الاستخارة اسمٌ، وهي في اللغة تطلق على طلب الخير في أيّ أمرٍ من الأمور،[1] أمّا الاستخارة في الاصططلاح؛ فهي الطلب من الله تعالى بالدعاء أو بالصلاة؛ لصرف الهمّة لما اختاره ويسّره للعبد، ودلّ إجماع العلماء على أنّ الاستخارة سنّةٌ، حيث إنّ العبد يتعرّض إلى عدّة أمور تُستشكل عليه، ممّا يجعله حائراً في تحديد واختيار الأمر الصواب؛ وحينئذٍ يكون اللجوء إلى الله تعالى هو المنجى من ذلك، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الاستخارة: (ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره).[2] كيفية صلاة الاستخارة يشرع للمسلم اللجوء إلى الله تعالى؛ ليختار وييسّر له الأمر الذي يحقّق له الخير والنفع، وروى الصحابي جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- علّم الصحابة -رضي الله عنهم- الاستخارة في جميع الأمور، وتبدأ الاستخارة بصلاة ركعتين بنيّة الاستخارة، على أن تكون الصلاة في غير الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، فإن أراد الاستخارة في أوقات النهي، فعليه أن يؤخّرها إلى ما بعد وقت النهي، إلا إذا فُوّت الأمر بالتأجيل، فتجوز الصلاة حينئذٍ بوقت النهي؛ وذلك لأنّ صلاة الاستخارة ذات سببٍ، وما كان ذا سببٍ يجوز فعله في أوقات النهي، أمّا إن أرادت المرأة الحائض الاستخارة مع عدم قدرتها على تأجيلها إلى ما بعد زوال الحيض، فيجوز لها أن تستخير بالدعاء فقط دون صلاة ركعتين، وبعد أن يصلّي المستخير ركعتين، يشرع في الدعاء الذي نصّ عليه الإمام البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (اللهم إني أستَخيرُك بعِلمِك، وأستَقدِرُك بقُدرَتِك، وأسألُك من فضلِك العظيمِ، فإنك تَقدِرُ ولا أَقدِرُ، وتَعلَمُ ولا أَعلَمُ، وأنت علَّامُ الغُيوبِ، اللهم إن كنتَ تَعلَمُ أنَّ هذا الأمرَ خيرٌ لي، في ديني ومَعاشي وعاقِبةِ أمري، أو قال: عاجِلِ أمري وآجِلِه، فاقدُرْه لي ويسِّرْه لي، ثم بارِكْ لي فيه، وإن كنتَ تَعلَمُ أنَّ هذا الأمرَ شرٌّ لي، في ديني ومَعاشي وعاقبةِ أمري، أوقال: في عاجِلِ أمري وآجِلِه، فاصرِفْه عني واصرِفْني عنه، واقدُرْ لي الخيرَ حيث كان، ثم أرضِني به).[3][4] ويجوز للمستخير الدعاء قبل السلام من الركعتين أو بعدهما، والدعاء قبل السلام أفضل؛ لأنّ أكثر دعاء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان قبل السلام، ويجوز لمن لا يتقن دعاء الاستخارة غيباً أن يقرأه من كتابٍ أو من ورقةٍ، ويكون الدعاء بخشوعٍ وتذللٍ وخضوعٍ لله تعالى، ولكنّ الأفضل الدعاء غيباً، وبعد ذلك يشرع المسلم بالعمل الذي استخار به الله تعالى؛ فإن كان الأمر خيراً يسّره له، وإن كان شراً صرفه عنه، ومن الجدير بالذكر أن الاستخارة لا تتوقف على المنام أو الرؤيا؛ إذ إنّه لا يوجد أي أصلٍ يدلّ على ذلك، فالبعض قد لا يرى أيّ منامٍ أو رؤيا بعد الاستخارة، كما يجب على المسلم قبل الاستخارة أن يفرّغ قلبه ونفسه من أيّ خاطرةٍ، واختلف العلماء في انشراح صدر المستخير، فقال بعض العلماء: إنّ الإقدام على الفعل ليس فيه تعلّقٌ بانشراح الصدر، إلا أنّ الإمام ابن حجر قيّد ذلك بما كان فيه هوى للنفس قبل الاستخارة، والبعض الآخر من العلماء قال بإقدام المسلم على الأمر الذي انشرح صدره له، بشرط ألّا يكون عنده هوى نفسٍ قبل استخارته، وإن احتاج العبد إلى تكرار الاستخارة أكثر من مرةٍ كرّرها، وليس في ذلك أيّ حرجٍ أو بأسٍ؛ لأنّ الاستخارة دعاءٌ، والدعاء ممّا يجوز تكراره وإعادته، وذلك إن لم يتبيّن الأمر الأفضل والأخير، إلا أنّ الاستخارة لا تمنع من استشارة أصحاب الرأي البليغ وأصحاب الحكمة، ومن الجدير بالذكر أنّ الاستخارة تُشرع في الأمور المباحة فقط؛ فلا تجوز في الأمور الواجبة والمندوبة والمكروه والمحرّمة؛ لأن الواجب على المسلم أن يؤدّي الواجبات ويترك المحرّمات.[4] فوائد من دعاء الاستخارة دلّ دعاء الاستخارة الذي نصّ عليه الحديث النبويّ عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على عدّة حِكمٍ وفوائد، ومن هذه الحِكم ما يأتي:[5] أهميّة نشر العلم بين الناس، وخاصّةً نشر الأدعية والأذكار وتحفيظها للناس؛ اقتداءً بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم. لم يدلّ الحديث النبويّ على اشتراط سورٍ معيّنة من القرآن الكريم في صلاة الاستخارة؛ فالقراءة في صلاة الاستخارة مطلقةٌ دون التقييد بسورةٍ ما. دلّ الحديث على أنّ العبد ضعيفٌ أمام قدرة الله تعالى؛ إذ إنّ العبد لا يملك أيّ أمرٍ له، سواءً أكان الأمر نافعاً أم ضاراً، كما أنّ ما يراه العبد خيراً له، ليس بالضرورة أن يكون كذلك لدينه وحياته. التوكّل على الله تعالى وتفويض جميع الأمور له، مع ضرورة الأخذ بالأسباب، التوجّه إلى الله تعالى بالدعاء والابتهال. أهميّة تعظيم الله تعالى؛ إذ إنّه أهل التعظيم. إثبات صفات الله تعالى، وخاصّة صفتي العلم والقدرة. حصول العبد على الطمأنينة والراحة والسكون، دون أيّ وهمٍ أو اضطرابٍ. تحقيق محبّة الله تعالى في قلب العبد، ثمّ يتحقّق الرضا بما يقدّره الله، ثمّ الطمأنينة. بيان أهميّة الصلاة في حياة المسلم. عبادة الله تعالى بتحقيق ألوهيّته، وذلك بقول: اللهم. قدّمت صفة العلم على صفة القدرة في الحديث النبوي؛ فالعبد يسأل الله تعالى بعلمه الخير، ثمّ تأتي قدرته على تيسير الخير.
جنس مترجم عربى *** اونلاين مجانى *** محارم مصرى *** اب ينيك بنته ينيك مرات ابوه زوج امها ينيكها
*** امهات نار افلام *** مصرى نسوان ممحونه متناكه ارقام بنات للنيك *** الراقصة دينا *** اكس موفيز