من أنا ومن أنت
دعوة و رجاء
دكتور كامل محمد محمد
كنا غائبين أنا وأنت يوم قال رسولنا عليه السلام للحشد الهائل فى حجة الوداع، للعالم وغير العلم، للرجال والنساء ، للشيوخ والشباب، أقول كنا غائبين عندما قال رسولنا لصحابته: " أَلَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ مِنْكُمْ الْغَائِبَ.."... وبلغ الصحابة رضوان الله عليهم لمن كان غائباً عن المكان ولمن كان غائباً عن الزمان
وسمعتُ أنا قول الرسول عليه السلام:" تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ وَيُسْمَعُ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْكُمْ"..... فسمعتُ أنا وسمعتَ أنت.
ثم اختلفنا!
فاتبعتُ أنا مذهب زيد؛ واتبعتَ أنت مذهب عمرو؛ ثم ماذا؟
مذهب زيد: نزكى الغنم المعلوفة وقال عمرو: لا نزكيها.
زيد قال: نخرج زكاة الفطر بالقيمة؛ وعمرو قال: لا يجوز.
قرأت أنا وأنت كتاب ربنا؛ أليس كتابنا واحد!
قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الذى قَرَأَتْه الصحابة والتابعون وجميع المسلمين فى كافة بقاع الأرض وفى كل الأزمان.
سمعنا قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [النساء: 59] ويقول تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} [النور: 63]
فقلتُ أنا وقلتَ أنت: سمعاً وطاعةً. هل بوسعنا أو وسع مسلم أن يقول غير هذا؟
فالحمد لله اتفقنا مرة أُخرى وذهبنا نستقى الحكم الفصل من الكتاب وصحيح السنة كما أمرنا ربنا جلَّ وعلا؛ ولكن للأسف أخذنا معنا فى تلك الرحلة كتب الأصول ؛ فاختلفنا مرة أُخرى لأن قواعد الأُصول مستمدة من قواعد اللغة والمنطق؛ واللغة العربية، يعلم الجميع أن النص الذى لا يحتمل التأويل يكاد ينعدم أو يندر فيها.
فاختلفنا مرة أُخرى؛ والأمر من الله سبحانه ألا نختلف؛ ووعدُ ربنا سبحانه أن نجد فى القرآن وصحيح السنة ما يزيل الإختلاف!
تُرى يا أخى ماذا نفعل؟
فهل يا أخى من طريق إلا البحث عن السبيل الذى رسمه لنا رسولنا عليه السلام، فهو الذى يبين لنا أى أساليب العرب نأخذ، وكيف نقرأ النصوص بطريقة تجنبنا الاختلاف.
هذا يا أخى رجاء ودعوة لطاعة ربنا بالرد إليه وإلى الرسول، والله من وراء القصد وهو الهادى سواء السبيل.