نسبه ونشأته
محمد بن كعب القرظي هو محمد بن كعب بن سليم القرظي المدني. ومنسوب إلى بني قريظة الطائفة المعروفة من اليهود، وأورده أصحاب السير في الطبقة الثانية من التابعين. سكن الكوفة ثم المدينة.
موقفه مع عمر بن عبد العزيز
قال وهيب بن الورد: بلغنا أن محمد بن كعب القرظي دخل على عمر بن عبد العزيز فرآه عمر يشد النظر إليه فقال له: يا ابن كعب إني لأراك تشد النظر إلي نظرًا ما كنت تنظر إلي قبل هذا، فقال محمد: العجب العجب يا أمير المؤمنين لما تغير من حالك بعدنا فقال له عمر وهل بنت ذلك مني فقال له محمد بن كعب الأمر أعظم من ذلك إلا أنه يكون استبان ذلك منك فقال له عمر يا بن كعب فكيف لو رأيتني بعد ثلاث وقد أدخلت قبري وقد خرجت الحدقتان فسالتا على الوجنتين وتقلصت الشفتان عن الأسنان وفتح الفم وارتفع البطن فعلي فوق صدري وخرج القصب من الدبر فقال محمد بن كعب يا عبد الله إن كنت قد ألهمت هذا الأمر نفسك فانظر أن تنزل عباد الله عندك ثلاث منازل أما من هو أكبر منك فأنزله كأنه أب لك وأما من كان بسنك فأنزله كأنه أخ لك وأما من كان أصغر منك فأنزله كأنه ابن لك فأي هؤلاء تحب أن تسيء إليه أو يرى منك بعض ما يكره قال عمر ولا إلى أحد منهم.
أهم ملامح شخصيته
انشغاله بالقرآن والذكر
كان محمد بن كعب يقول: لئن أقرا في ليلة حتى أصبح إذا زلزلت والقارعة لا أزيد عليهما واردد فيهما الفكر أحب إلي من آن أهد القران هدا أو قال: انثره نثرًا. وقال محمد بن كعب القرظي: لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا} فقد حبس لسانه عن كل الكلام إلا ذكره ولرخص للرجل الذي يكون في الحرب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا}.
الحرص على التعلم
وكان ثقة عالما كثير الحديث ورعًا،وكانت أمه تقول له: يا بني، لولا أني أعرفك صغيرًا وكبيرًا طيبًا، لظننت أنك أحدثت ذنبًا موبقًا لما أراك تصنع بنفسك في الليل والنهار. قال: يا أماه وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع علىَّ وأنا في بعض ذنوبي فمقتنى فقال: اذهب لا أغفر لك مع أن عجائب القرآن تورد على أمورًا حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي. ويقول عون بن عبد الله: ما رأيت أحداً أعلم بتأويل القرآن من القرظي وقيل كان له أملاك بالمدينة وحصل مالا مرة فقيل له ادخر لولدك قال لا ولكن أدخره لنفسي عند ربي وأدخر ربي لولدي وقيل إنه كان مجاب الدعوة كبير القدر.
وعن أبي بردة الطوبي قال: سمعت رسول الله يقول: "يخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده". قال نافع: قال ربيعة: فكنا نقول هو محمد بن كعب القرظي والكاهنان قريظة والنضير. رواه أحمد والبزار والطبراني من طريق عبد الله بن مغيث عن أبيه عن جده وعبد الله ذكره ابن أبي حاتم ومغيث ذكره البخاري في التاريخ ولم يجرحهما أحد وبقية رجاله ثقات.
من كلماته
قال محمد بن كعب القرظي: إنما يكذب الكاذب من مهانة نفسه.
وسئل محمد بن كعب القرظي ما علامة الخذلان؟ قال: أن يقبح الرجل ما كان يستحسن، ويستحسن ما كان قبيحًا.
قال إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا جعل فيه ثلاث خلال فقه في الدين وزهادة في الدنيا وبصره بعيوبه
الوفاة
توفى سنة ثمان ومائة. وعن سبب موته يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء: "كان لمحمد بن كعب جلساء من أعظم الناس بالتفسير، وكانوا مجتمعين في مسجد الربذة فأصابتهم زلزلة فسقط عليهم المسجد فماتوا جميعا تحته".
المصادر
سير أعلام النبلاء - محمد رسول الله - الطبقات الكبرى - البداية والنهاية - حلية الأولياء.
منقول