facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


القسم الاسلامي العام


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-06-14, 01:20 PM   #1
matic dz


العضوية رقم : 10910
التسجيل : Jun 2016
العمر : 33
الإقامة : biskra
المشاركات : 3,307
بمعدل : 1.07 يوميا
الوظيفة : licence -droit de la famille-
نقاط التقييم : 11
matic dz is on a distinguished road
matic dz غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي الوحي القرآني: صفات جبريل عليه السلام الخَلْقية

الصفة الأولى: عظمة الخلقة

روى ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني) عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- سئل: يا محمد! كيف يأتيك الذي يأتيك؟ -يعني جبريل -عليه السلام- فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر)، ويؤيده ما رواه ابن حبان عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (رأيت جبريل -عليه السلام- عند سدرة المنتهى، وعليه ستمائة جناح، ينثر من ريشه تهاويل الدر والياقوت)، و(تهاويل الدر والياقوت) أي: الأشياء المختلفة الألوَان...وأصلها مما يهول الإنسان ويُحيّره".

ولجبريل -عليه السلام- القدرة على التشكل بأجسامٍ أخرى، ولكنه كان أكثر ما كان يأتيه في صورة الصحابي الجليل (دِحْية الكلبي)، فروي مسلم عن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (عرض علي الأنبياء…ورأيت جبريل، فإذا أقرب من رأيت شبهاً دحية بن خليفة)، وإنما جُعِلت هذه الصفة أول الصفات لارتباطها بالقدرة التي أودعها الله في جبريل -عليه السلام- ليأتي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فيعلمه القرآن بإطلاق الزمان والمكان، وعلى أي هيئة كان.

وهل كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يرى جبريل -عليه السلام- في خلقته الأصلية دائماً؟

الجواب: لم يره كذلك إلا مرتين، فقد ثبت في "صحيح مسلم" عن عائشة-رضي الله تعالى عنها- مرفوعاً: (لم أره يعني جبريل -عليه السلام- على صورته التي خُلِق عليها إلا مرتين)، وبين أحمد والترمذي في حديث ابن مسعود أن الأولى كانت عند سؤاله إياه أن يريه صورته التي خُلِق عليها، والثانية عند المعراج.

ورؤيته لجبريل -عليه السلام- مرة تحقق جملة أمور من حيث نقل القرآن:

منها: إيقاع الطمأنينة في قلب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- برؤيته لعظيم قدرة الله عز وجل تتجلى في جبريل -عليه السلام- من جهة، ومن جهة أخرى لطمأنته، وتثبيت قلبه على قدرة جبريل -عليه السلام- على نقل القرآن، وتبليغ رسالة ربه دون توانٍ، وزادت هذه الطمأنينة تأكيداً برؤيته له مرة أخرى.

ومنها: دفع توهم أن الذي يأتيه شيطان لا من قلبه فقط، بل من قلب غيره.

الصفة الثانية: أنه مَلَك

و(الملَك) واحد الملائكة، وهو في الأصل جمع ملأك، ثم حذفت همزته لكثرة الاستعمال، فقيل: ملك، وقد تحذف الهاء فيقال: ملائك، وقيل أصله: مألك بتقديم الهمزة من الألُوك الرسالة، ثم قدمَت الهمزة وجُمع. فالرسالة طبيعة ذاتية ملازمة لكون الملك ملكاً، وهذه الرسالة هي ما يصدر إلى الملائكة من أوامر، فيؤدونها أدق أداء، وأتمه، وليس يخفى أن هذه هي أولى وسائل اليقين في نقل القرآن؛ إذ كون الرسالة طبيعة ذاتية في الملائكة يستلزم: الأمانة في نقلها، وإتقان النقل، ويعضد هذا أنهم المختارون ليكونوا وسائط بين الله -عز وجل- وخلقه، ولذا فقوله تعالى: {لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء:27] إيضاحٌ لحال الملائكة، وليس بتأسيس لصفة جديدة بعد نعتهم بالملائكية، واقتضى هذا الإيضاحَ دحضُ تخرصات الشرك وأهله في طبيعة الملائكة.

الصفة الثالثة: الروح

ورد لفظ {الروح} على عدة معانٍ في القرآن الكريم، ولا خلاف ين المفسرين في أن المراد به في قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ} [الشعراء:194] هو جبريل عليه السلام. وذكر ابن سعد في "الطبقات الكبرى"، أن جبريل -عليه السلام- يسمى روح القدس؛ لأنه خُلِق من طَهارة.

وهذه الصفة الجليلة لجبريل -عليه السلام- ورد مدحه بها في معرض التأكيد على سلامة نقل القرآن، وبيان خصائص لفظه من سورة الشعراء، وذلك دالٌ على مبلغها من جلالة القدر في نقل القرآن من السماء إلى الأرض، ولعل من أسرارها في هذا الباب أن الروح فيه معنى الحياة والحركة، ويومئ ذلك إلى أن تلقي جبريل -عليه السلام- للقرآن من الله -عز وجل- تلقٍ حي، لا يعروه شائبة كسل، أو موات. ويزيد هذا المعنى إيضاحاً أن لفظ {الروح} لم يرد في القرآن الكريم إلا للأمور التي استأثر الله -عز وجل- بها بأحد أنواع الاستئثار؛ علماً (كروح الإنسان)، أو قولاً (كالقرآن)، وهذا يثبت ما ذُكِرَ من علاقة سلامة نقل القرآن من السماء إلى الأرض، ودقة نقله كما قاله الله -عز وجل-، بوصف جبريل -عليه السلام- بالروح.

كما أن من أهم مقتضيات كونه روحاً: إمكانية الاتصال المطلق، مع خفاء ذلك على من حوله، وذاك يمكنه من المجيء إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- دون أن يشعر به أحد، وذلك لأن الروح تطلق على ما خفي.

الصفة الرابعة: السرعة والفورية في النـزول بالوحي القرآني

ففي نموذج البلاغ العام في الحاكم، قال صهيب -رضي الله عنه-: (يا رسول الله! ما سبقني إليك أحد، وما أخبرك إلا جبريل).

وفي البلاغ القرآني الخاص روى سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أنه قال: رأيت مروان بن الحكم جالساً في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أملى عليه {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ} [النساء:95] –قال-: كما جاء في البخاري، فجاء ابن أم مكتوم وهو يمليها عليّ، فقال: يا رسول الله! لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان رجلاً أعمى، فأنزل الله -عز وجل- على رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن تُرَض فخذي، ثم سُرِّي عنه…فأنزل الله -عز وجل-: {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ}.

الصفة الخامسة: القوة

كما قال تعالى: {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} [النجم:6] أي: هو صاحب جسم في قوة وقدرة عظيمة على الذهاب فيما أُمر به، والطاقة لحمله على غاية من الشدة لا توصف.

على أنه ينبغي التنبيه من خلال الاستعراض لمظاهر قوة جبريل -عليه السلام- الخلقية إلى أن هذه الخلقة العظيمة التي هيأه الله -تعالى ذكره- بها، تحمل في طياتها تهيئته بحمل الأجهزة التكوينية المناسبة لحفظ كلام الجبار عز وجل عند استماعه، ثم نقله له كما هو إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بالسرعة المطلوبة في الوقت المعين.


matic dz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الخَلْقية, السلام, الوحي, القرآني:, جبريل, صفات, عليه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الوحي القرآني: صفات جبريل عليه السلام الخَلْقية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أثر دلالة السياق القرآني في توجيه معنى المتشابه اللفظي في القصص القرآني كتاب الكتروني naruto_shippuden قسم الكتب الالكترونية الاسلامية 0 2015-03-28 11:50 AM
سلسلة قصص القرآن الكريم ...إلياس عليه السلام لميس40 قسم القرآن الكريم 0 2013-05-15 08:00 AM
من قصص النمل مع النبي سليمان عليه السلام ithriithri80 القسم الاسلامي العام 0 2013-04-01 07:17 PM
عليه الصلاة و السلام ♥ àbdou princè قسم يوميات العضو 0 2013-01-24 01:00 PM
قصة النبي يونس عليه السلام سجل..انا جزائرية ركن قصص الأنبياء 4 2012-12-21 12:25 PM


الساعة الآن 07:43 PM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML