facebook twitter rss
v





العودة  

جديد مواضيع منتديات بيت العرب الجزائري


قسم التاريخ الاسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-08-27, 02:15 PM   #1
hakimdima
مشرف الأقسام التعليمية


العضوية رقم : 10954
التسجيل : Jul 2016
العمر : 39
الإقامة : الجزائر
المشاركات : 6,072
بمعدل : 1.98 يوميا
الوظيفة : متعاقد
نقاط التقييم : 10
hakimdima is on a distinguished road
hakimdima غير متواجد حالياً
معلومات الإتصال :
افتراضي الإسناد علم فريد وسلاح قاطع

علم الإسناد علم لم تعرفه البشرية من قبل إلا على أيدي أصحاب الحديث الذين وضعوا له أسسًا وقواعد في دقة عالية بهرت العقول.

والإسناد أو السند: هو سلسة الرجال الموصلة للمتن (أي القول أو الخبر)، وسُمِّي سندًا، لاعتماد الحفاظ عليه في الحكم على المتن بالصحة أو الضعف.

الإسناد من خصائص المسلمين:
إن بقاء الحديث النبوي بالسند المتصل خصيصة فريدة اختص الله بها الأمة الإسلامية دون ما عداها من الأمم، فنحن نرى الأمم كلها على مدى التاريخ فقيرة لا تملك مصدرًا من مصادر الحديث عن الأنبياء حيث انقطعت الصلة بينها وبين أنبيائها علميًا وتاريخيًا، وفقدت الحلقة التاريخية الموصلة إليهم.

أما أمة الإسلام فهي الأمة الوحيدة التي امتلكت قوة الذاكرة، وعظمة الصدق، وأمانة تحمل الرواية، وقد أشار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ذلك، وإلى أن الإسناد باق في أمته بقوله: «تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْكُمْ»[1].

أهمية علم الإسناد:
اهتم العلماء المسلمون بالإسناد وبينوا أهميته من خلال عبارات مشهورة، فقد قال محمد بن سيرين: «إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم»[2]، وقال سفيان الثوري: «الإسناد هو سلاح المؤمن. فإذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل؟»[3]، وقال عبد الله بن المبارك: «الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء»[4]، ولهذا فعندما كان يُسأل أهل البدع عمن أخذوا الحديث،كانوا يسكتون لئلا يفتضحوا.

ولما للإسناد من أهمية بين العلماء المسلمين فقد تعدى استخدامه لأغلب العلوم، كعلم الأدب العربي، والتاريخ والطب وغيرها من علوم.[5] وكان من ثمرة اهتمام المسلمين بالإسناد نشأة علم سمي بعلم الجرح والتعديل.

النشأة والبداية:
بدأ المسلمون بالاهتمام الزائد بالسؤال عن الإسناد بعد فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه، ففي ذلك الزمان نشطت حركة الوضع. واتخذ المحدثون إجراءات وقائية لمنع الكذابين من ترويج كذبهم، وللحفاظ على السنة فاستخدموا ضدهم سلاح الإسناد، يقول الإمام الثوري: (عندما اخترع الكذابون أسانيد كاذبة استخدمنا ضدهم تاريخ الرواة)[6].

الإسناد في عيون المستشرقين:
الطريقة التي سلكها العلماء في التثبت من صحة الحديث سندًا ومتنًا وما اخترعوه لأجل ذلك من علوم كـعلم أصول الحديث، وعلم الجرح والتعديل، وغيرهما من العلوم، طريقة أشاد بها كثيرون من الغربيين في تحقيق الراوية أمثال: باسورث سميث عضو كلية التثليث في اكسفورد وكارليل، وبرنارد شو، والدكتور سبرنجر كان .. فقد أعلن هؤلاء إعجابهم بالطريقة التي تم بها جمع الأحاديث النبوية، وبالعلم الخاص بذلك عند علماء المسلمين[7].

يقول المستشرق الألماني سبرنجر Sprenger: (إن الدنيا لم ترَ ولن ترى أمة مثل المسلمين، فقد درس بفضل علم الرجال الذي أوجدوه حياة نصف مليون رجل)[8].

ويقول الكاتب العالمي الدكتور موريس بوكاي: «لقد كانت معلومات هذا المصدر الثاني تعتمد على النقل الشفهي، لذلك كان الذين بادروا إلى جمع هذه الأقوال والأفعال في نصوص قد قاموا بتحقيقات تتسم دائمًا بالصعوبة، ولهذا كان هَمُّهُم الأول في عملهم العسيري مُدَوَّناتهم منصبًا أولاً على دِقَّة الضبط لهذه المعلومات الخاصة بكل حادثة في حياة النبي، وبكل قول من أقواله والتدليل على ذلك الاهتمام بالدِقَّة والضبط لمجموعات الأحاديث المعتمدة فإنهم قد نصُّوا على أسماء الذين نقلوا أقوال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأفعاله، وذلك بالصعود في الإسناد إلى الأول من أسرة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومن صحابته الذين قد نقلوا هذه المعلومات مباشرة منه نفسه، وذلك بعد الكشف على حال الراوي في جميع سلسلة الرواية، والابتعاد عن الرُواة غير المشهود لهم بحسن السيرة وصدق الرواية، ونحو ذلك من دلائل ضعف الراوي المُوجبة لعدم الاعتماد على الحديث الذي روي عن طريقه. وهذا ما قد انفرد به علماء الإسلام في كل ما روي عن نبيِّهِم»[9] صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

حتى القس المستشرق الإنجليزي (دافيد صموئيل مرجليوث) رغم عدائه الشهير للإسلام إلا أنه لم يتمالك نفسه أمام توثيق المسلمين للرواية إلا أن يقول: (ليفتخر المسلمون ما شاءوا بعلم حديثهم)[10].

الإسناد وحفظ الأخبار التاريخية:
وهذا (أسد رستم) المؤرخ والباحث النصراني عندما كتب كتابه «مصطلح التاريخ» وأراد أن يؤصل فيه لعلم حفظ الأخبار التاريخية لم يسعه إلا التأثر بقواعد علم مصطلح الحديث، واعترف بأنها طريقة علمية حديثة لتصحيح الأخبار والروايات، وقال بعد أن ذكر وجوب التحقق من عدالة الراوي، والأمانة في خبره: (ومما يذكر مع فريد الإعجاب والتقدير ما توصل إليه علماء الحديث منذ مئات السنين في هذا الباب، وإليك بعض ما جاء في مصنفاتهم نورده بحرفه وحذافيره تنويهًا بتدقيقهم العلمي، اعترافًا بفضلهم على التاريخ)... ثم أخذ ينقل نصوصًا عن بعض أئمة المسلمين في هذا الشأن[11].

فرحمة الله على أصحاب الحديث الذين صنعوا لهذه الأمة مجدها، وشكرًا لله الذي أعز أمتنا بالإسناد ورجاله.
منقول


hakimdima غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الإسناد, فريد, وسلاح, قاطع

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الإسناد علم فريد وسلاح قاطع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فريد شكلام رسميًا في مولودية بجاية hakimdima قسم الرياضة العربية والجزائرية 0 2016-07-21 12:00 PM
مذكرات القانون للسنة الثالثة ثانوي للاستاذ سالمي فريد naruto_shippuden ركن شعبة التسيير والاقتصاد 0 2015-09-23 05:23 PM
اين اجد فرحي الداخلي؟ naruto_shippuden قسم إدارة وتطوير الذات 0 2015-03-02 05:59 PM


الساعة الآن 05:24 AM


Designed & Developed by : kakashi_senpai
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML