غَيْثُ السَّرَاب
شعر/عيسى جرابا
6/6/1424هـ
تَقُوْدُنَا خَرِيْطَةُ الطَّرِيْقِ
إِلَى مَضِيْقٍ لَجَّ فِي مَضِيْقِ
بُـنُوْدُهَـا ذُلٌّ عَلى بَـقَـايَا
تَعَـتَّـقَـتْ مِنْ ذُلِّـنَا العَتِيْقِ
وَلَمْ نَزَلْ نَرْكُضُ فِي مَدَاهَا
وَتُخْدَعُ القُلُوْبُ بِالبَرِيْقِ
وَتُسْلَبُ الطَّرِيْقُ مِنْ خُطَانَا
فَتَنْثَنِي حَيْرَى بِلا طَرِيْقِ
وَيُرْتَجَى مِنَ السَّرَابِ غَيْثٌ
وَفِي الـحَنَايَـا لَهَبُ الـحَرِيْقِ
وَتَرْسُفُ العُقُوْلُ فِي هَوَاهَا
وَتَشْتَكِي مِنْ قَيْدِهِ الوَثِيْقِ
وَكَمْ بِحَارٍ لِلخُطُوْبِ مَاجَتْ!
وَنَحْنُ بَيْنَ الـمَوْجِ كَالغَرِيْقِ
وَاضْطَرَبَتْ مِنَ الأَسَى رُؤَانَا
وَانْسَرَبَتْ فِي قَعْرِهِ السَّحِيْقِ
صَدِيْقُنَا صَارَ لَنَا عَدُوًّا
وَكَمْ عَدُوٍّ صَارَ كَالصَّدِيْقِ!
وَذُلُّنَا الـمَرِيْرُ صَارَ عِزًّا
وَالـحُرُّ فِيْنَا صَارَ كَالرَّقِيْقِ
وَصُبْحُنَا الوَضِيْءُ صَارَ لَيْلاً
وَصَارَ عَذْبُ الشَّدْوِ كَالنَّعِيْقِ
وَالـحَاضِرُ الـمُسْوَدُّ مَا تَوَانَى
عَنْ وَأْدِ مَاضٍ مُشْرِقٍ عَرِيْقِ
عَجِبْتُ مِنْ حَالٍ بِهَا تَنَامَتْ
آمَالُنَا زَهْراً بِلا رَحِيْقِ
خَرِيْطَةٌ أَمْ خُطَّةٌ تَبَدَّتْ
بِأْلْفِ وَجْهٍ مُظْلِمٍ صَفِيْقِ؟
نَرْنُو لَهَا تَفَاؤُلاً وَلَكِنْ
يُفَكُّ ضِيْقُ حَالِنَا بِضِيْقِ
تَقُوْدُنَا وَنَحْنُ كَالـحَيَارَى
مَنْ لَمْ يُـفِقْ يَـزْهُو عَلَى الـمُفِيْقِ
وَلِلطَّرِيْقِ عَتْمَةٌ تَرَدَّتْ
بِهَا الـخُطَى فِي بَحْرِهَا العَمِيْقِ
لا خَيْرَ فِي مَظْهَرِنَا أَنِيْقاً
مَا لَمْ يَكُنْ بِمَخْبَرٍ أَنِيْقِ
فَهَلْ نُفِيْقُ مِنْ دُجَى كَرَانَا
وَتَلْتَقِي الـجُهُوْدُ كَالفَرِيْقِ؟
وَكَيْفَ يَعْلُو شَأْنُنَا وَفَيْنَا
فَمُ الـخَبَايَا لَيْسَ بِالطَّلِيْقِ؟
سَتُقْطَعُ الطَّرِيْقُ إِنْ أُضِيْئَتْ
بِالـحَقِّ يَوْماً عَتْمَةُ الطَّرِيْقِ