أُصول لما بعد الأُصول
لغير المتخصصين
تأليف
دكتور كامل محمد محمد
مقدمة
أصول الفقه عبارة عن قواعد وقوانين أو قل برنامج يستخدمه الفقيه أو العالم ليستخرج أحكام الحلال والحرام من القرآن والسنة.
العلماء استمدوا تلك القواعد من اللغة العربية، ولكن المشكلة أن اللغة العربية لها أساليب كثيرة وقد تتحدث بالكلمة وتقصد بها شيئ آخر؛ وقد تقول الكلمة تقصد بها كلام كثير، الخلاصة أن العلماء عندما استخدموا تلك البرامج أو القواعد اختلفوا اختلافاً كثيراً، وكل عالم مُحِقٌ فيما ذهب إليه، فاللغة العربية تسمح بهذه الخلافات فى فهم أى نصّ.
المشكلة انتقلت لبعدٍ آخر؛ فربى جلَّ وعلا يأمرنا بعدم الإختلاف ويأمرنا سبحانه وتعالى بأننا إذا اختلفنا أن نرجع للقرآن والسنة؛ وطبعاً وبلا أدنى شك لابد أن يكون فى نصوص القرآن والسنة ما ينهى هذا الخلاف.
ربى سبحانه وتعالى أنزل القرآن تبياناً لكل شيئ، وأنزلة باللغة العربية، وأرسل رسولنا عليه السلام ليبين لنا الذى نختلف فيه ويبين لنا ما أنزله ربى إلينا.
رسولنا عليه السلام تركنا على طريق واضح ليله كنهاره لا يزيغ عنه إلا هالك.
المشكلة أصبحت أكثر وضوحاً؛ نبحث فى آيات الكتاب وصحيح السنة عندما نجد أى اختلاف بين العلماء؛ فلا يمكن أن يكون الشيئ حلالاً حراماً فى نفس الوقت.
طبعاً لا يمكن أن نستخدم قواعد أُصول الفقه وإلا اختلفنا مرة أُخرى؛ ولكن بالتأكيد؛ لوعد ربنا لنا سوف نجد أحاديث تبين لنا كيف نفهم النصوص بطريقة سهلة واضحة تقينا هذا الاختلاف.
هذا ما أدعو إليه؛ والله من وراء القصد وهو الهادى للسبيل.
تساءلتُ يوماً لما نختلف؟..فقال الرفاق هذا قدر
فقلتُ أُساءل من قد سلف... فقالوا جميعاً أيضاً قدر
فقلتُ أُراجع آى الكتاب...وجدتُ الكتاب يقول:الحذر
جلستُ طويلاً أُناجى الرفاق .. وأرفع صوتى ألا ننزجر
ألم يأمركم رب العباد ...... برد النزاع قالوا : أمر؟
فقال الرفاق بصوت جهور:
القرآن نزل بلسان العرب؛ ولسان العرب يسمح بهذا الاختلاف! أليس كذلك؟ ألم تتحدث العرب بالكلمة تقصد غيرها؟ ألم تتحدث بالعام تريد به الخاص وتتحدث بالخاص تريد به العام؟
فقلتُ: أجل
أذهب نيابة عن طلاب العلم أناقش تلك اللغة التى وضعها ربى جلَّ وعلا {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}
فقالتْ يا هذا: وُضِعْتُ وربُك لا يُسأَلُ
فقلتُ لها ألا تستحى ....فشكر الإله: تزيلى الشرر
فقالتْ يا هذا سَلْ من سلف فقومك تناسوا كل الخبر
كتابك يبين ما قد نزل....... نزل بلسانى ففيه العبر
فإن تختلف فأنت السبب... لما لا تُساءل ذاك الأثر
وهذا رسولك رسول البشر.. يبين لكم ما قد سُطِر
فنص الكتاب وتبيانه وعزم الرجال يُزيل الخطر
فعدتُ أدراجى أُناشد قومى لوضع أُصول لما بعد الأُصول