الأنبياء هم أصفياء الله من الخلق
اصطفى الله تعالى من البشر أنبياء ورسلًا، أرسلهم برسالة التّوحيد إلى أقوامهم، وقد كان هؤلاء الرّسل والأنبياء مثالاً في البذل والصبر والتّضحية، حتّى بذل الكثير منهم دماءهم رخيصةً في سبيل الثّبات على دعوة الله تعالى، وكان من هؤلاء الأنبياء زكريّا ويحيى وموسى وعيسى وإبراهيم ونوح ومُحمّد عليهم السّلام جميعاً، وقد تفاضل الرّسل والأنبياء فيما بينهم كما يتفاضل سائر البشر فيما بينهم، وقد خاطب الله تعالى نبيّه الكريم في إحدى آيات القرآن الكريم، وحثّه على الصّبر على أذى قومه كما صبر أولوا العزم من الرّسل، فمن هم أولوا العزم من الأنبياء والرّسل؟ وكم كان عددهم؟ ولماذا استحقوا هذا اللقب؟ ذلك ما ستقوم هذه المقالة ببيانه وتفصيله بعد توفيق الله وإرادته.
أسماء أولي العزم من الرسل
معنى أولي العزم
العزم لغةً: يرجع أصل كلمة العزم لغةً إلى القصد وعقد النية القلبيّة على فعل الشيء وإدراك الهدف والغاية، لذلك يُقال للرّجل صاحب الهمّة والنّشاط والذي يسعى إلى تحقيق هدفه: صاحب عزيمة، وثابت العَزْم: الحازم.
أولو العزم اصطلاحاً: هم الأنبياء والرسل الذين صبروا في سبيل الدعوة التي بعثهم الله بها أكثر من غيرهم من الأنبياء والرسل، وجدُّوا في سبيل ذلك لإعلاء كلمة الله ولإنجاح دعوتهم، وقد اعتبر كثيرٌ من العلماء أنبياء الله ورسله جميعهم أصحاب عزيمة وهمّه في سبيل الدّعوة والتّبليغ، ولكن هناك عددٌ من هؤلاء الرّسل والأنبياء تميزوا عن باقي الأنبياء والرسل، فاجتباهم الله تعالى وميّزهم عن غيرهم، وحقيقة التّفضيل هذه ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في كتابه حين قال جلّ من قائل: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ..).