أن أسكت و ألتفت فجأة الى وجهة انسلت بين الزحام كالوشم في اللأمل...
يا صاحبي
الحشد بلغ الأعناق و المطر ينهمر على شوارع المدينة
فيخرجنا من دفء يحرك برودة الأعصاب و ينشر ثياب الحداد...
يا صاحبي
ظهر الرجل ينحني ليلتقط شيئا لم يره
بينما تتسع خطواته الى بركة الزيت ليلطخ نظره الطويل
و الأسف في شفتيه متمتما بأنه لم يعد يصلح لشيء الا ليباغت الريح...
يا صاحبي
رف القلب و لا تدري انه سيرمى مثله ذات يوم
بين كومة يلتفت إليها بحذر و عيون أطفأ فيها البصيص من عقل أحول
يا صاحبي
عندما تضحك فقد ضغطت على ال***د و سارت الهواجس
الى النهر لتمشط خصلات شعر ..و لأشرب نكبتي مطرا حلوا,عوض شفتيك تنهب حصادي...
يا صاحبي
يطاردني الحزن في هدأت الليل بالوميض القاتل ليملم أشلاء
تطرز زهور البنفسج لتطعم طيور الصباح
التي تحط أمام امتدادك الى جنون الغصون البليلة
و تحط هي , في موضعي بلا ضجة لتشاكسني بالغناء الجميل على سلم الصمت الذي ينهب ذاكرة مملكتي.
يا صاحبي
أنشد الرغبة ثم أبغي المزيد , ثم اذا حضنت تاج الهدهد
صرت ملكا يعدل بعكاكيزه مراسيم و أوامر ثم أمضي بين الشياه.
يا صاحبي
تأسرني ثم تقتفي سريان حروفي بصمتك الرائع و تحن الى رصد البوح الذي تراجع فيه ما تشتهيه من عصر الزهر تعبر به الى... ساعة.. تتمنى أن لا تنتهي.