كرهت النتَّ حتى ضقت نتّا** وأسبابي لهذا الكره شتّى
فمنها أنّه بحرٌ عميقٌ ** وكم يأخذ من الساعاتِ وقتا!!
ومنها أن وقتي ليس ملكي** فإن أنفقتهُ أنفقتُ سحتا
فلي عملي وأبحاثي وعلمي** فكيف وأن لي أهلاً وبيتا
وأطفالاً أربيهم صغاراً ** وأمنحهم من الأسبـــوع ستا
فهذي أكبر الأسباب صدقاُ** وهذا ما يزيـــد النت مقتـا
***
ومن سوءاتهِ أنّي أجدهُ ** كمقبرةٍ تقضي العمـــــــر صمتا
كأنك كنت فوق الأرض تمشي * وصرت تجالس الأموات تحتا
وأحياءٌ تكلمهم ولكن ** تحس بأنهم أشبـــــــاه موتـى
فلا تسمع لهم حساً وتبقى** تخاطبـــــــهم على الألواح نحتا
تكاتبهم وما يدريك من هم؟ ** وإن خاطبتهم صــــوراً وصوتا
فما يدريك صورة من تراها؟** وحتى لو سمعت الصوت حتّى!!
***
فقد تخدعك سيدةٌ لعوبٌ ** وتبدي صـــــورة فتقــول بنتا
فتعشقها وتفجع إذ تراها** وقد صارت معمـــــرةً لفوتا
وقد يغري الفتاة قليلُ أصلٍ** يعوض نقصهُ وصفاً ونعتا
فتحسبهُ شريك العمر حقاً ** وتجعلــــــه لها حظاً وبختا
وتظهرهُ لها الأيّامُ شخصاً ** حقيــراً لا يساوي قـطُّ سنتا
ومن آفاتهِ الإدمانُ فيهِ ** فبئس الشـخصُ إن أدمنت نِتّا
ومن سقطاتهِ إنْ تُهتَ فيهِ ** بلا فـــهمٍ فبئس الزول أنتَ
تُخبِّط في مواقعهِ فتلقى **قبيـــح الجنس والفحشاءِ تؤتى
ومن آفاتهِ تلك النوادي** وقد ملأتــــه أوساخاً و زفتــا
نساءٌ كاسياتٍ عارياتٍ** وفوق رؤوسهن الشــقر بُختــا
وفيروسات قد صنعت بخبثٍ** تفتُّ جهـــازك الأخّـــاذ فتا
***
ومن هفواته أني ألاقي ** بهِ قوماً من الحسنـــات بهتا
لهم أخلاقُ نِتٍ سيئاتٍ ** وقد صنعوا لهم وكــراً وبيتــا
تخالطهم على شرفٍ وصدقٍ** وهم يبغونها عوجاُ وأمتا
يديرون النميمة باقتدارٍ** ويهـرون الورى ذماً وقتّــا
وقد تلقى الشتيمة من وضيعٍ**فيقدر والإساءة أن يفوتا
فلا تسطيع أن تعطيه كفاً* تؤدبهُ ولا ركـــــــــلاً وشوتا
وتلقاه يموتُ عليك ضحكاً* *وأنت تكابد الحسرات موتا
***
ومن حسناته أني ألاقي ** أناساً قد قضوا في الطيب صيتا
رجالاً أو نساءً طيباتٍ ** عفيفاتٍ و أكفـــــــــــــاءً صُموتا
وتلقى قا صرات الطرف فيهِ** رياحيناً و دراقاًً و توتـــــا
وعُرْباً فاضلات مؤدباتٍ** وحتى لا نصيــــــــب النتّ ألتا
ومن أفضالهِ أني أديبٌ ** فأكتب فيـــــــهِ إن أحسست كبتا
ولكن إن كتبت به فأني ** كمن يرمي النـــوى بحراً وخبتا
فلا ينبت به زرعٌ ويبقى** وما حفظت مروج النــــــت نبتا
وقد يسرقه سارقهُ بيسرٍ ** وينسبه إليه و إن شكوتَ
فلا ينصفك منه أي شخصٍ** ولا يسطيع قاضٍ أن يبــــــتا
فهل يرضى بهذا الفعل دينٌ** ولا عرفٌ ولا خلـــــــق تأتى
ولا القرآن يقبله بحقٍ ** ولا أنجيـــــــــــــل يوحنا ومتّى!!
فهذا النت فاقررني عليهِ** وهل أنصفتــــــهُ وصفاً و ثبتا؟
فإن خالفتني فاردد عليّ** بشعرٍ مثــــــــــــــــلهِ أنّى كتبتَا