفسها، قوله تعالى: "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين"، ولكن يوسف كان نبي الله، فلم يقبل بأن يبادلها معصية الله، حتى رآهم العزيز، ولكنه اكتشف أن زوجته هي من راودت يوسف -عليه السلام- عن نفسه، وعرِف أنها تخونه، في قوله تعالى: "فلما رأى قميصه قُدّ مِن دُبرٍ قال إِنهُ من كيدكُنّ إنّ كيدكُنّ عظيم"، وبعد رفض يوسف أن يرادوها عن نفسه، قامت بعرض يوسف على نساء المدينة، لترى ردة فعلهم عندما يروه، من الجمال الذي يتمتع به سيدنا يوسف، وعندما رأوه الناس ليوسف -عليه السلام-، قاموا بتقطيع أيديهم، قال تعالى: " وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حُبّاً إنا لنراها في ضلال مبين (30) فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن مُتكاً وآتت كل واحدة منهن سكيناً وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم (31) وقالت فذلكن الذي لُمتُننّي فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجننّ وليكونن من الصاغرين (32) " سورة يوسف .
وقامت بعدها زليخا بسجن النبي يوسف -عليه وسلم- لمدة عشر سنوات، قال تعالى: "قال رب السجن أحبُّ إليّ مما يدعونني إليه"، وقامت زليخا بالبكاء على فقدان سيدنا يوسف، حتى فقدت جمالها وفقدت بصرها .
وبعد اكتشاف الملك بأن يوسف -عليه السلام- بريء، قام بإخراجه من السجن، وبعد فترة توفي .
قوله تعالى: "قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوءٍ قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين" .
وبعد وصول يوسف -عليه السلام- لحكم مصر، وأصبح هو العزيز، في هذا الوقت، كانت زليخا عجوز عمياء، وذهب كل جمالها ومالها، وأصبحت تطلب الصدقة من الناس، وبعد فترة قال لها الناس بلقاء عزيز مصر، فوقفت له عند خروج موكبه، وقالت له: (أنا التي ربيتك في بيتي، وكنتُ امشط لك شعرك)، فبكى يوسف، وطلب منها الزواج، ولكنها رفضت، وبعد ذلك تزوجها، ودعا لها الله ليعيد لها جمالها وبصرها، وبعدها عاشا مع بعضهما في القصر، وقد قام يوسف بضم إخوته وأبيه ضمن مملكته .
منقول