يحيي العالم بعد غد الأثنين اليوم الدولي للقضاء علي الفقر 2016 تحت شعار" الخروج من دائرة المهانة والإقصاء إلى أفق المشاركة: القضاء على الفقر بجميع مظاهره".
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في رسالته بالمناسبة " لقد شارفنا على نهاية العام الأول من بداية تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 " وهذه الخطة بأهدافها 17هي عبارة عن رؤية عالمية لتحقيق السلام والرخاء والكرامة لجميع البشر فوق كوكب سليم، ولا يمكن تصور بلوغ هذا الهدف دون تحقيق الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة ألا وهو القضاء على الفقر بجميع مظاهره.
وأضاف بان كي مون أن هناك في الوقت الراهن زهاء بليون شخص ممن يعيشون في فقر مدقع وأكثر من 800 مليون آخرين يعانون ويلات الجوع وسوء التغذية، غير أن الفقر ليس يقاس بقلة الدخل فحسب، وإنما يتجلى في قلة الاستفادة من الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية، كما يتجلى في الأغلب في الحرمان من حقوق الإنسان الأساسية الأخرى أو انتهاكها.
وأشار الامين العام الاممي إلى أن الفقر هو سبب للتهميش والإقصاء الاجتماعي ونتيجة لهما في آن معا، ولكي نفي بوعد خطة عام 2030 ألا يترك أي أحد خلف الركب، وإن علينا أن نتصدى للمهانة التي يتجرع كأسها الفقراء وللإقصاء الذي يتعرضون له.
ولفت إلى أن من واجب الحكومات والمجتمعات قاطبة أن تتصدى لأوجه التفاوت الاجتماعي والاقتصادي وأن تيسر لجميع الأشخاص الذين يعانون الفقر فرصة العمل لكي يعينوا أنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم المحلية على بناء مستقبل أكثر عدلا واستدامة ورخاء للجميع.
الخروج من دائرة المهانة والإقصاء إلى أفق المشاركة: القضاء على الفقر بجميع مظاهره
وهو الشعار الذي اختير للاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر هذا العام وتضمنته رسالة بان كي مون في هذه المناسبة حيث دعا ضرورة الإصغاء لأصوات الفقراء والاهتمام بمطالبهم والالتزام باحترام حقوق الإنسان المفروضة للبشر كافة .
ودعا أيضا إلى إنهاء المهانة والإقصاء الاجتماعي اللذين يقاسيهما الفقراء كل يوم بإشراكهم في الجهود العالمية من أجل القضاء على الفقر المدقع .
يشار الى ان بيانات البنك الدولي لعام 2016 ، اظهرت انخفاض نسبة سكان العالم الذين يعيشون في فقر مدقع إلى مستوى تاريخي بنسبة 9.6% عام 2015، مقابل 37.1% عام 1990.
فقد أظهرت التقديرات أن 702 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر العالمي المحدد في 1.90 دولار يوميا، وأن أغلبهم يعيشون في أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا.
وكانت الجمعية العامة قد اعتمدت القرار 196/47 في يناير عام 1992 ، يوم 17 أكتوبر يوما دوليا للقضاء على الفقر ودعت الدول إلى تخصيص ذلك اليوم للاضطلاع، حسب الاقتضاء على الصعيد الوطني، بأنشطة محددة في مجال القضاء على الفقر والعوز وللترويج لتلك الأنشطة.
ويرجع تاريخ الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر إلى يوم 17 أكتوبر من عام 1987، ففي ذلك اليوم اجتمع ما يزيد على 100ألف شخص تكريما لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع، وذلك في ساحة تروكاديرو بباريس، التي وقع بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. وقد أعلنوا أن الفقر يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان وأكدوا الحاجة إلى التضافر بغية كفالة احترام تلك الحقوق. وقد نقشت تلك الآراء على النصب التذكاري الذي رفع عنه الستار ذلك اليوم.
ويوجد واحد من تلك النماذج في حديقة مقر الأمم المتحدة وهو موقع الاحتفال السنوي بهذه الذكرى الذي تنظمه الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك.