[ سيجارة كادت تمسح حاسي مسعود من الوجود ]
شب الثلاثاء، حريق مهول بمنطقة النشاط بإرارة 18 كلم عن
عاصمة النفط حاسي مسعود في ورڤلة، تطلب تدخل مصالح
الحماية المدنية والشركات البترولية للسيطرة عليه، وذكرت
مصادر "الشروق" من عين المكان، أن سبب الحريق "سيجارة"
كادت أن تحدث كارثة بترولية بعاصمة النفط وسط حالة استنفار قصوى.
هرعت المصالح المختصة ممثلة في رجال المطافئ وأعوان الشركات
البترولية مصحوبين بمعدات ثقيلة وشاحنات وسيارات إسعاف،
وكل المستلزمات لتوقيف ألسنة اللهب التي أتت على حظيرة يملكها
أحد الخواص المعتاد على جمع بقايا الشركات البترولية، منها براميل
كيميائية وأنابيب نفط وخردة الحفارات النفطية وغيرها.
وقال مصدر من الحماية المدينة بحاسي مسعود، أن التفجيرات
المدوية ومصدرها البراميل المشبعة بالنفط فاق عددها 150 برميل
"شبيهة بالقنابل"، موجودة داخل ذات الحظيرة وسط أكوام من
المعدات كادت أن تحدث أزمة لولا يقظة رجال الزي الرمادي،
الذين سارعوا إلى تطبيق المخطط المشترك مع الشركات لإخماد
النيران ومنع وصولها إلى منشآت الشركات وحظائر يملكها الخواص
منها مركز مراقبة السيارات.
وتطلب التدخل السريع أكثر من نصف يوم مع تسخير 5 سيارات
إسعاف ومركبات و3 شاحنات كبيرة وصهاريج مياه للتغلب على
الحريق المهول، وكانت الحظيرة التي تقع بالجهة المذكورة المؤدية
إلى دائرة البرمة، قد شهدت حصارا لساعات طويلة من طرف
الشركاء منهم مؤسسات نفطية ومهندسون في البترول، فضلا عن
مختصين في الحرائق بغية احتواء الموقف.
وحسب التحقيق الأولي الذي باشرته مصالح الأمن، قد كشف
أن أحد العمال المكلفين بجمع و ترتيب البراميل وبقايا المواد
المجلوبة من الشركات قد رمى "سيجارة" عن طريق الخطأ
مما كلف خسائر كبيرة فاقت 2 مليار سنتيم، ولحسن الحظ
لم تسجل أية وفيات أوإصابات.
من جهة أخرى حذّرت مصالح الحماية المدنية الشركات من
عدم احترام معايير الوقاية خلال تسليم ونقل براميل تحتوي
على مواد خطيرة على صحة الإنسان والبيئة، ووضعها تحت
أشعة الشمس وفي أماكن قريبة من منابع النفط والتي
غالبا ما تزيد في تعقيد الأمور في حال نشوب هكذا حرائق.