اخترقت إشارة النصر بالأربعة أصابع التي ترمز إلى اعتصام "رابعة العدوية" الحدود الجغرافية والاجتماعية والنفسية والإلكترونية، فغزت أعماق البحار، وارتفعت في صحن الكعبة المشرفة بمكة المكرمة وفي محيط المسجد الأقصى بالقدس الشريف.. ولوح به العروسان في أفراحهم واللاعبون في المباريات.. وصار أيقونة يرفعها علماء ودعاة وأكاديميون، يتزايد عددهم يوما بعد يوم، عبر حساباتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وباتت "إشارة رابعة" رمزا لمؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي ومناهضو الانقلابات العسكرية في العالم منذ أن فضت قوات من الجيش والشرطة يوم 14 أغسطس/ آب الماضي اعتصام لمؤيدي مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بالقاهرة؛ مما أسقط آلاف القتلى والجرحى، وفجر موجة عنف في الكثير من المحافظات، أوقعت المزيد من القتلى والجرحى.
وغزا رمز "رابعة" المظاهرات والحياة الاجتماعية والفعاليات الرياضية و صفحات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، بعد قيام رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" في نشر هذا الرمز عن طريق الإشارة بأصابعه الأربعة خلال خطاب جماهيري ألقاه في 17 أغسطس/ آب الجاري في مدينة بورصة شمال غرب تركيا.
وبدأ نشطاء على موقع التواصل الاجتماع تويتر، لا يكتفون فقط برفع الرمز بديلا عن صورهم الشخصية أو مضافا إليها، بل باتوا يوثقون بالصور أهم المناسبات والمواقع التي يرفع فيها رمز رابعة.
وتداول نشطاء على "تويتر" صورة لسيدة تلوح برمز رابعة في الحرم المكي، فيما أمسكت بيديها ورقة كتب عليها أنها تؤدي عمرة عن أسماء نجلة القيادي الإخواني محمد البلتاجي التي قتلت خلال فض اعتصام رابعة.
كما تم تداول صور لشباب فلسطيني يلوح برمز رابعة في محيط المسجد الأقصى، وأخرى لغواص بيديه علم يحمل رمز رابعة في أعماق البحار.
ورصدت الأناضول آلافا من نشطاء فيسبوك وتويتر استبدلوا صورهم الشخصية بصورة أردوغان رافعا يده بإشارة رابعة، فيما وضع آخرون إشارة اليد الممدودة بالأصابع الأربعة بخلفية صفراء وكتب تحتها اسم رابعة بالأحرف اللاتينية.
وطور آخرون الفكرة باستخدام تطبيق خاص يمكن مستخدم شبكات التواصل الإجتماعي من إضافة رمز رابعة الى صورته الشخصية.
كما تداول ناشطون صورا للاعبين في الدوري التركي لكرة القدم وهم يرفعون أصابعهم برمز رابعة بعد كل هدف يسجلونه، وتداول صورهم كثير من الناشطين المؤيدين للشرعية ولعودة مرسي والمنددين بالمجازر الوحشية بحق المعتصمين في الأيام الماضية.
وكذلك صورة اللاعب المالى ، عمر كانوتيه ، الذي وضع صورة له على تويتر وهو يلوح بشعار رابعة، وكتب على حسابه الشخصى على تويتر: " أدين الانقلاب العسكرى ومذابح المتظاهرين، لابد من وقف الجرائم العسكرية، وأنا ضد سياسة الكيل بمكيالين".
كما تزايد عدد الدعاة والأكاديميين والكتاب الذين وضعوا إشارة رابعة عبر حساباتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إما بديلا عن صورهم الشخصية أو مضافا إليها.
وأضحى من بين من يضع الرمز كل من: الناشطة اليمنية، توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام ، والناشط السياسي والأكاديمي الفلسطيني البريطاني، عزام التميمي، مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي بلندن.
وكذلك الداعية والكاتب الكويتي عبد الحميد البلالي، والكاتب القطري عبد العزيز المحمود وعبدالله العذبة مدير تحرير صحيفة العرب القطرية، والكاتب والأكاديمي السعودي صنهات بدر العتيبي، والكاتبة والقاصة السعودية نوف علي المطيري، والكاتب والمحلل السياسي السوري ياسر سعد الدين، ومحمد الصالحي رئيس تحرير صحيفة مأرب برس اليمنية.
وسبق أن رفع علماء ودعاة وأكاديميون إشارة النصر بالأربعة أصابع التي ترمز إلى اعتصام "رابعة العدوية" في مصر عبر حساباتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وكان من أبرز من استخدم الرمز: علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والداعية السعودي سلمان العودة والداعية والمفكر الكويتي طارق السويدان والداعية المصري فاضل سليمان.
وكذلك نبيل علي العوضي، رئيس رابطة دعاة الكويت، الذي قام أيضا بنشر رابط فيديو لخطاب أردوغان الذي رفع فيه رمز رابعة مترجما إلى اللغة العربية.
ومن بين من رفع "رمز رابعة" أيضا في صفحاته الشخصية كل من الأكاديمي الموريتاني محمد المختار الشنقيطي الأستاذ المشارك بمركز التشريع الإسلامي والأخلاق التابع لكلية الدراسات الإسلامية بقطر، وأحمد بن راشد بن سعيد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود بالرياض، والكاتب والأكاديمي السعودي محمد الحضيف.
وأثار فض قوات الجيش والشرطة لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة موجة انتقادات واسعة حول العالم.
وفي خطاب له عقب فض الاعتصامين، رفع أردوغان، علامة النصر بأصابع يده الأربعة مؤكدا أن ميدان "رابعة العدوية" أضحى رمزا لكل الرافضين للانقلاب الذي أطاح بمحمد مرسي أول رئيس مصري مدني منتخب في تاريخ البلاد.
وفي أعقاب ذلك، انتشر "رمز رابعة" على نطاق واسع، حيث قام الجمهور الذي حضر للاستماع إلى كلمة أردوغان، برفع اللافتات التي كانت معهم وعليها علامة النصر التي رفعها أردوغان بيده.كما قام لاعبان تركيان من لاعبي كرة القدم ("أَمْرَه بل أوزأوغلو"، لاعب فريق نادي فنربهتشه، و"سرجان قايا"، لاعب فريق ريزه سبور)، في مبارتين لفريقيهما، اُجريتا السبت الماضي، بالتلويح بعلامة "النصر" بأربعة أصابع بدلا من اثنين، في إشارة إلى ميدان رابعة العدوية.
كذلك نظم أنصار مرسي وآخرون رافضون للتعامل الأمني مع الاحتجاجات، مسيرات ووقفات احتجاجية خاطفة في عدة محافظات غلب عليه استخدام رمز "رابعة العدوية".
وفي المقابل يرفع مؤيدو وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي الذي عزل مرسي في 3 يوليو/ تموز الماضي في أي مسيرة تأييد لهذا العزل علامة النصر التقليدية وهي عبارة عن إصبعين.
المصدر : الصحوة نت