متن ابن عاشر الموسوم بـ"المرشد المعين" هو فعلاً معين وثمين في آن لاختصار عبارته وسهولة أسلوبه ووضوح الأحكام الواردة فيه على مذهب مالك. لقد عرف هذا الكتاب على صغر حجمه رواجاً بين العلماء والمتعلمين خاصة في بلدان المغرب الغربي الذي أقبلوا عليه حفظاً وشرحاً.
وقد بلغ اهتمام أهل تونس بهذا الكتاب إلى درجة أن جعلوه من بين الكتب المقررة لطلاب جامع الزيتونة المعمور في السنة الأولى من دراستهم. ومما يسترعي الانتباه في هذا المختصر الذي يكاد يكون الوحيد من بين المختصرات كلها -باستثناء الرسالة- الذي اهتم بجوانب ثلاثة في آن،
وهي الجانب العقدي إذ خصص له المصنف حوالي الربع الأول من الكتاب تناول فيه علم التوحيد وصفات الخالق، ثم الجانب الفقهي ا لذي تعرض فيه لأحكام الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج بأسلوب مختصر وواضح، رغم ذكر بعض الأقوال المتعددة بالحكم الواحد إذا تساوياً في الظهور فيقول "قولان" ثم الجانب الثالث الأخير الذي اهتم فيه بمبادئ التصوف. ولعل هدفه من ذلك هو مساعدة المتلقي على تزكية النفس.
وقد حاول المحقق محمد صالح العسلي قدر المستطاع في هذه النشرة الجديدة المهذبة والمبوبة والمفهرسة أن تمون وفياً للمؤلف في توخيه التسهيل على المتعلمين، فعمد إلى اختصار أغلب الإشارات النحوية والصرفية في هذا المختصر إلا ما دعت إليه الضرورة، قناعة منه بأن ذلك سيجنب القارئ الخوض في علم آخر خارج عن علم الفقه وهو علم النحو الصرف.
http://ia800308.us.archive.org/24/it..._ibnACHIIR.pdf