فتح الأمين العام لجبهة التحرير الوطني المجال لما يُسميه بـ"الشخصيات المعروفة"، ضمن تشكيلة اللجان الولائية للانتخابات التشريعية، ويفيد مصدر من الحزب بأن هؤلاء هم القيادات والمناضلون الرافضون للممارسات داخل الحزب، حيث يحاول ولد عبّاس إقحامهم في الاستحقاق المقبل عبر القسمات التي ينتمون ويناضلون فيها، وهو ما يصر عليه "الطبيب" خلال خرجاته الإعلامية، بينما قال قاسى عيسي إن ولد عباس يطبق خارطة طريق الرئيس في الأفالان.
وأعلن جمال ولد عباس، أول أمس، عن تشكيلة اللجان الخاصة بالانتخابات التشريعية في جميع المستويات، الأولى تخص اللجنة الوطنية للانتخابات التشريعية التي تتكون من أعضاء المكتب السياسي، أعضاء الحكومة المنتمين للحزب، أعضاء اللجنة المركزية، أعضاء البرلمان بغرفتيه وأمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية للحزب.
واللافت في تشكيلة اللجان ما جاء في صلب اللجنة الولائية للانتخابات، فعلى غرار أعضاء اللجنة المركزية المقيمين بالولايات، وأعضاء البرلمان بغرفتيه، وأمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية للحزب، وأعضاء مكاتب المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية للحزب ورؤساء المجالس الشعبية الولائية، فقد أدرج ولد عبّاس في هذه اللجنة من يصفهم بـ"الشخصيات المعروفة"، دون تحديد أو ذكر هوياتهم.
وأفاد مصدر من الحزب بشأن "الشخصيات المعروفة"، بأنّهم "المناضلون الرافضون لممارسات داخل الجبهة، وأبرزهم عبد الرحمن بلعياط وعبد الكريم عبادة والعياشي دعدوعة وقاسة عيسي وعمار تو وعبد العزيز زياري ومحمد الصغير قارة وغيرهم". وأوضح المصدر بأن "هؤلاء يريد ولد عباس تكليفهم بمهام خاصة، استنادا إلى خبرتهم، كانت مسنودة إلى بعض أعضاء المكتب السياسي الذين لا يريد ولد عبّاس التعامل معهم في طليعتهم عبد اللطيف بوضياف وسليمة عثماني والصادق بوڤطاية وأبو الفضل بعجي، فيعوضهم بـ"الشخصيات المعروفة" ويتواصلون معه مباشرة، ومنهم عبد العزيز زياري الذي يراهن عليه ولد عباس لإعطائه لجنة المنتخبين.
وفي هذا الشأن، قال قاسة عيسي المناضل "الرافض لبعض الممارسات في الجبهة"، حسب ما يصف به نفسه، في اتصال مع "الخبر"، إن "ولد عبّاس هو أدرى بهوية الشخصيات المعروفة التي تحدث عنها، وكل ما يسعني الإدلاء به بأن اللقاء الذي جمعنا مع الأمين العام سجلنا فيه حسن النية على الأقل في الجانب الإجرائي، أما التطبيق على أرض الواقع فلم نر شيئا لحد الآن.
وأوضح عيسي: "لما يشدد ولد عباس على أن له مكتبا سياسيا ولجنة مركزية وبأنهما هيكلان منبثقان عن المؤتمر العاشر، فماذا على مستوى القواعد التي جرت فيها تعيينات مخالفة للقانون، وبالتالي، حسب وجهة نظرنا، أبلغناه حقيقة الوضع الحالي، فإذا ذهب بهذه الهيئات والوجوه إلى الحزب، فلن يحقق الحزب شيئا في الانتخابات القادمة".
ما الدور الذي تريدونه في الانتخابات المقبلة؟ سؤال يجيب عنه قاسة عيسي: "لم نقل إن ولد عباس يتصرف عشوائيا أو بطريقة غير مدروسة، وإنما نريد اتفاقا تاريخيا، التشريعيات المقبلة هي الأولوية، فالعقبة التي كانت تعرقلنا وهي عمار سعداني قد أزيحت من الطريق، وبالتالي أي دور لنا في الاستحقاقات القادمة لابد أن يكون في إطار نقاش مع ولد عباس، ولن نفرض عليه الإجراءات، كما أن الوقت لم يعد لصالح الجميع فلابد في ظرف 15 يوما أن تتضح كل الأمور حتى نتجاوز نكسة لا قدر الله".
منقول