أعلنت بغداد استعادة السيطرة على قضاء الرطبة بالأنبار، فيما أكد البنتاغون، بالتزامن مع دخول معركة الموصل يومها التاسع، تحرير قرابة 800 كيلومتر مربع من مساحة الموصل حتى الآن
ووصفت وزارة الدفاع الأمريكية، خلال مؤتمر صحفي، المرحلة الأولى من عملية تحرير المدينة المستمرة منذ يوم الاثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول، بأنها كانت انطلاقة جيدة. وأضاف البنتاغون أن المعركة تسير وفق الخطط المعدة مسبقا، وشدد على أن المستشارين الأمريكيين في العراق يعملون بتنسيق وثيق مع القوات العراقية.
وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون أمريكيون، تحدثوا للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن المعارك ستزداد شراسة وصعوبة مع تقدم القوات نحو مركز مدينة الموصل، متوقعين تباطؤ وتائر العمليات العسكرية تدريجيا.
وكانت القوت العراقية التي قوامها زهاء 90 ألفاً من عناصر الجيش الحكومي ومقاتلي البيشمركة الكردية والفصائل غير النظامية، قد أعلنت عن تحرير 78 قرية وقتل ما يصل إلى 800 مسلح من تنظيم "دتعش" الارهابي بعد مرور أسبوع على انطلاق العملية.
من جهته يقوم تنظيم "داعش" الإرهابي بخوض تكتيكيات الحرب غير المتناظرة(على مستوين مختلفين) لصد الهجمات على مواقعه، وهو يلجأ بكثافة إلى العمليات الانتحارية، ويستخدم الأنفاق التي حفرها في العديد من مناطق مدينة الموصل منذ فرض سيطرته عليها في يونيو/حزيران عام 2014.
ولمدة أيام، عانى السكان المحليون والمشاركون في عملية تحرير الموصل، من الدخان السام الذي نتج عن إحراق "داعش" مصنعا للكبريت في منطقة المشراق قرب الموصل. وحسب التقارير، لقي شخصان على الأقل مصرعهما جراء التسمم بالغازات المنبثقة عن المصنع المحترق، فيما تلقى المئات العلاج في المستشفى القريب بعد أصابتهم بالاختناق ومشاكل مختلفة في الجهاز التنفسي، إذ اتسعت رقعة الأراضي التي غطتها الغازات السامة المختلطة بالدخان الأسود الناجم عن إضرام "داعش" للنيران في آبار النفط القريبة، لتشمل مناطق على بعد 5 كيلومترات من محيط المصنع.
وفي المناطق التي تحررها القوات العراقية من أيدي "داعش"، يتم الكشف عن الدمار الذي تركه الإرهابيون على هذه الأراضي ذات التاريخ العريق.
وفي ناحية برطلة شرق الموصل، سجلت الكاميرات دمارا واسع النطاق لحق بكنيسة مارت شموني للسريان الأرثوذكس.
وفي هذه الناحية، أعلن الجيش العراقي يوم الاثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول عن تحرير 4 قرى، هي خزنة وخزنة تبة وطرب زاوة والموفقية وطهراوة، من أيدي الإرهابيين ورفع العلم العراقي فوقها.
ومع اقتراب القوات المتحالفة من الموصل، يشن التنظيم هجمات مفاجئة في أجزاء أخرى من البلاد. وكان الهجوم الأعنف قد استهدف منذ يومين، قضاء الرطبة في محافظة الأنبار على بعد مئات الكيلومترات من مدينة الموصل.
وأكد محافظ الأنبار صهيب الراوي، يوم الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول، تحرير قضاء الرطبة بالكامل. وأضاف الراوي أن "القوات الأمنية رفعت العلم العراقي فوق المبنى الحكومي للقضاء".
وجاء هذا التأكيد بعد أن أعلنت خلية الإعلام الحربي، أن قيادة عمليات الأنبار فرضت سيطرتها الكاملة على قضاء الرطبة.
من جانب آخر، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية قولها إن مسلحي "داعش" تمكنوا من توسيع رقعة سيطرتهم في مدينة الربطة خلال معارك جرت بالليل. وأوضحت المصادر أن المسلحين يسيطرون على نصف المدينة بعد أن كانوا يسيطرون على ثلثها.
وفي شأن ذي صلة، تحدثت مصادر أمنية في العراق، عن وجود مخطط إرهابي لمهاجمة محافظة كركوك مجدداً بـ300 انتحاري، وذلك بعد إحباط هجوم شنه تنظيم "داعش" على كركوك فجر يوم الجمعة الماضي في محاولة لفرض السيطرة على مناطق عدة. أسفرت الأحداث الدموية في المحافظة عن مقتل وإصابة العشرات.
المصدر: وكالات