فَتاةٌ لَها عِندي دَخيلُ كَرامَةٍ ** وَساعِفُ حُبٍّ مِن طَريفٍ وَمُتلَدِ
أَهيمُ بِكُم يا حَمدَ إِن كُنتُ خالِياً ** وَأَنتِ حَديثُ النَفسِ في كُلِّ مَشهَدِ
وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ مَنِيَّتي** مَوَدَّتُكُم يَوماً وَكُنتُ بِمَرصَدِ
وَلِلقَلبِ وَسواسٌ مِنَ الحُبِّ يَغتَدي** وَرائِحُ رَوعاتِ الهَوى المُتَرَدِّدِ
وَكُلُّ خَليلٍ بَعدَ عَينِكِ عَينُهُ** سَتُنكِرُني إِلّا بَقايا التَجَلُّدِ
تَضَمَّخُ بِالجادي إِذا ما تَرَوَّحَت ** وَتَدوى إِذا قالَت إِلى كِنِّ مَسجِدِ
ذا قُلتُ أَوفي العَهدَ قالَت وَأَعرَضَت** سَتُدرِكُ ما قَد فاتَكَ اليَومَ في غَدِ
فَلَم تَرَ عَيني مِثلَها يَومَ عُطِّلَت ** سِوى حَلي خَلخالٍ وَقُرطٍ وَمِعضَدِ
أَسيلَةُ مَجرى الدَمعِ مَهضومَةُ الحَشا ** كَشَمسِ الضُحى حَلَّت بِبُرجٍ وَأَسعَدِ
تَكادُ إِذا قامَت لِشَيءٍ تُريدُهُ** تَميلُ بِها الأَردافُ ما لَم تَشَدَّدِ
وَقَد نَسِيَت عَهدَ الصَفاءِ وَلَم أَزَل ** عَلى ذُكَرٍ مِنها أَروحُ وَأَغتَدي
يُمَوِّتُني شَوقي وَتُحيينِيَ المُنى ** فَلَستُ بِحَيٍّ في الحَياةِ وَلا الرَدي
وَما كانَ ما لاقَيتُ مِن وَصلِ غادَةٍ ** وَهِجرانِها إِلّا بِما قَدَّمَت يَدي
فَلَمّا رَأَيتُ الحُبَّ لَيسَ بِعاطِفٍ ** هَواها وَلا دانٍ لَها بِتَوَدُّدِ
أَخَذتُ بَكَفَّيَّ النَدامَةَ راجِعاً** وَأَيقَنتُ أَنّي عِندَها غَيرُ مُوَطَدِ
عَشِيَّةَ زادَتني الزَيارَةُ فِتنَةً **فَأَقبَلتُ مَحروماً بِها لَم أُزَوَّدِ
وَقَد عَلِمَت حَمّادَةُ النَفسِ أَنَّني ** إِلى نائِلٍ لَو نِلتُ مِن وِردِها صَدِ
وَأَنَّ الهَوى إِن لَم تَرُح لي بِزَفرَةٍ ** يَكونَ جَوىً بَينَ الجَوانِحِ مُغتَدِ