زَفَرَاتُ سَجِيْن
شعر\ عيسى جرابا
3\7\1426هـ
سَجِيْنٌ كَمْ تَضِيْقُ بِهِ هُمُوْمُهْ!
تَغَشَّاهُ الدُّجَى فَهَوَتْ نُجُوْمُهْ
يُكَفْكِفُ أَدْمُعاً حَرَّى وَيَخْشَى
عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَ, وَمَنْ يَلُوْمُهْ؟
كَمُنْتَصِرٍ يَحُثُّ خُطَاهُ لَكِنْ
تَعُوْدُ بِهِ كَمُنْهَزِمٍ كُلُوْمُهْ
تُخَاتِلُهُ الظُّنُوْنُ فَلَيْسَ يَدْرِي
أَعُوَّدُهُ الأَحِبَّةُ أَمْ خُصُوْمُهْ؟
يُفَتِّشُ فِي الـحَنَايَا عَنْ بَقَايَا
مُعَتَّقَةٍ يَنُوْحُ بِهَا وُجُوْمُهْ
وَمِنْ نَزْفِ الأَمَانِي فِي الـمَآقِي
تَلَظَّى الأُفْقُ وَاحْمَرَّتْ غُيُوْمُهْ
يَبِيْتُ يُلَمْلِمُ الذِّكْرَى طُيُوْفاً
وَيَغْرِسُهَا, جَنَاهُ بِهَا هُمُوْمُهْ
كَأَنَّ بِقَلْبِهِ الصَّادِي هَجِيْراً
إِذَا مَا اشْتَدَّ تَلْفَحُهُ سُمُوْمُهْ
وَلِلشَّكْوَى سِيَاطٌ حَارِقَاتٌ
وَمِنْ دَمِهِ تَعُبُّ, وَكَمْ تَسُوْمُهْ!
أَيَصْدَحُ بُلْبُلٌ وَالرَّوْضُ قَفْرٌ
تَصَحَّرَ وَجْهُهُ وَذَوَتْ كُرُوْمُهْ؟!
سَجِيْنٌ أَمْ طَلِيْقٌ كَيْفَ يَدْرِي
وَعَنْ أَحْلامِهِ ضَاقَتْ جُسُوْمُهْ؟!
وَلَيْسَ بِمُنْقَضٍ عَجَبِي وَدَهْرِي
يُرَاهِنُ خَاسِراً سَفَّتْ حُلُوْمُهْ
وَيَمْلأُ مِنْ سَرَابِ هَوَاهُ حُمْقاً
كُؤُوْسَ مُنَاهُ, أَجْدَبَ مَنْ يَرُوْمُهْ
تَعَرَّى الزَّيْفُ لا رِيْشٌ يُغَطِّي
مَسَاوِئَهُ وَقَدْ ذَابَتْ شُحُوْمُهْ
يَظَلُّ الـمَرْءُ مَخْبُوْءاً مَكِيْناً
وَفِي مِفْتَاحِ مَنْطِقِهِ عُلُوْمُهْ
يُهَاجِمُ وَالـخُطُوْبُ كَأُسْدِ غَابٍ
تُحِيْطُ بِهِ فَيَقْتُلُهُ هُجُوْمُهْ
وَيَحْلُمُ آهِ مَا أَقْسَاهُ حُلْماً
تَشَتَّتَ شَمْلُهُ وَعَفَتْ رُسُوْمُهْ!
وَلِلدُّنْيَا مَطَارٌ لَيْسَ يَحْلُو
بِهِ لِمُسَافِرٍ إِلاَّ قُدُوْمُهْ