[frame="1 10"]سؤال : ما الدليل على أنَّ النَّبىَّ محمَّداً كان رسولاً من عند الله؟
الدليل على أن النبي محمد كان رسولاً من عند الله يتضح في الآتى :
1- في البشريات التي وردت عنه في التوراة والإنجيل عن أنبياء الله موسى وعيسى وقد ذكر لنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما - وكان قد اطلع على الكتب السماوية السابقة – فقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم وُصف في التوراة والإنجيل بما وُصف به في القرآن ، ثم ذكر النص الذي أصابه فيهما : " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله وأفتح به أعيناً عُمْياً وآذان صُمْاً " وما أكثر النصوص الواردة في هذا الباب، ومن أراد المزيد فيها فليرجع إلى الكتب التي سردتها وبينتها وهي كثيرة
2- ما ذكره هرقل عظيم الروم في الحوار الذي دار بينه وبين أبي سفيان حين أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام جاء فيها "بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريثيين " {أي الاتباع} {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}آل عمران64
فلما وصلته هذه الرسالة سأل أتباعه : هل أحد من أهله وذويه ببلدنا {أي بيت المقدس}؟ فطافوا بأسواقها فوجدوا أبا سفيان بن حرب ومعه نفر من قريش – وكان أبو سفيان زعيم أهل مكة وقائدها في الحرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم - فأدخلهما وقال لهم : من أميركم ، فأشاروا إلى أبي سفيان فأمرهم أن يقفوا خلفه ويكذبوه إذا قال قولاً غير حق ، وأخذ يسأله وبينهما مترجم
س : هل ادَّعى هذا الأمر أحد من أهله قبل ذلك؟
قال : لا
س : هل كان أهله لهم ملك فضاع منهم فهو يطالب به؟
قال : لا
س : وما نسبه؟
قال : من أوسطنا نسباً
س : هل جربتم عليه كذبا قبل ذلك؟
قال : لا
س : من الذي يتبعه ، الأغنياء أم الفقراء؟
قال : الفقراء
س : أتباعه يزيدون أم ينقصون؟
قال : يزيدون
س : هل يرجع أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه؟
قال : لا
إلى آخر الأسئلة ، ثم عقَّب هرقل قائلاً : لقد ذكرت لي أنكم ما جربتم عليه كذباً قط فما كان ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله ، وذكرت أن أتباعه الفقراء وهكذا أتباع الأنبياء ، وذكرت أنهم لا يرجع أحد منهم بعد الإيمان به وهكذا الحق إذا تمكن من القلوب ، وذكرت أنه لم يكن في أهله مُلْكاً يطالب به ، فإن كنت صادقاً فهذا هو النبي الذي وعدنا به يسوع {المسيح} ولولا أني أخشى على من حولي لذهبت إليه حتى أغسل قدمه ، وسيظهره الله حتى يملك ما تحت قدمي هاتين
3- ما تواتر عن أخبار الكهان والأحبار والرهبان الذين عاصروا ميلاده أو بشروا به قبل ميلاده وهذا شيء كثير غصت به الكتب والمراجع التي تحدثت عن حضرته صلى الله عليه وسلم
4- ما أثبته العلم الحديث في شتى مناحيه من إعجاز لألفاظه صلى الله عليه وسلم وعباراته وكذا ما جاء به القرآن الكريم حيث أن القرآن والسنة ليتطابقان ويوافقان أحدث ما وصل إليه صحيح العلم الحديث من نظريات وآراء وقوانين علمية بخلاف التوراة والإنجيل فإنهما لا يتطابقان مع صحيح العلم الحديث وهذا ما نوهت به دراسات كثيرة أبرزها كتاب {القرآن والتوراة والإنجيل والعلم الحديث} لموريس بوكاي
5- زهده في كل ما تطلبه النفس البشرية من شهوات كأموال أو منصب أو جاه أو مأكل أو مشرب أو ملبس أو مسكن أو مَرْكَب أو نساء وغيرها مع شدة ضرورته وحاجته إلى هذه الأشياء ، ولا تزهد في هذه الأشياء وترغب عنها إلا نفس نبي
6- تأثيره الفذ فيمن أحاط به حتى أنه أخرج للبشرية ثلة من الموهوبين والأفذاذ في كل التخصصات على مدى الأزمان
فلم ير التاريخ صدقاً في الحب من فرد لآخر كحب الصديق رضي الله عنه لحضرته صلى الله عليه وسلم ، ولم يجُد الزمان بحاكم عادل يضاهي عدل عمر ، وتتضاءل العبقرية في قيادة الجيوش إذا قيست بعبقرية خالد بن الوليد ، وقل أن تجد في البشرية سرعة بديهة في الفتوى المطابقة للواقع تساوي فقه الإمام علي بن أبي طالب ، والمقام يضيق عن ذكر الفحول الذين اتبعوه صلى الله عليه وسلم والمجالات التي برزوا فيها ويشهد لهم بذلك الأعداء قبل الأصدقاء
7- لو استقرأنا التاريخ لا نجد دولة عظمى أو امبراطورية كبرى قامت وبرزت إلا بالتمسك بالقيم الأخلاقية ومبادئ الإنسانية التى اشتملت عليها دعوته صلى الله عليه وسلم وإن لم تأخذها منه
حتى الحضارة الحديثة فيرتكز قيامها على القيم التي نادى بها من إتقان العمل والإخلاص فيه والصدق في الأداء والحرص على الوقت وغيرها من القيم الطيبة التى تدل على أن ما جاء به صلى الله عليه وسلم هو الصالح لإصلاح البشرية كلها في أي زمان ومكان
والخلاصة أنه لما كان صلى الله عليه وسلم لم يتلق العلم في جامعات ولا معاهد علمية ولا صحب فلاسفة ولا علماء كان ذلك أدل دليل على أن ما أتى به هو وحي من الله ، وأنه نبي لله
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...4&id=341&cat=2
منقول من كتاب {سؤالات غير المسلمين}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
[/frame]