بســـم الله الرحمـــن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركـــاته
الأصول الثلاثة
لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهابرحمه الله تعالى
الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يتعلّم ثلاثة أصول وهي معرفة ربّه ودينه ونبيّه.
الأصل الأول
* إذا قيل لك مَن ربّك؟
فقل ربّي الله الذي ربّاني بنعمته وخلقني من عدم إلى وجود، والدليل قوله تعالى: {إنّ الله ربّي وربُّكم فاعبدوه هذا صراطٌ مستقيم}.
* وإذا قيل لك بأي شيء عرفت ربّك؟
فقل: عرفته بآياته ومخلوقاته، فأمّا الدليل على آياته قوله تعالى: {ومِن ءاياته الليل والنهار والشمس والقمر، لا تسجدوا للشمس ولا للقمر، واسجدوا لله الذي خلقهنّ إنْ كتنم إياه تعبدون}.
ودليل مخلوقاته قوله تعالى: {إنّ ربّكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستّة أيام ثمّ استوى على العرش. يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مُسخّرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}.
* وإذا قيل لك لأي شيء خلقك الله؟
فقل: خلقني لعبادته وطاعته واتّباع أمره واجتناب نهيهودليل العبادة قوله تعالي : {وما خلقتُ الجنّ والإنسَ إلاّ ليعبدون. ما أريد منهم مِن رزق وما أريد أن يُطعمون. إنّ الله هو الرزّاق ذو القوة المتين}
ودليل الطاعة قوله تعالىك {يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فرُدّوه إلى الله والرسول}. يعني كتاب الله وسنّة نبيه.
* وإذا قيل لك أي شيء أمرك الله به ونهاك عنه؟
فقل: أمرني بالتوحيد ونهاني عن الشرك، ودليل الأمر قوله تعالى: {إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون}.
ودليل النهي عن الشرك قوله تعالىك {إنّ الله لا يغفر أنْ يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومَن يُشرِك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}.
الأصل الثاني
* إذا قيل لك ما دينك؟
فقل: ديني الإسلام وهو الإستسلام والإذعان والإنقياد إلى الله تعالىوالدليل قوله تعالى: {إنّ الدين عند الله الإسلامومَن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.
وهو مبني على خمسة أركان، أولها شهادة أنْ لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت مَن استطاع إليه سبيلا.
فأما دليل الشهادة، قوله تعالى: {شهِد اللهُ أنّه لا إله إلاّ هو والملائكةُ وأولو العِلم قائما بالقسط لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم}.
ودليل أنّ محمدا رسول الله، قوله تعالى: {ما كان محمدٌ أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيّين}.
ودليل الصلاة قوله تعالى: {إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا}.
ودليل الزكاة قوله تعالى: {خُذ من أموالهم صدقة تُطهّرهم وتزكّيهم بها وصلِّ عليهم إنّ صلاتك سَكَنٌ لهم}.
ودليل الصيام قوله تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلّكم تتّقون}.
* وإذا قيل لك: الصيام شهر؟
فقل نعم، والدليل قوله تعالى: {شهرُ رمضان الذي أُنزل فيه القرءان هُدىً للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصُمه}.
وإذا قيل لك الصيام في الليل أو في النهار؟
فقل: في النهار، والدليل قوله تعالى: {وكُلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيطُ الأبيض من الخيطِ الأسود من الفجر ثمّ أتمّوا الصيام إلى الليل}.
ودليل الحج قوله تعالى: {ولله على الناس حجّ البيت مَن استطاع إليه سبيلاً ومَن كفر فإنّ الله غنيٌّ عن العالمين}.
* وإذا قيل لك ما الإيمان؟
فقل: أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرّه من الله تعالى، والدليل قوله تعالى: {ءامن الرسول بما أُنزل إليه مِن ربّه والمؤمنون كلٌّ ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نُفرّق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير}.
ودليل القدر قوله تعالى: {إنّا كلَّ شيء خلقناه بقدر}.
* وإذا قيل لك ما الإحسان؟
فقل: أن تعبد اللهَ كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، والدليل قوله تعالى: {إنّ الله مع الذين اتّقوا والذين هم محسنون}.
* وإذا قيل لك منكر البعث كافر؟
فقل: نعم، والدليل قوله تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يُبعثوا قُل بلى وربّي لتبعثنّ ثمّ لتنبّؤنّ بما عمِلتم وذلك على الله يسير}.
الأصل الثالث
* إذا قيل لك مَن نبيّك؟
فقل: محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من كنانة، وكنانة من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل، وإسماعيل من إبراهيم، وإبراهيم من نوح، ونوح من آدم، وآدم من تراب، والدليل قوله تعالى: {إنّ مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون}.
* وإذا قيل لك من أول الرسل؟
فقل: أولهم نوح، وآخرهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وآله وسلموالدليل قوله تعالى: {إنّا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنّبيّين من بعده}.
* وإذا قيل لك بينهم رسل؟
فقل: نعم، والدليل قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمّة رسولاً أنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
* وإذا قيل لك أمحمد بشر؟
فقل: نعم، والدليل قوله تعالى: {إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إلي أنّما إلهكم إلهٌ واحد فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا ولا يُشرك بعبادة ربه أحدا}.
* وإذا قيل لك أمحمد عبد؟
فقل: نعم، والدليل قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}.
* وإذا قيل لك كم عمره؟
فقل: ثلاث وستون سنة، أربعون منها قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبيّ ورسول. نُبِّئ بإقرأ، وأُرسل بالمدثر، وخرج على الناس فقال: {يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا}. فكذّبوه وآذوه وطردوه وقالو ساحر كذاب، فأنزل الله عليه: {وإن كنتم في ريْب ممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين}. بلده مكّة، وولد فيها وهاجر إلى المدينة، وبها توفي ودُفن جسمه، وبقي علمه، نبي لا يُعبد، ورسول لا يُكذّب، بل يُطاع ويتبع، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين